انخفاض حالات الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 40 %

جراء تطور أجهزة الفحص الشعاعي

نسبة الخطأ في التشخيص انخفضت في ألمانيا إلى 5 في المائة (د.ب.أ)
نسبة الخطأ في التشخيص انخفضت في ألمانيا إلى 5 في المائة (د.ب.أ)
TT

انخفاض حالات الوفاة بسرطان الثدي بنسبة 40 %

نسبة الخطأ في التشخيص انخفضت في ألمانيا إلى 5 في المائة (د.ب.أ)
نسبة الخطأ في التشخيص انخفضت في ألمانيا إلى 5 في المائة (د.ب.أ)

تحسنت أجهزة الفحص الشعاعي للثدي عند النساء كثيرًا في السنوات الأخيرة، وانخفضت نسبة الوفاة بسبب سرطان الثدي 40 في المائة بفضلها، لكن قلق النساء من «الخطأ» في الفحص لم ينخفض.
وتملك النساء الحق في هذا القلق من نتائج الفحص الشعاعي، لأن التشخيص الخطأ يعني بالنسبة للكثيرات معاناة نفسية وجسدية عميقة تتمثل في الاستئصال وانحسار آفاق الحياة والحياة العائلية. وحتى 2012 ذكرت دراسة نرويجية أن الخطأ في التشخيص يرتفع إلى 25 في المائة أحيانا، وجاء في دراسة لجامعة هارفرد الأميركية في بوسطن أن نسبة الخطأ في التشخيص في الولايات المتحدة تتراوح بين6 و10 في المائة.
هذا، في حين أن الفحص الشعاعي للثدي أثبت فائدة قصوى للنساء من العمر المتوسط وخصوصا من أعمار 40 - 49. وكانت نسبة الوفيات بين النساء من هذه السن قد تقلصت بنسبة 48 في المائة بتأثير الفحص الشعاعي مقارنة بنساء ما قبل جهاز الفحص المسمى الماموغراف. وأشارت دراسة سويدية إلى أن حالات الموت بسبب سرطان الثدي لدى النساء اللاتي يخضعن أنفسهن بشكل منتظم للتصوير الشعاعي للثدي أمكن تقليصها بنسبة 30 في المائة بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يخضعن أنفسهن لهذا الفحص. وتوصلت الدراسة إلى أن السبب يكمن كما هو واضح في أن التصوير الشعاعي المنتظم للثدي يضمن التشخيص المبكر للسرطان، وبالتالي العلاج المبكر أيضًا له.
ويفترض أن دراسة ألمانية حديثة ستبعث نوعًا من الطمأنينة في قلوب النساء تجاه أجهزة الفحص الشعاعي، لأن نسبة الخطأ في التشخيص انخفضت في ألمانيا إلى 5 في المائة. وهذه هي نسبة الخطأ المسموح به في التشخيص حسب المعايير التي وضعها الاتحاد الأوروبي أمام الأطباء.
وجاء في تقرير لجمعة الماموغراف التعاونية الألمانية أن نسبة تشخيص سرطان الثدي عند النساء (50 - 69 سنة) في ألمانيا انخفضت إلى 6 بالألف في السنة الأخيرة. وظهر من خلال برنامج الفحص الشعاعي مرة كل ستة أشهر أن 3 في المائة من النساء تم استدعاؤهن مجددًا من قبل الأطباء، بعد إجراء الفحص، لوجود شكوك بأورام سرطانية في أثدائهن.
ومن نحو 129 ألف امرأة أجرت الفحص الشعاعي للثدي تلقت 17430 منهن إشعارًا من أطبائهن بأنهن يعانين من سرطان الثدي. وكانت نسبة الخطأ في التشخيص لا تزيد على 5 في المائة، وهي أدنى مستوى وصلته منذ استخدام الماموغرافي. وتشي نتائج المسح الإحصائي للأعوام الممتدة بين 1958 - 1977، أي قبل استخدام الفحص الشعاعي للثدي، أن 1129 امرأة من مجموع 3151، من أعوام 49 - 69 سنة، قد متن بسبب المرض، في حين أن عدد المتوفيات بسبب المرض بين 78 - 1997(أي بعد استخدام الماموغراف) من نفس الأعمار، كان 858 فقط من مجموع 4902 امرأة.
حذر الأطباء من التسرع في إطلاق صدمة التشخيص زاد أيضًا خلال هذه الفترة. إذ إن ثلثي المشكوك في تشخيصهن تم إعلان براءتهن من السرطان بعد استدعائهن مجددًا من قبل الأطباء، للتأكد من النتائج بواسطة أجهزة المسح الصوتي. مع ذلك استمرت شكوك الأطباء بالنتائج، وشملت 35 ألف امرأة، واضطر الأطباء لأخذ عينات من الورم المشكوك به إلى المختبر للتأكد مجهريًا من المرض. وحرر هذا الإجراء نصف العدد المذكور من التشخيص السابق بوجود ورم سرطاني.
يمكن للفحص الشعاعي للثدي اليوم أن يكشف 75 - 80 في المائة من حالات سرطان الثدي بشكل مبكر يمنح المصابات أملاً بعمليات جراحية بسيطة وحياة مديدة. وأضافت كورينا هاينريش، من جمعة ماموغراف التعاونية، أن سبب عدم وصول التشخيص إلى نسبة 100 في المائة لا يتعلق بالجهاز، وإنما أن بعض الأنواع السرطانية لا يظهر نموها إلا بعد سنتين، ولا يظهر كل 6 أشهر.
تمكن برنامج المسح الشعاعي للنساء منذ عام 2009 في كسب 57 في المائة من النساء فقط، لكن البرنامج يسعى لرفع النسبة إلى 70 في المائة خلال سنوات قليلة. وبرأي كورينا هايريش يعود الخلل إلى خوف النساء من سماع حكم الموت (التشخيص)، وإلى أن الفحص لا يخلو من ألم ومخاطر، رغم أن الإشعاعات المستخدمة فيه انخفضت كثيرًا خلال العشرين سنة الماضية.
جدير بالذكر أن 10 في المائة من الألمانيات أصبن بأحد أنواع سرطان الثدي، بمختلف أنواعه السليمة والعدوانية، خلال حياتهن. ويصيب سرطان الثدي العدواني ربعهن فقط، لكن فرص الحياة معه ضئيلة. وسبق لدراسة أوروبية أجراها العالم الإيطالي كارلو دي فيتشيا، من جامعة ميلانو، أن أشارت إلى أن معدل الإصابات السرطانية بين الألمان أعلى منها بين بلدان أوروبا الأخرى. وتسبب سرطان الثدي بموت 565 ألف مواطنة من الاتحاد الأوروبي عام 2011.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.