قتل اثنان من عناصر الشرطة العراقية أحدهما برتبة رائد وأصيب أربعة بجروح في هجوم انتحاري مزدوج أعقبه هجوم مسلح استهدف مديرية شرطة الفلوجة، غرب بغداد، واحتجزوا عددا من الرهائن، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وأعادت قيادة عمليات الأنبار فرض حظر التجول الذي كان مفروضا طوال الأيام الماضية على مدينة الفلوجة (50 كم غرب بغداد) على خلفية مخاوف من هجمات يشنها تنظيم القاعدة بسيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة.
وقال الرائد حميد محمد من شرطة الفلوجة لوكالة الصحافة الفرنسية إن «ضابطا برتبة رائد وشرطيا قتلا وأصيب أربعة من عناصر الشرطة بجروح في هجوم انتحاري أعقبته اشتباكات مسلحة استهدفت مديرية شرطة الفلوجة» (60 كلم غرب بغداد). وأوضح أن «انتحاريا فجر نفسه عند مدخل مديرية الشرطة، ثم فجر آخر نفسه عند مديرية دائرة الكهرباء المحاذية لمقر الشرطة، في غضون ذلك هاجم مسلحون من ثلاثة محاور مقر الشرطة بأسلحة مختلفة بينها قذائف هاون و«أر بي جي»، وأضاف المصدر: «اشتبكت قوات الشرطة معهم مما دفع بالمسلحين إلى الفرار نحو مبنى دائرة الكهرباء، بعدها حاصرت الشرطة المكان واستمرت في الاشتباك مع المسلحين». وأكد النقيب أنس العيفان من شرطة الفلوجة حصيلة الضحايا وتفاصيل الهجوم.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن لوكالة الصحافة الفرنسية إن قوات الشرطة تمكنت من قتل خمسة انتحاريين بينهم اثنان من القناصة. ويأتي الهجوم بعد يوم من موجة تفجيرات جديدة نفذ معظمها انتحاريون، وقتل فيها أكثر من 50 شخصا وأصيب العشرات بجروح. وبعد أن تم رفع الحظر مؤقتا أول من أمس أعادت قيادة عمليات الأنبار فرض حظر شامل في مدينة الفلوجة، على سير المركبات والدراجات النارية والهوائية والمواطنين، على خلفية مهاجمة مديرية الشرطة وسيطرة المسلحين على مبنى دائرة الكهرباء في المدينة.
وقال مصدر أمني في تصريح صحافي إن «القوات الأمنية أغلقت كافة مداخل ومخارج مدينة الفلوجة، نتيجة للوضع الأمني المربك فيها». وكانت قوات مشتركة من الجيش والشرطة نجحت في تحرير أربع رهائن في مديرية كهرباء الفلوجة، وإنهاء سيطرة المسلحين على المبنى ذاته بعد أن ألقت القبض على ثلاث منهم. وتجئ عملية الفلوجة بعد يوم واحد من عملية مماثلة في قضاء راوة (غرب العراق) أسفرت عن قتل وجرح العشرات، وذلك بقيام ثمانية مسلحين مجهولين يرتدون أحزمة ناسفة يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة الذي لم يعلن مسؤوليته بعد عن الحادثتين في اقتحام مبنى المجلس المحلي في القضاء بهدف السيطرة عليه.
وترأس رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أمس اجتماعا لخلية الأزمة لبحث تداعيات ما بعد هجمات القاعدة المنسقة في عدد من المحافظات الغربية من البلاد. وفي هذا السياق عزت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي التدهور الأمني المتسارع في العراق إلى عدم وجود خطط أمنية صحيحة فضلا عن فشل الطبقة السياسية في بناء دولة المؤسسات.
وقال عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية عن مدينة الفلوجة وعضو لجنة الأمن والدفاع حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مسألة التدهور الأمني له أسبابه وأهمها أن الطبقة السياسية الحالية تنفذ مشروع الاحتلال الأميركي في العراق ويتمثل في تحطيم هذا البلد على كل المستويات وفي المقدمة منها بناء مؤسسة عسكرية وطنية تمثل الجميع دون تهميش وإقصاء».
وأضاف المطلك أن «المؤسسة العسكرية والأمنية لم تبن على أسس وطنية بل بنيت على أساس المحاصصة العرقية والطائفية كما أن اختيار القيادات لا يتم على أساس الكفاءة بل الولاء، وبالتالي فإن هذه الحكومة جعلت من نصف الشعب أعداء وإرهابيين وتقول إنها تريد مكافحة الإرهاب». وأوضح المطلك: «لقد دعونا أكثر من مرة إلى استقالة الحكومة ورئيسها بسبب تكرار الفشل الأمني والسياسي والخدمي ولكن هناك إرادة دولية وأخرى إقليمية هي التي تتحكم بكل شيء في العراق وهي التي تفرض هذه الطبقة السياسية على الشعب العراقي الذي لم يعد أمامه سوى أن يقول كلمته في الانتخابات القادمة من أجل تغيير المشهد السياسي بالكامل».
أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار غرب العراق بأنه تم فرض حظر للتجوال في مدينة الفلوجة وإغلاق جميع مداخلها على خلفية هجوم انتحاري تعرضت له قيادة شرطة المدينة وحدوث اشتباكات مع مسلحين يتحصنون داخل بناية دائرة الكهرباء. ونقلت قناة «السومرية» العراقية عن المصدر القول إن انتحاريين اثنين قتلا وتم تحرير مختطفين اثنين في عملية اقتحام مبنى دائرة كهرباء الفلوجة، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة ما زالت مستمرة مع المسلحين الذين يتحصنون داخل المبنى. وكان مصدر في شرطة محافظة الأنبار أفاد في وقت سابق من اليوم بأن قوات أمنية تحاصر دائرة الكهرباء التي لجأ إليها مسلحون هاجموا مبنى قيادة شرطة الفلوجة.