منذ خمسة أعوام ونادي الرائد يعيش تجارب متذبذبة مع المدربين القادمين من شمال أفريقيا وبين تجارب ناجحة وفاشلة يأمل النادي الذي ينافس في دوري المحترفين السعودي أن يكون اختياره هذه المرة للمدرب التونسي ناصيف البياوي هو الخيار الأفضل حتى ينجح في قيادة الفريق إلى موسم ناجح.
وعودة إلى مسيرة تدريب الرائد في دوري المحترفين السعودي طوال الخمس سنوات الماضية سنجد أن ثلاثة مدربين من شمال أفريقيا تولوا تدريبه الأول كان التونسي عمار السويح الذي درب تونس في نهائيات كأس العالم 2002 وحقق في وقت لاحق من عام 2014 كأس الملك مع نادي الشباب وقاد الرائد في تجربتين، والثاني هو الجزائري نور الدين زكري الذي حقق مع وفاق سطيف لقب كأس الجزائر في 2010. والثالث هو الجزائري عبد القادر عمراني مدرب وفاق سطيف الحالي.
ناصيف البياوي الذي عاصر نجاحات الفتح وحقق الذهب معه كمساعد لفتحي الجبال، قرر بعد تحقيق بطولة الدوري أن يشق طريقه كمدرب لإيمانه أن المدرب يأخذ القرار النهائي ويمتلك صلاحيات أكثر بالإضافة إلى الراحة النفسية التي تكون أكبر لكونك تعمل بفكرتك وأنت الشخص الوحيد المخول بحسم الأمور.
البياوي ذهب إلى الغريم التقليدي للفتح وقام بتقديم مشروع فني لإدارة هجر من أجل العودة إلى الممتاز بعدما كان يقطن هجر في دوري الدرجة الأولى، استطاع في موسم أن يحقق درع الدرجة الأولى ويظفر ببطاقة التأهل، بعد خمسة مباريات فقط في دوري المحترفين قرر تقديم استقالته فالفريق حقق 6 نقاط من خمس مباريات، ليبدأ رحلة جديدة بعدها مع الفتح الذي أنطلق منه ليقود الفتح في بقية الموسم خلفًا للإسباني ماكيدا الذي قاد الفريق في 6 مباريات.
واستطاع البياوي أن يحقق في نهاية الموسم المركز السادس للفريق في بطولة الدوري، ويعد هذا المركز جيدًا للفتح في ذلك الموسم فالفريق قبل ذلك بعام حقق المركز العاشر في مفاجأة من العيار الثقيل رغم أنه كان حاملا للقب الدوري وفي كأس الملك خرج من الاتحاد في دور الـ16.
وفي الموسم المنصرم استطاع قيادة الفتح لتحقيق المركز الخامس في الدوري بـ41 نقطة، بينما خرج من دور الـ32 في كأس ولي العهد أمام النهضة، وفي كأس الملك خرج أيضًا من دور الـ32 أمام الحزم، لتنتهي تجربته مع الفتح الذي انطلقت على مدار موسمين، ليطوي الصفحة ويقرر الانطلاق مع الرائد في تجربة جديدة. كانت تجربة عمار السويح هي الأطول مع الرائد، حيث تم استقطابه بعد تحقيق النادي لنقطة وحيدة في 6 مباريات في الدوري.
أتى في مهمة هدفها إنقاذ الرائد من الهبوط فنجح بالمهمة وقاده إلى المركز العاشر في الدوري برصيد 28 نقطة بعدما كان الفريق محققًا نقطة وحيدة خلال 6 مباريات، بينما خرج من كأس ولي العهد في دور الـ16 أمام الاتحاد، ونظرا لتحقيقه المركز العاشر في الدوري لم يشارك في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في نسخة 2012، فاستمر لعام آخر مدربًا للرائد ولكن في مطلع فبراير (شباط) من عام 2013 قرر الرحيل عن النادي، حيث أعلن في المؤتمر الصحافي بعد مباراة فريقه أمام الغريم التقليدي التعاون عن استقالته عن تدريب الرائد بعد قيادته الفريق في 18 مباراة في الدوري حقق فيها 4 انتصارات و7 تعادلات و7 خسائر.
وفي كأس ولي العهد أوصل الفريق إلى دور الـ8 بعد إخراجه للشباب في دور الـ16 بفوزه عليه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لتنتهي تجربة السويح الأولى مع الرائد بتذبذب حيث نجح في الموسم الأول وفشل في الثاني.
المدرب الثاني كان الجزائري نور الدين زكري، ذلك المدرب الذي استطاع جذب أنظار الإعلام إليه بالملابس التي يرتديها وبعض تصرفاته، تعاقدت معه إدارة الرائد مطلع موسم 2013-2014. ولم تستمر تجربته سوى 6 أشهر حيث ألغي عقده بعد 22 مباراة للفريق في الدوري لم يحقق سوى 5 انتصارات منها و6 تعادلات و11 خسارة، وفي كأس ولي العهد خرج من ربع النهائي أمام الهلال، لتنتهي تجربة الجزائري نور الدين زكري من دون نجاح يذكر ويمر مرور الكرام بجانب المدربين الذين لم يحققوا أي نجاح مع النادي الذي تأسس 1954.
ورغم تحقيقه كأس الملك مع الشباب في عام 2014 قرر السويح الرحيل عن السعودية ولكنه في مارس (آذار) من عام 2015 لبى نداء الرائد لإنقاذه من الهبوط معلنًا في المؤتمر الصحافي في تقديمه أن «مهمة الرائد ليست صعبة ومصيرنا بأيدينا» وفعلاً استطاع أن ينقذ الرائد من الهبوط وذلك بتحقيقه انتصارين وتعادلين ورغم خسارته مباراتين فإن الرائد نال المركز الحادي عشر في دوري المحترفين، لتصبح أكثر التجارب نجاحًا للمدربين القادمين من شمال أفريقيا.
في مطلع موسم 2015 -2016 تولى تدريب الفريق الجزائري عبد القادر عمراني ولكن بعد مباراتين فقط تم إقالة المدرب لتصبح أقصر التجارب وأكثر مرارة على الإطلاق.
البياوي المدرب الشاب صاحب الـ39 عاما ستكون أمامه مهمة صعبة ومسؤولية كبيرة في قدرته على قيادة الرائد لتحقيق ما لم يحققه غيره من المدربين السابقين خاصة ممن ينتمون لعرب شمال أفريقيا.. فهل ينجح؟
ناصيف البياوي.. هل يحقق مع الرائد ما عجز عنه «السابقون»؟
أنصار النادي القصيمي ينتظرون نتائج مختلفة في الموسم الجديد
ناصيف البياوي.. هل يحقق مع الرائد ما عجز عنه «السابقون»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة