اليوغا والتجارة.. صابون وبسكويت ومشروبات تدعم الرياضة الروحية في الهند

رئيس الوزراء يلقي بثقله خلف الأنظمة الطبية القديمة والتقليدية

بابا رام رحيم أحد المعلمين الروحيين في الهند الذي دخل مجال التجارة
بابا رام رحيم أحد المعلمين الروحيين في الهند الذي دخل مجال التجارة
TT

اليوغا والتجارة.. صابون وبسكويت ومشروبات تدعم الرياضة الروحية في الهند

بابا رام رحيم أحد المعلمين الروحيين في الهند الذي دخل مجال التجارة
بابا رام رحيم أحد المعلمين الروحيين في الهند الذي دخل مجال التجارة

تمكنت نشاطات مثل اليوغا والتأمل و«الأيورفيدا»، ومنتجات نظافة مثل معجون تنظيف الأسنان والصابون والشامبو وغسول الوجه، ومنتجات غذائية مثل البسكويت والدقيق والزيوت والحبوب، من دمج النشاط التجاري مع الطابع الروحاني.
من المفترض أن يكون الأشخاص الأتقياء زاهدين في متاع الحياة الدنيا ومباهجها، إلا أن بابا رامديف، 50 عامًا، المرتدي عباءة برتقالية، وسري رافي شانكر، 60 عامًا، المرتدي عباءة بيضاء، وجاجي فاسوديف، 57 عامًا وبابا رام رحيم، 48 عامًا، لم يعودوا راضين عن الدعوة إلى الروحانيات فحسب، وإنما غامروا باقتحام عالم التجارة في واحدة من كبريات أسواق التجزئة بالعالم.
داخل مصانع حديثة قائمة على مساحة 150 فدانًا على تلال الهيمالايا المطلة على طريق دلهي السريع، يجري إنتاج قرابة 500 منتج تحمل علامة «رامديف باتانجالي» التجارية من عقاقير مستوحاة من «الأيورفيدية» وصابون وشامبو وعسل وبسكويت ومشروبات صحية وعصير فواكه ودقيق.
أما بابا رامديف فقد نجح في تحقيق شهرة على مستوى الهند بأكملها عبر تقديمه دروس يوغا من خلال التلفزيون مطلع الألفية الجديدة، وجه خلالها المشاهدين نحو السبل الصحيحة للتخلص من الدهون وتحسين مناعة الجسم والتنفس بطريقة مناسبة وتناول أعشاب مفيدة. وبالتعاون مع صديقه المقرب أتشاريا بالكريشنا، أطلق رامديف عام 2007 منتجات «باتانجالي أيورفيد» عام 2017.
على مدار السنوات القليلة الماضية، اكتسبت فلسفة «باتانجالي» شهرة واسعة عبر الدعاية من فرد لآخر وإعلانات تلفزيونية في أوقات الذروة، ما أثار فضول الهنود تجاه المنتجات المصنوعة من الأعشاب والخالية من الكمياويات.
جدير بالذكر أن مبيعات «باتانجالي أيورفيد» بلغت 750 مليون دولار، ومن المحتمل أن تصل 1.5 مليار دولار في مارس (آذار) 2007. ويصر هؤلاء الرجال الأتقياء على أن تصنيعهم لمثل هذه المنتجات لا يرمي للربح. من جانبه، ادعى بابا رامديف أنه ليست لديه حصة في «باتانجالي» - وهي شركة لا تهدف للربح - ويذكر أنه يحرص على النوم على الأرض ولا يتناول سوى الأعشاب والطعام غير المطبوخ.
وأكد بابا رامديف أن الشركة جزء من مهمة يضطلع بها الشركاء لتعزيز اعتماد الهند على ذاتها، على نحو يحمل أصداء مناشدة مهاتما غاندي الهنود للتخلي عن المنتجات الأجنبية خلال فترة النضال لنيل الاستقلال والتخلص من الحكم الاستعماري.
وكثيرًا ما كان يعلن أن: «هدفنا النهائي بناء إنسان بصحة جيدة وأمة غنية.. وليس جني ثروة شخصية، أو تحقيق مصلحة ذاتية».
من جانبه، قال ريشاب ميهتا الذي كان يتسوق ويشتري منتجات «باتانجالي» من أحد منافذ الشركة في نيودلهي: «تحمل منتجات الشركة روحًا هندية».
من ناحية أخرى، نظمت مؤسسة «آرت أوف ليفينغ» المملوكة لمعلم اليوغا البارز والمرشد الروحي سري رافي شانكر مهرجانًا بعنوان «المهرجان الثقافي العالمي، في نيودلهي وضم جلسات يوغا وتأمل وصلوات لإحلال السلام وعروض ثقافية من جانب فنانين هنود وأجانب. وقد توافد على المهرجان زائرون من 150 دولة».
وقد ابتكرت شركة «سري سري أيورفيدا»، التي تأسست عام 2003 مجموعة متنوعة من الخلطات الكلاسيكية المستوحاة من «أيورفيدا» وعقاقير لأغراض شتى منها السعال وتعزيز مناعة الجسم وفقدان الوزن. بجانب ذلك، تنتج الشركة شامبو وغسولا للوجه وكريمات للحماية من أشعة الشمس الضارة وماء ورد ومشروبا صحيا يتمتع بشعبية واسعة يدعى «أوجاسفيتا»، وهو مصنوع من سبعة أعشاب ويأتي في خمسة نكهات، علاوة على «سودانتا» معجون لغسل الأسنان خال من الفلورايد.
داخل مقر رئاسة «سري سري»، يخوض الموظفون يوميًا جلسة تأمل لضمان تقديمهم المنتجات في أفضل مناخ ممكن. وقد سجل سري براءة اختراع لـ«سودارشان كريا»، وهو تكنيك للتنفس. ويلعب هذا التكنيك دورًا محوريًا في غالبية دورات «آرت أوف ليفينغ»، بما في ذلك برنامج السعادة. والواضح أن هذه البرامج تدر مالاً وفيرًا على المؤسسة، مع اشتراك كثير من العملاء بها من داخل وخارج الهند.
وتحرص الشركة على وضع ملصق واضح على منتجاتها ينص على أن المنتجات صحية وتعتمد على فلسفة «الأيورفيدا» الهندية القديمة.
وقد تمتع هؤلاء المعلمون الروحيون البارزون دومًا بدعم الدولة، وكذلك رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي ألقى بثقله خلف اليوغا والأنظمة الطبية القديمة التقليدية الهندية عبر استحداثه وزارة والأيورفيدا واليوغا والمداواة الطبيعية.. والمعالجة المثلية، وهي وزارة بحقيبة كاملة وتمثل نقطة ارتكاز للحملات الوطنية المرتبطة بمجال الصحة. ومن بين الأهداف المعلنة للوزارة «تعزيز التراث الهندي الثري الممتد لقرون والمتعلق بالعلوم الطبية والصحية».
وقد نجح مودي في إقناع الأمم المتحدة بإعلان 21 يونيو (حزيران) اليوم العالمي لليوغا، وكان أول احتفال به العام الماضي في نيودلهي بفعاليات يوغا ضخمة.
في شمال الهند، أطلق معلم روحي آخر، غورميت رام رحين سينغ، خطأ للمنتجات الغذائية العضوية، وقد أطلق قرابة 400 منتج تحت العلامة التجارية «إم إس جي» في الأسواق المحلية والدولية، بينها توابل ومواد بقالة ومخللات وعسل ومياه معدنية ومجموعة متنوعة من الأكلات الخفيفة.
وبالمثل، تأسست شركة «إيشا أروغيا»، كجزء من «مؤسسة إيشا» المملوكة لجاجي فاسوديف. وبدأت الشركة عملها بإنتاج عقاقير أيورفيدية، واتسع مجال منتجاتها الآن ليشمل منتجات العناية بالجسم والطعام.
كما يوجد لدى «إيشا برايفيت ليميتيد» موقعًا إلكترونيًا تبيع من خلاله ملابس وأغذية ومنتجات للعناية بالصحة والجمال، بجانب مشاركتها بمشروعات تشييد ومعمار. وذكرت الشركة أن الأرباح يجري تخصيصها لخدمة المناطق الريفية.
وبالمثل، تعرض «أرميتا لايف»، المرتبطة بالمعلم الروحي البارز في كيرالا، ماتا أمريتانادامايا ماث، منتجات تجميل صديقة للبيئة مستوحاة من المعرفة الأيورفيدية. ويبلغ عدد العاملين بها حاليًا قرابة 60 شخصًا. وتنوي الشركة التوسع داخل أوروبا.
كما توجد شركة «سانثيغري» المملوكة لمرشد روحي آخر في كيرالا وتتبعها شركات فرعية تعمل بمجالات التشييد والأدوات الرياضية والمنسوجات والأقمشة والعقاقير الأيورفيدية.
وقد نجح أمثال هؤلاء المعلمين الروحيين الذين اقتحموا مجال النشاط التجاري في اجتذاب العملاء المهتمين بالصحة والحياة الطبيعية واليوغا والتأمل. ويحظى كل منهم بملايين الأتباع داخل الهند وعالميًا.
علاوة على ذلك، فإن الهنود اليوم، خاصة الشباب، أصبحوا أكثر وعيًا وبدؤوا في تقدير الأيورفيدا. والملاحظ أن العالم بأسره بدأ في العودة إلى الأنظمة الطبيعة التقليدية.
ومن بين المصاعب المشتركة بين المعلمين الروحيين الذين يدخلون مجال النشاط التجاري العثور على مهنيين لا يدخنون ولا يتناولون الكحوليات ولا اللحوم لمعاونتهم. من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم «باتانجالي»: «لا نتبع الثقافة التقليدية السائدة بالشركات متعددة الجنسيات، وإنما لدينا قيمنا الخاصة، ويجب على المهنيين الذين ينضمون للعمل معنا الإيمان بهذه القيم».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.