عادت الحياة إلى الأجهزة الحكومية في السعودية، صباح أمس، بعد إجازة عيد الفطر المبارك التي استمرت نحو عشرة أيام. وتأتي هذه العودة مصحوبة بأجواء احتفالية لافتة، إذ جرت العادة على إقامة «حفلات معايدة» في كل الدوائر الحكومية، التي عادة ما تلتهم الساعة الأولى من العمل، وتمتد أحيانا إلى ما قبل الظهر، مما يجعل اليوم الأول بعد الإجازة خفيفا على الموظفين، ثقيلا - في بعض الأحيان - على المراجعين.
وتتصدر صور حفلات المعايدة الحسابات الرسمية للأجهزة الحكومية على شبكة «تويتر»، إذ يظهر الوزراء وهم يتوسطون موظفي الوزارة في صور جماعية تحتشد فيها الابتسامات والمصافحات، في حين بثت عدد من الدوائر الحكومية بيانات إعلامية تفيد خلالها إقامة حفلات معايدة بمناسبة عيد الفطر المبارك، وهي ما يعد أكثر الأخبار المحلية تداولا طيلة أمس.
وعلى الرغم من كون هذه الاحتفالات تعزز أواصر الزمالة والتصافي بين الموظفين، فإن ذلك لم يمنعها من الانزلاق في دائرة التكلف الزائد في بعض الأحيان، والميل إلى المبالغة في هدر الوقت، والتباهي فيما يقدم من أطعمة ومشروبات، حيث وقعت بعض الدوائر الحكومية في فخ البذخ وتعطيل معاملات المراجعين إلى حين انتهاء مراسم الاحتفال.
وهو ما دفع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) إلى التحذير في وقت سابق من المبالغة والتوسع في إقامة حفلات المعايدة في الدوائر الحكومية في أثناء الدوام الرسمي، إلى جانب تحذير هيئة الرقابة والتحقيق الدائم بضرورة عدم المبالغة في إقامة حفلات المعايدة على حساب وقت العمل ومصالح المراجعين.
واللافت أخيرا هو اتجاه بعض الأجهزة الحكومية إلى عمل تصاميم خاصة لتهاني العيد، ووضعها على «بنرات» ضخمة في ممرات قاعة الاحتفال، أو طباعتها على بطاقات دعوة حفل المعايدة بشكل مميز، وهو ما يفتح باب الابتكار والتنافس بين إدارات العلاقات العامة سنة تلو أخرى، بدلا من الطابع الروتيني للحفل الذي يُفتتح عادة بالكلمات الرسمية والخطب الارتجالية القصيرة التي تحث الموظفين على بدء العمل بنشاط وفاعلية وتجديد الحيوية في العمل بعد التمتع بالإجازة.
وتقوم فكرة حفلات المعايدة الرسمية في السعودية على تبادل التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك، بداية من قمة الهرم الإداري، إذ يصافح الموظفون مسؤولي الجهاز الحكومي، ويحتفلون معهم وسط مأدبة إفطار فاخرة، تجمع ما لذ وطاب من الأطعمة، وفي الغالب يتوسطها قالب كبير من الكعك المزين بعبارة التهنئة أو شعار الجهة الحكومية.
ولا تتجاوز حفلة المعايدة على الأغلب حدود الـ60 دقيقة، إلا أنها تفتح شهية الموظفين لتقوية العلاقة مع رؤسائهم، وتبادل الأخبار مع نظرائهم، ومحاولة الحصول على وقت إضافي للترويح عن النفس والتخفيف من ضغط العمل، خصوصا أن كثيرا من الموظفين عادة لا يكونون قد نالوا القسط الكافي من النوم في اليوم الأول من العمل، مما يجعل هذه الحفلات بمثابة محطة للاستراحة.
يذكر أن إجازة عيد الفطر كانت قد بدأت في الخامس والعشرين من شهر رمضان الماضي لجميع الوزارات والمصالح الحكومية، وهو ما تقرر بموجبه أن تبدأ إجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام الخميس الماضي، على أن يُستأنف العمل بعد الإجازة يوم أمس.
السعوديون يعودون إلى أعمالهم.. و«حفلات المعايدة» تلتهم الساعة الأولى
بروتوكول حكومي بين مطرقة «المجاملة» وسندان «التكلف»
السعوديون يعودون إلى أعمالهم.. و«حفلات المعايدة» تلتهم الساعة الأولى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة