غوارديولا ومورينهو يتعادلان في أول تحدٍ خارج حدود الملعب

في أول تقييم للمدربين الأكثر شهرة بعد وصولهما إلى قطبي مانشستر

غوارديولا ومورينهو سيضيفان مزيدًا من الإثارة على الدوري الإنجليزي
غوارديولا ومورينهو سيضيفان مزيدًا من الإثارة على الدوري الإنجليزي
TT

غوارديولا ومورينهو يتعادلان في أول تحدٍ خارج حدود الملعب

غوارديولا ومورينهو سيضيفان مزيدًا من الإثارة على الدوري الإنجليزي
غوارديولا ومورينهو سيضيفان مزيدًا من الإثارة على الدوري الإنجليزي

انضم جوزيه مورينهو وجوزيف غوارديولا، وهما اثنان من أباطرة التدريب، إلى الدوري الإنجليزي الممتاز من خلال قطبي مدينة مانشستر الأسبوع الماضي، ويتميز كل منهما بشخصيته وأسلوبه المميزين، لكن من خرج منتصرًا على الآخر؟.
بدأ عرض مورينهو يواجه غوارديولا الأسبوع الماضي، مع تنظيم مانشستر سيتي مؤتمرًا صحافيًا لتقديم مدربه الإسباني الجديد. أما الظهور العام الأول لغوارديولا فقد جاء خلال فعاليات «عطلة نهاية الأسبوع المخصصة للمواطنين» التي ينظمها النادي، حيث تحدث إلى صحافيين ورد على أسئلتهم. وبالمثل، رد البرتغالي مورينهو على أسئلة الصحافيين، بعده بيومين داخل «جناح أوروبا» داخل ملعب أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد خلال مؤتمر صحافي استمر نصف الساعة.
ورغم أن الحدثين منفصلين، فإنهما يوفران فرصة لتقييم المدربين البارزين وأيهما سيفوز بأولى مواجهتهما في الموسم الجديد.
من حيث الأناقة، وصل غوارديولا «سيتي فوتبول أكاديمي» في حلة بالغة الأناقة ماركة «هوكستون هيبستر» تألفت الملابس من سروال جينز أسود وزوج من الأحذية شديد الأناقة وقميص قطني وسترة. ربما جرت المبالغة في تقديم غوارديولا، لكن بمجرد ظهور الرجل الكتالوني على المنصة نجح في سلب ألباب مشجعي النادي.
في المقابل، كان مورينهو يرتدي حلة سوداء تضم بنطالاً لامعًا وقميصًا برقبة مفتوحة. وبالنظر لمدى الأناقة البالغة التي يبدو عليها مورينهو في الحلة التقليدية، بدت ملابسه تلك مثيرة للإحباط بعض الشيء. ومع دخوله من الباب الجانبي، جاء ظهوره خاليًا من الأبهة. وعليه، فإنه ما من شك بخصوص من تفوق على الآخر في الظهور الأول: (جوزيب 1 - جوزيه 0).
فيما يخص روح الدعابة، سيطرت على المؤتمر الصحافي لمورينهو دعابة حول ما إذا كان اللاعب الثالث الجديد الذي ضمه للنادي، قد انضم بصورة «رسمية» أم لا. وهذا اللاعب هو هنريك مخيتاريان، لاعب بروسيا دورتموند. وجاءت الإجابة من المسؤولة الإعلامية كارين شوتبولت «لا».
أما جمهور جوزيب البالغ 5800 شخص فقد حظوا بفرصة الاطلاع على مكتب المدرب من الداخل. وهنا، تعادل الاثنان: (جوزيب 1: جوزيه 1)
بالنسبة للأخبار، فإن كلا الرجلين يعد بمثابة أرض خصبة للأخبار والشائعات، ولا يحتاج أي منهما سوى لمجهود يسير للغاية حتى يتحول لقصة تسيطر على اهتمام «تويتر» و«إنستغرام» و«فيسبوك».
بالنسبة لغوارديولا، فإنه لا يزال قادرًا على إثارة القصص والحكايات من حوله. وقد أعلن غوارديولا عن استعداده لتأديب أي شخص إذا لزم الأمر، مؤكدًا أن انضمامه لمانشستر سيتي يأتي انطلاقًا من رغبته في إثبات نفسه في الكرة الإنجليزية، واعترف بأن شراء ليونيل ميسي، لاعب برشلونة، في حكم المستحيل. وعندما واجه أسئلة من الصحافيين كان حديثه عبارة عن سلسلة من الدعابات. وفيما يخص المدرب السابق يونايتد ريان غيغز، أوضح مورينهو أن لا علاقة له برحيله. كما دافع عن سياسته حيال الناشئين بعرضه قائمة من 49 لاعبًا من أكاديمية الناشئين أو دون الـ21 عامًا يدعي أنه منحهم فرصة المشاركة مع الفريق الأول. كما حمل حديثه تلميحات مستمرة إلى سلفه لويس فان غال، الذي ألمح مورينهو أنه كان يختبئ خلف «فلسفات»، وكان «سلبيًا» ولم يستعن سوى بالمواهب التي ترعرعت داخل النادي بسبب «الإصابات». وهنا، كان لمورينهو الريادة: (جوزيب 1 جوزيه 2).
فيما يخص الشعور بالارتياح والسلاسة، بدا مورينهو في أفضل حالاته، فقد وصل أخيرًا للنادي الذي لطالما حلم بالانضمام إليه منذ فترة طويلة. ووصلت بلاغته ذروتها في عبارته الافتتاحية: «هذه ليست وظيفة الأحلام. هذا هو الواقع. أنا مدرب مانشستر يونايتد. والواقع أنني أظن أن الجميع يرغبون في نيل هذه الوظيفة».
وجاء حديث غوارديولا على الدرجة ذاتها من البلاغة. إلا أن العرض الرديء الذي قدمه النادي قبل ظهور الإسباني على المنصة ترك داخل المدرب رغبة في إنهاء المؤتمر الصحافي في أسرع وقت ممكن. وهنا يتقدم مورينهو: (جوزيب 1 جوزيه 3)
بالنسبة لأسلوب التفكير، أبدى مورينهو نمطًا من التفكير يشبه فكر عصر النهضة عندما قتل فكرة أن واين روني كان «صاحب القميص رقم 6 أو حتى 8»، وذلك لأنه سيكون صاحب القميص رقم 10 أو «9.5». ومع هذا، لم يحمل هذا القول أية مبالغة بالنظر إلى أن قائد فريق مانشستر يونايتد سجل 245 هدفًا وبدأ الموسم الماضي مهاجمًا.
أما غوارديولا فقد أبدى قدرته على رؤية الأمور من زاوية جانبية بقوله بأنه «ليس ثمة أفكار مسبقة» حول الكرة الإنجليزية ووعد بالتعامل بعقلية منفتحة مع أسلوب لعب مانشستر سيتي رغم أن نجاحه اتبع المخطط ذاته بصورة أساسية. وبسؤاله عن مدى إمكانية تقديمه الكرة الجميلة التي اشتهر بها مع ناديه السابق برشلونة أجاب: «إنها اللحظة المناسبة للعمل هنا وإثبات ذاتي. ولهذا أنا هنا. أريد تقديم الكرة التي أريدها لكن في أي مكان تذهب له عليك التكيف مع مستوى اللاعبين. يجب أن ننسجم مع بعضنا بعضًا بأسرع وقت ممكن».
هنا يتقدم غوارديولا قليلاً: (جوزيب 2 جوزيه 3).
بالنسبة للحديث بلغة النادي، فإنه من الملاحظ أن مؤتمر مورينهو الصحافي حمل إشارات إلى القيم المعروفة عن ريان غيغز والسير أليكس فيرغسون وفريق «الشياطين الحمر» - «الفوز بكل شيء» «مانشستر يوناتيد أهم مني»، وأنه بحلول 2017 سيكون هذا النادي في المكان الذي يستحقه ببطولة دوري أبطال أوروبا». أما غوارديولا فقد تحدث كثيرًا عن «شغف» مانشستر سيتي والعمل على جعل النادي «فخورًا»، بجانب الفوز بالبطولات وخلق «روح الفريق» وتقديم «أمر مميز» للجماهير.
وعلى خلاف الحال مع غريمه في مانشستر يوناتيد، كان غوارديولا جريئًا بما يكفي لذكر مورينهو بالاسم.
وهنا يحصد الاثنان التعادل من جديد: (جوزيب 3 جوزيه 3).
وبعيدا عن التقييم فقد نأى مدرب سيتي الجديد عن الحديث عن التعاقد مع لاعبين جدد بعد ضم بلاعب الوسط الأوكراني ألكسندر زينتشنكو، 19 عاما، من أوفا الروسي والمهاجم نوليتو من سيلتا فيغو. وقال غوارديولا ردا على سؤال بشأن لاعبيه الإنجليز الدوليين وهما حارس المرمى جو هارت ورحيم سترلينغ بعد تعرضهما لانتقادات خلال المشاركة في بطولة أوروبا 2016 إنه يفضل أن يكون لديه عناصر إنجليزية في الفريق.
وأضاف: «أشعر بالفضول بشأن سترلينغ. المبلغ الذي دفعه النادي للحصول على خدماته ما زال في أذهان الناس. لكني أتطلع لمساعدته ليظهر لنا جودته».
أما مورينهو فقد دافع بقوة عن أول صفقاته لمانشستر يونايتد بالتعاقد مع المدافع العاجي إيريك بيلي من فيا ريال الإسباني، بقوله إن لديه كافة مقومات المطلوبة لتعزيز خط دفاع الفريق في الموسم المقبل وسيحصل على كل العون الذي يحتاجه للتطور مع النادي.
ولعب بيلي 47 مباراة مع فيا ريال الموسم الماضي ووصل للمركز الرابع بجدول الدوري الإسباني ليحجز مقعدًا في دوري أبطال أوروبا.
وأضاف مورينهو: «إنه لاعب نؤمن بقدراته. يتمتع بالقوة البدنية إضافة للسرعة الكبيرة.. ليس من السهل الجمع بين القوة البدنية والسرعة.. إنه لاعب ضخم وطويل وسريع حقا».
وأضاف المدرب البالغ من العمر 53 عامًا: «إنه قادم من ثقافة اللعب الإسبانية حيث تكون المراحل الأولى (من اللعب) هامة لذا فهو جيد جدا على الصعيد الخططي». وتابع: «لعب كظهير أيمن لبعض الفترات.. ولأن اللعب في هذا المركز يتطلب مساهمة أكبر على مستوى الهجوم فمن الجيد بالنسبة للاعب قلب الدفاع أن يلعب كظهير أيمن على فترات». وأمام الإيمان بقدرات لاعبيهم في مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي سيترقب جمهور الكرة ما الذي يمكن أن يفعله مورينهو وغوارديولا في الموسم الجديد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».