أعلن خبراء علم نفس ولياقة، الخميس، أن لعبة البوكيمون غو، التي اجتذبت قطاعا عريضا من المستخدمين خلال الأيام الماضية، مفيدة للصحة.
لكن بعض مراكز البحث البريطانية حذرت المشاة والسائقين من الأخطار المحتملة لاستخدام تطبيقات الحقيقة المعززة على الهواتف المحمولة في الطرق والأماكن العامة، ففي لندن ذكرت صحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية عن جيه جراهام توماس، مساعد أستاذ الطب النفسي والسلوك البشري في مركز البحث بشأن التحكم في الوزن بمستشفى ميريام القول: «أعتقد أنه تطور مثير، لفترة طويلة كانت التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية مرتبطة بخفض النشاط البدني، وهذا نجمت عنه مشكلات صحية كثيرة».
وأضاف: «أن ترى التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية تتغير بصورة تعزز النشاط البدني والتواصل مع الآخرين أمر جيد للغاية».
ووصف جون جروهول، مؤسس شبكة الصحة العقلية، اللعبة بـ«الثورية»، وقال: «لم أشاهد مثل هذا في حياتي»، وأضاف: «البحوث أظهرت فوائد التمرينات البسيطة في تحسين المزاج».
وأوضح قائلا: «القائمون على تطوير لعبة البوكيمون لم يقصدوا اختراع لعبة للصحة الذهنية، ولكنهم فعلوا ذلك، وتأثيرات ذلك إيجابية للغاية».
وقد سجل برنامج «كارديوغرام»، الذي يرصد النشاط البدني، وتم تصميمه لصالح ساعة آبل، ارتفاعا واضحا في الحركة منذ صدور لعبة البوكيمون.
وسجلت شركة فيت بيت، المعنية بتصنيع أجهزة لرصد النشاط البدني، أيضا ارتفاعا في النشاط البدني لمستخدمي اللعبة.
وقد قال أحد مستخدمي اللعبة: «لقد سرت لمسافة 13 كيلومترا، أمس، لاصطياد أحد شخصيات البوكيمون.. هذه اللعبة تجعلني أستعيد لياقتي».
وقالت «ديلي ميل»: «إن الأطباء، مثل توماس، يعتقدون أن اللعبة توفر خدمة قيمة لا يستطيع القطاع الطبي تقديمها».
وأضافت الصحيفة: «أحيانا لا يمتلك القطاع الطبي والباحثون الموارد الكافية لتطوير شيء معقد مثل بوكيمون لحث المواطنين على التحرك».
لكن استطلاعا أجراه موقع «كونفيوزد دوت كوم» البريطاني قبل انتشار اللعبة كشف أن 30 في المائة ذكروا أن هواتفهم قد ألهتهم عن متابعة الطريق، بينما اعترف 14 في المائة أنهم عبروا الطريق من دون النظر عما إذا كانت هناك سيارات قادمة أما لا.
وقالت أماندا سترتون، محررة شؤون السيارات في موقع «كونفيوزد دوت كوم»: «نحن نعرف أن استخدام الهواتف الجوالة يمكن أن يؤثر تأثيرا كبيرا في السلامة في الطرق، وفي ضوء التقارير المتزايدة القادمة من الولايات المتحدة ونيوزيلندا وأستراليا عن عبور بعض مستخدمي لعبة بوكيمون غو الطرق من دون أي اعتبار للسيارات القادمة، يجب الحذر».
ومع عدم وجود أي لوائح أو إجراءات لزيادة الوعي بخصوص استخدام المشاة للهواتف المحمولة، فقد طلب موقع «كونفيوزد دوت كوم» من المشاة توخي الحذر أثناء عبور الطرق المزدحمة.
وفي الولايات المتحدة أتت لعبة بوكيمون غو بنتائج غير متوقعة فقد ساعدت الشرطة الأميركية في تحسين علاقاتها المجتمعية التي شهدت توترا في الآونة الأخيرة، بل إنها ساعدتها في القبض على مشتبه فيهم مطلوبين.
وقد استهدف مجرمون لاعبين هاموا بحثا عن شخصيات بوكيمون في الأزقة المظلمة والأحياء الخطرة.
وقالت الشرطة إن طلبة تعرضوا للسرقة على يد من يشتبه في أنه مسلح في مدينة كوليدج بارك بولاية ماريلاند. وفي أنتيلوب بكاليفورنيا أبلغ رجلان كانا يلعبان بوكيمون غو في منتزه في وقت متأخر يوم الأحد عن مسلح سطا على سيارتهما.
وفي وايومنغ ذهبت شابة عمرها 19 عاما بحثا عن البوكيمون قرب نهر بيج ويند يوم الجمعة لتجد جثة.
لكن في الوقت ذاته ساعدت اللعبة في تحسين صورة الشرطة بين الجماهير في وقت تشهد فيه العلاقة بين الجانبين توترا في أنحاء الولايات المتحدة.
ويوم الأحد فاجأ ضابط شرطة كان في دورية بشوارع فول ريفر بولاية ماساتشوستس مجموعة من المنهمكين في لعبة بوكيمون بانضمامه لهم. ونشرت الشرطة صورة الضابط على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ما جذب أكثر من أربعة آلاف معجب من رواد الموقع.
كما نشرت الشرطة عبر «تويتر» صورة لضابط يقود سيارته وبجانبه، زميلته الجديدة، بيكاتشو، وهي إحدى شخصيات بوكيمون.
وقالت السلطات إن اثنين كانا يلعبان بوكيمون بأحد منتزهات كاليفورنيا ضبطا شخصا تسعى الشرطة إلى إلقاء القبض عليه، لاتهامه بارتكاب عدد من الجرائم، من بينها الشروع في قتل.
وكان لاعبون آخرون نبهوا، الاثنين، للمشتبه فيه الذي كان يتعقب نساء، ويلامس أطفالا بصورة غير لائقة، فأبلغا الشرطة واحتجزاه إلى أن وصلت.
وفي ديترويت بعد الانتشار المذهل للعبة الواقع الافتراضي «بوكيمون غو» التي طرحتها شركة ألعاب الكومبيوتر اليابانية العملاقة نينتيندو قبل أيام، قرر أحد المستثمرين استغلال هذه الظاهرة، لتحقيق أرباح كبيرة. فقد قرر أحد الأشخاص تقديم خدمة قيادة السيارة بالأجر لمستخدمي اللعبة على غرار خدمة تأجير السيارات عبر الإنترنت «أوبر».
وقد نشر المستثمر إعلانا على موقع الإعلانات التجارية «كريجز ليست» يعرض فيه قيادة السيارة لمن يريد في محيط مدينة بورتلاند الأميركية أثناء مطاردة كائنات «بوكيمون» في المدينة، ويشمل العرض قيادة السيارة لمدة ساعتين مع توفير مشروبات وأغذية خفيفة مقابل 30 دولارا للشخص الواحد.
وأشار موقع «موتور تريند»، المتخصص في موضوعات السيارات، إلى أنه خلال أيام قليلة بعد طرح لعبة «بوكيمون غو» لأجهزة الهواتف الذكية التي تعمل بنظامي التشغيل آي.أو.إس وآندرويد، سيطرت هذه اللعبة على عناوين مواقع الإنترنت في العالم. ومن استخدامه كأداة لعثور الأشخاص مشتتي الذهن على أكوابهم الخاصة الضائعة إلى مساعدة مراهق في العثور مصادفة على جثة، فإن التطبيق ينتشر بسرعة فلكية. وبعض الأشخاص الذين يستخدمون لعبة «بوكيمون» وضعوا لافتة في خلفية سياراتهم تحذر السائقين الآخرين من الوقوف المتكرر؛ لأنهم يبحثون عن «بوكيمون».
وإذا نجح إعلان السائق في موقع «كريجز ليست» في جذب بعض السائقين المستغرقين في ممارسة اللعبة أثناء القيادة على الطرق، فإنه سيحقق عائدا ماليا جيدا.
وفي سيدني ذكر تقرير إعلامي أن السكان في إحدى الضواحي الهادئة في سيدني استدعوا الشرطة، بعد أن تدفق لاعبو لعبة «بوكيمون غو» للشوارع وداخل أحد المنتزهات، أثناء لعبهم.
وقال السكان لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» إنه كانت هناك «فوضى عارمة» و«قدر هائل» من الضوضاء في منتصف الليل، حيث كان المئات من لاعبي اللعبة يبحثون عن شخصيات «البوكيمون».
وتتمحور فكرة اللعبة في فرض الشخصيات التي تظهر على شاشة الكومبيوتر على أماكن حقيقية، عندما يتم مشاهدتها من خلال كاميرا الهاتف.
وتردد أن بعض السكان في ضاحية «روديس» ألقوا قنابل مياه على مئات من لاعبي اللعبة الذين احتشدوا في المنتزه.
وقالت نائبة عمدة المدينة هيلين مكافراي للصحيفة إن مجلس المدينة اضطر إلى أن يكلف حراسًا إضافيين في المنتزه، وفي مقدمة الشواطئ حال وجود لاعبين يتجولون في المرفأ أو في مناطق حركة المرور.
وحذرت الشرطة المواطنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي بأن يكونوا على وعي بشأن ما يحيط بهم، أثناء أداء اللعبة، حال السير في مناطق المرور أو نحو الأعمدة.
«بوكيمون غو» بين زيادة اللياقة والتحذير من أخطارها
هوس اللعبة يخفف توتر علاقة الشرطة الأميركية بالمجتمع
«بوكيمون غو» بين زيادة اللياقة والتحذير من أخطارها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة