زينت برديات الملك خوفو صالات العرض بمدخل المتحف المصري بوسط العاصمة القاهرة لأول مرة، وقالت مصادر أثرية إن هذه البرديات تعد الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة وعثر عليها بمنطقة ميناء وادي الجرف أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة، حيث إنها أقدم من برديات الجبلين التي تعود إلى نهاية الأسرة الرابعة وبرديات أبو صير التي تعود لنهاية الأسرة الخامسة.
وافتتح وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني أمس، معرض برديات الملك خوفو، بالإضافة لمعرض للمستنسخات الأثرية يضم مجموعة من النماذج من إنتاج وحدة النماذج الأثرية ومركز إحياء الفن التابعين لوزارة الآثار، كما ضم أيضا مجموعة من الكتب العلمية الأثرية التي قامت الوزارة بإصدارها.
وخوفو هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة الذي تبع الفرعون «سنفرو» على العرش والمُرجح أن يكون أباه، ومن الثابت أن أمه كانت الملكة «حتب حرس» الموجود قبرها في مقابر الجيزة، ويُعزى إليه بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة ليكون مقبرة له.
ويقع وادي الجرف على بعد نحو 24 كيلومترا جنوبي مدينة الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر وتعمل هناك بعثة مصرية - فرنسية مشتركة منذ 2011 اكتشفت آثارا لميناء يعتبر إلى الآن أقدم ميناء ليس فقط في مصر وإنما في تاريخ الملاحة البحرية العالمية.
وكانت البعثة قد عثرت في عام 2013 على مجموعة من البرديات مدفونة بين عدد من الكتل الحجرية، وكشفت هذه البرديات عن طبيعة العمل بالميناء واستخداماته في عصر الملك خوفو وحال العاملين به. وتؤكد البرديات أن وادي الجرف كان مستخدما خلال عهد الملك خوفو وأن فريق العمل الذي كان يعمل في هذا الموقع هو نفسه الذي شارك في بناء الهرم الأكبر.
وقال وزير الآثار المصري في مؤتمر صحافي عقد بالمتحف المصري أمس، إن «هذه البرديات كانت محفوظة في صندوق لا يراه أحد منذ اكتشافها في 2013؛ لكننا رأينا أن مكانها الصحيح هو أن توضع في مدخل المتحف المصري»، مضيفا: «أغلبية هذه البرديات ترجع إلى العام السادس والعشرين من عهد الملك خوفو وتصف كيف كانت الإدارة المركزية منظمة في عهد ذلك الملك صاحب الهرم الأكبر».
ويعد بناء هرم الملك «خوفو» نقلة حضارية كبرى في تاريخ مصر القديم، وقد تأثر «خنوم خوفو» بأبيه الملك «سنفرو» في بناء هرمه، فبعد موته أصبح خوفو الإله حورس الحاكم على الأرض، وأصبح من الضروري أن يفكر في بناء مقبرته التي تعد المشروع القومي الأول في مصر القديمة، الذي اشترك في بنائه عمال محترفون من جميع أنحاء مصر.. وظل الهرم الأكبر بارتفاعه الأصلي الذي كان يصل إلى 148 مترا أعلى بناء أتمه الإنسان على الأرض على مدى 3800 عام، وهو أضخم بناء بناه الإنسان، ولا يزال يعتبر ضمن معجزات الأرض السبع.
من جانبه، قال حسين عبد البصير المشرف العام على إدارة النشر العلمي بوزارة الآثار، من أهم هذه البرديات بردية تخص أحد كبار الموظفين، ويدعى المفتش «مرر» وهو المسؤول عن فريق بحارة ربما لم يتجاوز عددهم 40 رجلا.. وتحكي البردية يوميات فريق العمل الذي كان يقوم بنقل كتل الحجر الجيري من محاجر طرة (جنوب القاهرة) على الضفة الشرقية للنيل، إلى هرم خوفو (في الجيزة) عبر نهر النيل وقنواته.
بينما أشارت صباح عبد الرازق وكيلة المتحف المصري للشؤون الأثرية، إلى أن أغلب البرديات المكتشفة توضح توزيع الحصص اليومية للأطعمة التي كانت تأتي من مناطق كثيرة في دلتا نهر النيل، مضيفة أن من أهم البرديات أيضا واحدة يظهر فيها بوضوح وبخط هيروغليفي مختصر تعداد الماشية رقم 13 في عهد الملك خوفو، الذي كان يتم مرة كل عامين، ما يعني أن حكم هذا الملك امتد نحو 26 عاما، وهو أمر لم يكن معروفا من قبل.
وبهذه المناسبة قالت المصادر الأثرية إن «وزارة الآثار قررت منح تخفيضات بنسبة 20 في المائة على المستنسخات الأثرية و75 في المائة على الكتب التي تم إصدارها قبل 2011 و20 في المائة على الكتب التي تم إصدارها بعد 2011، في محاولة منها لتشجيع مختلف طوائف الشعب على زيارة المعرض».\
عرض «برديات الملك خوفو» لأول مرة في المتحف المصري
تحكي قصة نقل كتل الحجر الجيري من طرة إلى الهرم.. وتعداد الماشية
عرض «برديات الملك خوفو» لأول مرة في المتحف المصري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة