«الألعاب الأولمبية» القديمة.. أساطير وعادات وتقاليد

جرت لأول مرة في مدينة «أولمبيا» الإغريقية القديمة

الألعاب الأولمبية في 1964 - المدينة الإغريقية القديمة - جانب من الألعاب الأولمبية قديما
الألعاب الأولمبية في 1964 - المدينة الإغريقية القديمة - جانب من الألعاب الأولمبية قديما
TT

«الألعاب الأولمبية» القديمة.. أساطير وعادات وتقاليد

الألعاب الأولمبية في 1964 - المدينة الإغريقية القديمة - جانب من الألعاب الأولمبية قديما
الألعاب الأولمبية في 1964 - المدينة الإغريقية القديمة - جانب من الألعاب الأولمبية قديما

بين القصص الخيالية والهدنة العسكرية التي أنبتت سلاما وتنافسا شريفا، ترتبط بداية المباريات الرياضية، أو كما تسمى «الألعاب الأولمبية»، التي كانت تمتحن القوة والمرونة والسرعة لدى المشتركين. كانت تجرى في مدينة أولمبيا، إحدى المدن الإغريقية القديمة، بأساطير خيالية وروايات رائعة كثيرة، تستمد من أفقها الواسع وفروعها المتشعبة جوانب الحكمة والطرائف في آن واحد.
ويروى في بعضها أن زيفس قاتل والده كرون قتالا مريرا حتى انتصر عليه، وصار السيد المطلق للأرض والسماء.. وكلل انتصاره بإقامة أعياد كانت تجرى خلالها الألعاب الرياضية التي أطلقت عليها تسمية «الألعاب الأولمبية القديمة».
وذكرت رواية ثانية أن هيراكليس هو مؤسس الألعاب الأولمبية بعد انتصاره على القيصر الظالم والبخيل أفغي.. وتعود الشهرة له بوصفه مؤسسا أول أطلق على المناسبة اسم «أولمبية»، وحافظ على تقاليدها وإقامتها كل سنة خامسة، لأنه هو وإخوته كان عددهم خمسة.
ومن الأساطير الشعبية الشائعة في ذلك العصر أن القيصر الإليادي أوتوماوس أخبر بواسطة الآلهة أنه سيقتل على يد صهره زوج الأميرة هيبوداميا التي تقدم لها خطاب كثر نظرا لجمالها وفتنتها.. لكن القيصر الشجاع اقترح على كل متقدم لخطبة ابنته أن يبارزه في سباق العربات على الأحصنة الأربعة، وشروط المبارزة كانت قاسية جدا؛ إذ إنها تتيح للخطيب الزواج من الأميرة وتتويجه قيصرا في حال انتصاره.. ويقطع رأسه فورا في حال هزيمته.
وتمكن القيصر أوتوماوس من تزيين قصر الأميرة برؤوس 13 من الخطاب المنهزمين.. كيف لا؛ وخيوله كانت هدية من إله الحرب؟ لذا فإن انتصاره مؤكد لا شك فيه. غير أن الخطيب الرابع عشر الملك بيلوبس تفوق في المبارزة، وفي نهاية السباق انقسمت عربة القيصر بخروج إحدى عجلاتها وكانت على سرعة عالية أودت بحياته وتحققت الأسطورة.
واحتفالا بالنصر والزواج أقيمت المهرجانات وتخللتها المباريات الرياضية؛ إذ أصبح بيلوبس سيدا على مقاطعة الإلياد بما فيها أولمبيا، وقرر تخليدا للمناسبة إقامة الألعاب مرة كل أربع سنوات، وحدد مكانا لها بجوار مدينة أولمبيا في أكبر شبه جزيرة يونانية سميت بلوبونيز تيمنا باسم القيصر المتوج.
وهناك بعض الروايات حول قيام الأعياد الرياضية بتحالف حصل بين إيفينوس ملك إيليس وكليوستينس ملك بيزا وليكورغوس ملك إسبرطة؛ إذ إن اليونان كانت تعيش النزاعات والصراعات الداخلية بين مقاطعاتها، وجاءت «الألعاب المقدسة» لتوقف الحروب طيلة مدة إقامتها.
وأقيمت الألعاب القديمة الأولى عام 776 قبل الميلاد، لكن يرجح تنظيم مباريات رياضية محدودة في أولمبيا قبل أن تستقطب متنافسين من المقاطعات اليونانية القديمة.
وحددت مدة «العيد الأولمبي»، كما كان يسمى، بشهر واحد يبدأ مع اكتمال القمر في آخر شهر من فصل الصيف، ويحتفل به كل 1416 يوما، وهو الرقم الذي يؤلف السنة الأولمبية في اليونان القديمة.. خلال «الشهر المقدس».
تسود قوانين محدودة، فيعلن السلام المقدس وتتوقف الحروب والمنازعات كلها على اختلاف أشكالها، ويلتقي أعداء الأمس في الساحات الرياضية يتصارعون.. يتبارزون بروح رياضية، متنافسين على ألقاب الشرف: الأقوى - الأسرع - الأعلى.
وكان اجتياز امتحان قبول المرشحين للتنافس في الألعاب عملا شاقا؛ إذ لا يكفي أن يكون المرشح حرا؛ أي مواطنا يونانيا، لأنه كان يحظر على العبيد أو البربر الاشتراك، بل عليه اجتياز مرحلة تحضير تتراوح مدتها بين 10 و12 شهرا، يمثل في نهايتها أمام لجنة امتحان من الإلياديين الصارمين.. بعدها يخضع الناجحون لتأهيل جديد لمدة شهر.
وتضمن برنامج الألعاب القديمة مباريات المضمار والميدان (ألعاب القوى)، فهناك الجري من المرحلة الواحدة وطولها 192.27م حتى سباق الـ24 مرحلة (نحو 5 كلم).
الوثب الطويل ورمي الرمح ورمي القرص والمصارعة، سمي مجموع منافساتها «الألعاب الخماسية»، (بانتاتلون).. والمميز أن الرياضي في حالة الجري أو الوثب كان عليه أن يحمل في يديه ثقلين من الحديد أو الحجر لاعتقاده بأنهما يساعدان على زيادة السرعة والوثب الأبعد.
ولم يكن للمرأة دور في الألعاب القديمة، حتى إنه حرم عليها مشاهدة المباريات. وكان جزاؤها الموت لو حضرت متفرجة فقط، ربما لأن المشاركين كانوا يتبارون عراة. لكن كان للنساء الحق في امتلاك عربات وخيول وإشراكها في الألعاب.
ومن النوادر اللافتة بعض العادات التي اتبعت في دورات معينة، مثلا في الدورة الـ65 (520 ق.م.)، فقد فرض على المشاركين في ألعاب القوى أن يكونوا مدججين بأسلحتهم كاملة.
وشارك بعض عظماء ذلك العصر، ومنهم: المؤرخ هيرودوت، والناشر الخطيب ديموستين، والفيلسوف سقراط، وعالم الرياضيات فيثاغورس الذي توج في المصارعة، والكاتب الأديب لوقيان.
وكان الأبطال المنتصرون يتوجون أمام معبد زيفس بغصن من الزيتون يقطع بمقص ذهبي من الحديقة الإلهية.
وأدخلت لعبة البانكراتيون (المصارعة الحرة واللكم حتى القضاء على الخصم) في الدورة الـ23 التي أقيمت سنة 688 ق.م. واعتمدت مباراة الفروسية في الدورة الـ25 (680 ق.م)، لكن الفوز كان للعربة وليس للفارس الذي يقودها.
ولم تتوقف الألعاب الأولمبية حتى بعد استيلاء الرومان على الأراضي الإليادية. وخلال 1168 سنة أقيمت 293 دورة إلى أن حان عام 394م وأمر الإمبراطور تيودوس الأول بوقفها ومنع الاحتفالات الدينية. وهدمت لاحقا الملاعب والأمكنة الرياضية والأبنية والمنشآت، وأتت هزتان أرضيتان قويتان عامي 522م و551م على مدينة أولمبيا بأكملها.
وفي نهاية القرن التاسع عشر، تمكن علماء الجيولوجيا والآثار من تحديد معالم مدينة أولمبيا القديمة، وعملوا على إحياء بعض الأقسام والأمكنة الرياضية فيها.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.