«لو ريستوران».. طاهيته مكللة بالنجوم وديكوره مناطيد تحلق في سماء النكهات

عنوان باريسي لا يشبه سواه

جلسات تحت ما يشبه المنطاد في حديقة المطعم الباريسي - الطاهية الفرنسية فيرجيني باسيلو الحاصلة على 3 نجوم ميشلان
جلسات تحت ما يشبه المنطاد في حديقة المطعم الباريسي - الطاهية الفرنسية فيرجيني باسيلو الحاصلة على 3 نجوم ميشلان
TT

«لو ريستوران».. طاهيته مكللة بالنجوم وديكوره مناطيد تحلق في سماء النكهات

جلسات تحت ما يشبه المنطاد في حديقة المطعم الباريسي - الطاهية الفرنسية فيرجيني باسيلو الحاصلة على 3 نجوم ميشلان
جلسات تحت ما يشبه المنطاد في حديقة المطعم الباريسي - الطاهية الفرنسية فيرجيني باسيلو الحاصلة على 3 نجوم ميشلان

البعض يقول إن المطبخ الفرنسي يندثر أمام الزحف الآسيوي وسرقة اليابان لمجمل نجوم ميشلان، ولكن عندما تكتشف عنوانا اسمه «لو ريستوران» وهو بمثابة حجر نفيس مخفي بين خبايا فندق راق تدرك أن المطبخ الفرنسي لا يزال بألف خير ولا يزال يتمتع بكامل أناقته وعافيته ورونقه.
«لو ريستوران» Le Restaurant الواقع في فندق «سانت جايمس باريس» Saint James Paris من فئة «بوتيك»، ويتميز بديكوراته المميزة من تصميم الفنانة الفرنسية الأميركية بامبي سلون صاحبة اللمسات العشوائية التي تتناغم مع بعضها بعضا على الرغم من جرأتها وتناقضاتها وهذا واضح في ديكورات المطعم الذي استعملت فيه سلون الكثير من الألوان والنقشات المختلفة، أرضية بنقشة جلد النمر واستعمال مكثف للجلد الطبيعي باللون البني ويمتد الديكور الرائع إلى الحديقة الخارجية Le Terrace الذي حرصت فيه الفنانة على خلق واحة باريسية خيالية فصممت جلسات رائعة تحت ما يشبه مناطيد عملاقة، بمجرد أن تراها حتى تشعر وكأنك على استعداد للطيران والتحليق في أجواء باريس الحالمة، ولكن رائحة الطعام المنبثقة من الأطباق تعود بك إلى الأرض وتجعلك تنسى ما من حولك وتشغل لديك حاسة الشم والتذوق بشكل فعال وغير مسبوق.
اطباق المطعم فرنسية بحتة مع لمسة عصرية نجحت الطاهية الرئيسة فيرجيني باسيلو Virginie Basselot خلق هوية خاصة لنفسها ولما تقدمه بعد أن اكتسبت خبرة واسعة في العمل مع بعض من أهم طهاة فرنسا أمثال الشيف إيريك فريشون في فندق «لو بريستول» وحصلت على أول نجمة ميشلان عام 2014 وفازت بلقب «عاملة العام في فرنسا» بعد عام من احتفالها بنجمتها الأولى.
ويتميز طهي باسيلو بأسلوبها الفريد فهي تترجم الموسم في أطباقها وتعتمد على المنتج الذي يؤتى به من حدائق فندق «سانت جايمس باريس» وعندما ترى طريقة تقديم أطباقها تدرك أن هناك لمسات أنثوية تقف وراءها.
من أشهر الأطباق «فوا غرا مع الكرز واللوز الطازج» وطبق البط مع البرتقال وعصير عشب الليمون.
ما يميز المطعم هو أنه أنيق ولكن بنفس الوقت يتمتع بأجواء غير رسمية وهذا واضح من شكل الأرائك والكراسي الذي يدخل فيها اللون الأحمر القوي الذي يكسر اللون البني التقليدي، كما أن المكان يعكس شخصية الطاهية وفلسفتها في الطهي وما تقوم به الطاهية باسيلو ليس سهلا فهي مسؤولة عن فريق ضخم في المطبخ كما أنها تشرف على الطهي في البار وخدمة الغرف وهذه مسألة لا يستهان بها، إلا أن باسيو تقول إن عملها الدءوب مع من هم من بين عرابي المطبخ الفرنسي أمثال دومينيك بوشيه وغي مارتين، حيث تعلمت كيف تتسلق سلم النجاح لتحصل على اليوم على نجمتها الثالثة هو السبب في موقعها الحالي، وأهمية ما تفعله ليس سوى حصيلة خبرة وعمل متواصل وفرصة فريدة سنحت لها في بداية مشوارها المهني لتكون في نفس مطبخ يقدم فيه مثل هؤلاء الطهاة ابتكاراتهم.
«سانت جايمس باريس» فندق لا يشبه سواه شعاره «Crazy Chic Style» وهذا واضح في أسلوبه ويكوره الذي يختلف من غرفة إلى أخرى مع نفس اللمسة الإبداعية وهذه اللمسة تنتقل إلى المطعم والحديقة.
يقدم «لو ريستوران» الفطور من الساعة السابعة صباحا ولغاية الساعة العاشرة صباحًا والغداء من الساعة 12.30 بعد الظهر ولغاية الثانية بعد الظهر أما بالنسبة للعشاء فيفتح المطعم بابه مجددًا ما بين الساعة 7.30 والساعة 10 مساء.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».