قيادي إخواني: وضعنا لن يتأثر بتقارب تركيا مع مصر

الحكومة تنفي اتخاذ خطوات فعلية مع القاهرة

قيادي إخواني: وضعنا لن يتأثر بتقارب تركيا مع مصر
TT

قيادي إخواني: وضعنا لن يتأثر بتقارب تركيا مع مصر

قيادي إخواني: وضعنا لن يتأثر بتقارب تركيا مع مصر

أكد نائب رئيس الوزراء المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش، أمس، أن تركيا لم تتخذ أي خطوات لتطبيع العلاقات مع مصر، لكنها تود استئنافها، وذلك بعد أن حسنت بلاده العلاقات مؤخرا مع كل من روسيا وإسرائيل.
وكان شعبان ديشلي نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، قد أعلن منذ أيام أن وفدا تركيا رفيع المستوى سيزور مصر لبحث استئناف العلاقات بين البلدين بصورة طبيعية.
وأرجع محللون تضارب تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن تحسين العلاقات مع مصر، إلى الصعوبات التي يشكلها وجود قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والكيانات المتحالفة معها، فضلا عن تركز القنوات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية الناطقة باسم الجماعة، في إسطنبول، وشعور قادتها بأن تركيا بدأت تتخلى عنهم.
وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع أحد قيادات مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في تركيا، طلب عدم ذكر اسمه، قال إن تركيا تتحرك من منطلق مصالحها كدولة، وإن «الإخوان» لا علاقة لهم بهذا القرار، معربا عن اعتقاده بأن وضعهم في تركيا لن يتأثر نتيجة لذلك.
ولفت القيادي الإخواني إلى أن موضوع إعادة العلاقات مع مصر بنظامها الحالي كان موضع جدل وانقسام شديد داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لأكثر من عام، ولذلك فإن أي قرار ستتخذه الحكومة التركية بشأن التقارب مع مصر ليس مفاجئًا لـ«الإخوان» ولن يؤثر على وجودهم في تركيا أيضا.
واعتبر القيادي الإخواني أن تركيا لن تعيد علاقاتها مع مصر دفعة واحدة، لافتا إلى تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، التي تناولت الجوانب الخاصة بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية والمصالح المشتركة بين البلدين، وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، التي قال فيها إن تركيا ليست لها مشكلة مع الشعب المصري وإنما مع القيادة المصرية.
وشدد القيادي الإخواني على أن تركيا لن تغير موقفها ولن تعترف بما أسماه «الانقلاب» في مصر، وأنها سترفض إعادة قيادات «الإخوان» أو تسليم المطلوبين منهم إلى مصر.
من جانبه، امتنع محمود حسين الأمين العام للتنظيم العالمي لجماعة الإخوان عن الرد على أسئلة «الشرق الأوسط» حول تداعيات القرار التركي على مستقبل قيادات وأعضاء الجماعة المقيمين في تركيا، قائلا: «لا أدلي بتصريحات صحافية؛ لأن هذا من اختصاص المتحدث الرسمي باسم الجماعة».
على الجانب الآخر، يعيش العاملون في القنوات الناطقة بلسان جماعة الإخوان المسلمين، حالة من القلق من احتمال تعرضهم لضغوط أو تضييق من الحكومة التركية عليهم في الفترة القادمة، بعد اتخاذ خطوات لإعادة العلاقات مع مصر.
ووجه أحد الإعلاميين العاملين بهذه القنوات سؤالا إلى محمد زاهد جول مستشار هيئة الشؤون الدينية في تركيا، عما إذا كانت الحكومة التركية ستضحي بهم أو ستسلمهم لمصر وتغلق قنواتهم، فقال إنه لا يعتقد أن شيئا من هذا سيحدث، ولن تسلم تركيا المطلوبين أو من صدرت ضدهم أحكام إعدام إلى مصر، لكن على الجانب الآخر فإن مسألة استمرار المنابر الإعلامية لـ«الإخوان» في تركيا هو أمر يحتاج إعادة نظر، وأن تركيا ترغب في أن ترى هذه القنوات تعود إلى مصر وتمارس عملها في مناخ ديمقراطي انطلاقا من مصر نفسها.
إلا أن مصادر قريبة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، لمحت إلى أن الفترة القادمة قد تشهد مطالبات للقنوات الناطقة باسم «الإخوان» بتخفيف حدة خطابها تجاه القيادة المصرية، والتوقف عن خطاب التحريض الذي اتبعته منذ ظهورها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.