تحرر كثير من القرى بريف محافظة الحسكة من سيطرة تنظيم داعش لم يجنب المدنيين هناك غضب النظام، الذي وضع قوائم للاعتقال، أولها قوائم تضم أسماء مئات من المعلمين ممن خضعوا لدورات شرعية على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على أجزاء من أرياف الحسكة في العامين الماضيين. وقالت مصادر في محافظة الحسكة لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار الجديد ينص على إقالة المعلمين واعتقالهم بتهمة الموالاة لتنظيم داعش، وقطع الرواتب عن كل من لم يلتحق بقوات الدفاع الذاتي التابعة للنظام». وكان تنظيم داعش قد فرض على المعلمين من حملة الشهادات العالية في المناطق الخاضعة لنفوذه «الاستتابة»، ومن ثم الخضوع لدورات شرعية أو الموت بتهمة الردّة وسلب الممتلكات. ولتحقيق ذلك، راح تنظيم داعش يسجل أسماء المجبرين على «الاستتابة» ضمن قوائم يحتفظ بها التنظيم، من شأنها أن تعرض الأسماء الواردة فيها للانتقام في حال وقعت تلك القوائم في يد فصائل أخرى معادية، أو في يد النظام. وفي بعض الأحيان كان التنظيم يجبر المعلمين على إجراء البيعة والالتزام بقاعدة «الولاء والبراء» التي يعتمدها «داعش» مع مبايعيه، وتخوله حق استدعائهم للمشاركة في الأعمال القتالية ساعة يريد.
ومنع التنظيم تعليم المناهج المعتمدة في سوريا، وأصدر بدلا منها مناهج جديدة متطرفة، مع قرار ملزم للمعلمين وموظفي السلك التدريسي بالقدوم إلى مساجد تم تحديدها من قبل التنظيم، لإعلان التوبة مما سماه «داعش» «تبعيتهم للنظام التعليمي النصيري الكافر».
كما استولى التنظيم على أملاك عشرات المعلمين من أبناء المناطق التي يسيطر عليها ويقيمون خارجها، واعتبارهم كفرة، واستحلال أموالهم وممتلكاتهم بناء على ذلك. وشمل النساء والرجال بهذا القرار وخصص أماكن لهم لإعلان الاستتابة خلال مدة محددة. كما شملت قرارات «داعش» الاستتابة المتقاعدين، رغم تركهم التدريس منذ سنوات، كما اشترط التنظيم على الذكور إحضار صورتين شخصيتين، بالإضافة لما يسمى «كفيلا» لتبرئته لدى التنظيم.
ومع أن تنظيم داعش لم يمنع في مناطق سيطرته الموظفين من تقاضي رواتبهم من النظام الذي واصل دفع رواتب موظفيه في المناطق التي خرجت عن سيطرته، فإن أوراق الاستتابة تنص على أن «الرزّاق هو الله وأن التعويل على الطاغوت في الرزق أمر غير جائز»، ما يجعل مصير المدنيين مربوطا بأهواء التنظيم.
ومع أن المئات من المعلمين فروا من مناطق «داعش» إلى دول الجوار فإن هناك أعدادا كبيرة منهم ما تزال في مناطق سيطرة التنظيم، وهؤلاء بات النظام ينظر إليهم بعين الشك والريبة، وتحت طائلة الاعتقال في حال دخلوا مناطق سيطرته يعيشون أوضاعا بالغة التعقيد، كالواقع بين فكي كماشة، كلا الطرفين يطالبانه بالانخراط في القتال، في وقت باتت فيه الهجرة أو الفرار من الجحيم السوري بمثابة الهرب من الموت إلى الموت، بعدما أغلقت حدود دول الجوار في وجههم وفرضت إجراءات صارمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
قوائم اعتقال للمعلمين السوريين في مناطق «داعش»
تحرر ريف الحسكة من سيطرة التنظيم لم يجنب المدنيين غضب النظام
قوائم اعتقال للمعلمين السوريين في مناطق «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة