يهتز الأمن في بلدة عرسال الحدودية، الواقعة شرق لبنان، بشكل شبه أسبوعي، مع تفاقم عمليات الاغتيال التي تستهدف لبنانيين وسوريين، وآخرهم مختار البلدة التي تستضيف منذ نحو 5 سنوات أكثر من 120 ألف لاجئ سوري. وقد نجا المختار محمد علولي، الذي لا يزال يرقد بالمستشفى، من محاولة اغتيال استهدفته مساء الأربعاء، وتخطى قبل ساعات قليلة مرحلة الخطر.
ولم تتوصل القيادات اللبنانية المعنية حتى الساعة لصياغة حل للأزمة الأمنية التي ترزح تحتها عرسال، وخصوصا أن غياب مراكز الجيش وقوى الأمن الداخلي وعدم تواجد عناصرهما بشكل دائم في البلدة بعيد العمليات الأمنية التي تعرضوا لها، إن كان في صيف عام 2014 حين تم اختطاف أعداد منهم، أو في الفترة التي تلتها حين كانت تتعرض دورياتهم لعبوات ناسفة أدّت لمقتل وجرح العشرات، بات يدفع كثيرين من أهل عرسال للمطالبة بـ«الأمن الذاتي» لحماية أنفسهم.
وبتفاصيل الحادث الذي تعرض له المختار، أن شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، وبمواكبة إحدى السيارات أطلقا النار على سيارة علولي ما أدّى لإصابته إصابة خطرة في الوجه. ولم تُعرف حتى الساعة هوية المنفذين، علما بأنه في وقت سابق هذا الشهر قُتل ابن عرسال قتيبة الحجيري بالطريقة عينها من دون إلقاء القبض على المجموعة التي قررت تنفيذ عمليات مماثلة داخل البلدة.
وفيما تحدث رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ«الشرق الأوسط»، عن «عصابات تضم لبنانيين وسوريين وضعت لوائح بأسماء محددة لتتم تصفيتها»، قالت مصادر ميدانية إن هناك لائحة يتم تداولها تضم 10 أشخاص، 7 منهم من أهل عرسال، ومن بينهم رئيس البلدية و3 من السوريين المقيمين فيها. وأضافت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك حالة من الاستياء العارم والغضب في البلدة التي باتت مكشوفة أمنيا، وكل الأطراف، وبالتحديد (داعش) و(النصرة)، وأجهزة الاستخبارات المتعددة، تسرح وتمرح فيها».
وشدّد رئيس البلدية على أن من واجب الأجهزة الأمنية تحديد المجموعات التي تستهدف أمن أهل عرسال وضيوفهم السوريين، مستهجنا تحميل البلدية مسؤوليات مماثلة. وأوضح أن الاتفاق الذي تم مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، الذي التقاه أخيرا، يقضي بوجوب حفظ أمن عرسال، لافتا إلى أن آلية العمل تُركت للقيادة لتحددها. وأضاف: «ما نريده هو حفظ الأمن من دون التعدي على كرامات الناس، فالأمن لا يتم ضبطه بالدبابات بل بطرق أمنية معروفة. وقد طالبنا بقطع اليد التي تغدر بأهل عرسال وضيوفها من إخواننا اللاجئين».
وأشار الحجيري إلى أنّه «وفي حال لم تقم الأجهزة الأمنية بواجباتها، فالمطروح ليس تولي شرطة البلدية وحدها حفظ أمن البلدة، باعتبار أننا لن نتأخر بأن نعلن أن كل شباب عرسال سيدافعون عنها». وأضاف: «نتمنى ألا نصل لهذه المرحلة وتقوم الدولة بواجباتها ولا تجبر المواطنين على القيام بأدوار عسكرية وأمنية للدفاع عن أنفسهم، وهي أدوار هم بغنى عنها».
وتركزت العمليات العسكرية التي قام بها الجيش اللبناني في الفترة الأخيرة على المهمات الاستباقية التي تتصدى للمجموعات الإرهابية قبل تنفيذ مخططاتها. وقد هاجم في أبريل (نيسان) الماضي مركزا لـ«داعش» في البلدة، وقتل أمير التنظيم في المنطقة وعددا من عناصره. وكان قد سبق هذه العملية، هجوم آخر في فبراير (شباط) الماضي، قتل الجيش على إثره 6 من «داعش» وألقى القبض على 16 آخرين.
وبحسب مصادر ميدانية، تنتشر عناصر «داعش» و«جبهة النصرة» في المخيمات داخل بلدة عرسال، وهم يتنقلون بشكل غير علني، وينفذون عمليات اغتيال سريعة لا تتيح تحديد هوياتهم، وبخاصة في ظل غياب الجهة المخولة ملاحقتهم، باعتبار أنه ليس هناك تواجد دائم لعناصر الجيش اللبناني داخل البلدة.
وفيما تحدث موقع «النشرة» اللبناني يوم أمس عن أن «عناصر من (جبهة النصرة) وأشخاص تابعين لمصطفى الحجيري (أبو طاقية) هم من حاولوا اغتيال المختار علولي»، أشارت المصادر الميدانية إلى أن للأخير «علاقات سياسية وأمنية مع كل الأطراف، وخصوصا مع قوى (8 آذار)، لكنه محبوب من الجميع لأنه يقدّم كثيرا من الخدمات، وقد حصد عدد أصوات غير مسبوق في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة، ما يجعل الهدف من عملية اغتياله زعزعة الوحدة الموجودة بين أهل عرسال والأخوة اللاجئين، وهو ما يقوم به لا شك أعداء الثورة السورية والمسلمين».
لبنان: غضب شعبي في عرسال على خلفية محاولة اغتيال المختار
رئيس البلدية : عصابة تضم سوريين ولبنانيين أعدت لوائح تصفية
لبنان: غضب شعبي في عرسال على خلفية محاولة اغتيال المختار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة