وزير يمني: إيقاف «الشرعية» تصدير النفط أفقد الحوثيين 560 مليون دولار شهريًا

وصف إدارة الانقلابيين بـ«السيئة».. وأرجع انخفاض الواردات إلى إفلاس «المركزي»

ضعف الاقتصاد النابع من انقلاب الحوثيين على «الشرعية» فاقم معاناة اليمنيين (رويترز)
ضعف الاقتصاد النابع من انقلاب الحوثيين على «الشرعية» فاقم معاناة اليمنيين (رويترز)
TT

وزير يمني: إيقاف «الشرعية» تصدير النفط أفقد الحوثيين 560 مليون دولار شهريًا

ضعف الاقتصاد النابع من انقلاب الحوثيين على «الشرعية» فاقم معاناة اليمنيين (رويترز)
ضعف الاقتصاد النابع من انقلاب الحوثيين على «الشرعية» فاقم معاناة اليمنيين (رويترز)

قال مسؤول يمني رفيع: «إن الانقلابيين لجأوا إلى السحب من احتياطي البنك المركزي بعد أن تحولت الإيرادات تحت سلطتهم من 140 مليار ريال يمني شهريا (560 مليون دولار)، إلى 40 مليارا (160 مليون دولار) فقط، نتيجة للإدارة السيئة للانقلابيين، الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع التجاري والاقتصادي والمعيشي في البلاد». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد السعدي، وزير التجارة اليمني، أن «الوضع التجاري يواجه صعوبات متعددة، ولا سيما في موضوع التصدير، سواء الخضراوات والفواكه والأسماك، التي كانت تصدر بكثرة، أو تصدير النفط والغاز الذي توقف بقرار من الحكومة الشرعية أخيرًا بعد استخدام الانقلابيين الإيرادات العامة للدولة في تكريس الانقلاب والصرف على ميليشياتهم». وأضاف: «هناك صعوبات أيضا في الإنتاج في ظل ظروف الحرب، وقد تأثرت التجارة وكل ما ينتج منها من تحصيل ضريبي وجمركي؛ الأمر الذي ألقى بظلاله على الاقتصاد، للأسف العملية متعددة الأطراف وبشكل سلبي جدا».
وفي سؤال عن تقديرات الخسائر التجارية الناجمة عن إدارة الانقلابيين للسلطة منذ أكثر من عام، أشار وزير التجارة اليمني إلى أن الإحصاءات الدقيقة غير متوافرة بسبب وضع الحرب، إلا أن المؤشرات تقول: إن «الإيرادات كانت 140 مليار ريال في الشهر، وتحولت إلى 40 مليار فقط شهريا، بمعنى أصبحت الإيرادات محدودة بشكل عام، سواء كان تجاريا أم خدميا أم فرض الضرائب وتحصيل الجمارك».
ولفت السعدي إلى أن الإيرادات تذهب للبنك المركزي المعني بدفع مرتبات موظفي الدولة، لكن تدخلات الانقلابيين ونفوذهم على مصادر الإنفاق باعتبارها مرتبطة جميعها بالبنك المركزي أدى إلى هذا الانهيار والتدهور الاقتصادي المخيف.
وأردف: «قرار الحكومة الشرعية الأخير بتوقيف تصدير النفط والغاز يعني أن الإيراد الأساسي لا يأتي إليهم (الانقلابيين)، وبالتالي لجأوا للصرف من الاحتياطي، ويكاد ينفد حاليًا».
وكشف الدكتور محمد السعدي عن أن البنك المركزي اليمني أصبح عاجزا اليوم عن توفير الاعتمادات المالية بالعملة الصعبة؛ وهو ما أثر في عملية الاستيراد من الخارج، وقال: «حتى المشتقات النفطية للاستهلاك المحلي معظمها تأتي بالنسب المنخفضة وليس بالكم الذي كان يتم استيراده، أيضا حتى كميات المواد الغذائية والأدوية تعتمد الآن معالجات على ما تقدمه المنظمات المانحة والإنسانية، وعلى رأسها مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، خصوصا الأعمال المتصلة بالغذاء والدواء والإسعافات التي ترسل، كذلك الجمعيات الخليجية مثل الهلال الأحمر الإماراتي، والكويت وقطر الذين يقومون بإدخال المواد الغذائية والعلاجية المتنوعة».
وحذر وزير التجارة من أن عدم قدرة البنك على توفير الاعتمادات بالعملة الصعبة سيكون له آثار كارثية، مستطردا بقوله «نحاول الآن منع الانهيار، وهو الهدف الذي نسعى إليه بالتعاون مع إدارة البنك المركزي، عبر دعامات لبقى آثار القوة، وأملنا الأساسي أن توقف الحرب لأنه في حال بقائها فإن أي معالجة لن تكون نتائجها مؤثرة أو مفيدة».
كما بيّن السعدي أن خيار نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء لا يزال خيارا مطروحا أمام الحكومة الشرعية، إلا أنه تحدث عن ملاحظات تبديها بعض المؤسسات المالية المرتبطة بالدعم الخارجي سواء فنيا أم ماليا، وتابع: «لكننا نبحث هذا الأمر بصفته بديلا من البدائل المطروحة».
الانقلابيون – بحسب وزير التجارة – قاموا باستبدال بعض موظفي الوزارة من مواقعهم، مشيرا إلى سريان الرعب والخوف بين الموظفين القدامى جراء سياسات الانقلاب المتهورة، وأضاف: «المؤسسة الحكومية بشكل عام تأثرت باستبدال الموظفين، ففي الوزارة سواء في الرقابة أو المنافذ والاستيراد يعيشون حالة من العبثية والفوضى بعد وضع شخصيات غير مؤهلة الأمر الذي انعكس على الأداء، والأمانة في التحصيل، كما تأثرت بعض المؤسسات التابعة للوزارة مثل المواصفات والمقاييس في عدة مناطق في الجمهورية، ولا سيما صنعاء والحديدة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.