أوباما قبل مغادرته إسبانيا: على الشرطة أن تحترم مشاعر الإحباط لدى السود

أكد أن عنف المتظاهرين يمكن أن يضر بقضية إصلاح العدالة الجنائية

الرئيس الأميركي باراك أوباما يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد لقائه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بقصر مونكلوا في أول زيارة له لمدريد (رويترز)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد لقائه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بقصر مونكلوا في أول زيارة له لمدريد (رويترز)
TT

أوباما قبل مغادرته إسبانيا: على الشرطة أن تحترم مشاعر الإحباط لدى السود

الرئيس الأميركي باراك أوباما يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد لقائه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بقصر مونكلوا في أول زيارة له لمدريد (رويترز)
الرئيس الأميركي باراك أوباما يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد لقائه رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي بقصر مونكلوا في أول زيارة له لمدريد (رويترز)

ألقت أحداث دالاس بظلال كثيفة على زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإسبانيا مساء أول من أمس، وأجبرته على اختصار زيارته التي يقوم بها لأول مرة لإسبانيا والعودة مساء أمس إلى واشنطن والترتيب لزيارة دالاس خلال بداية الأسبوع القادم يلتقي فيها مع أسر الضباط الخمسة الذين لقوا حتفهم في حادث إطلاق النار، كما يلتقي مع رجال إنفاذ القانون لمعالجة القضايا المتعلقة بسلسلة من عمليات إطلاق النار ذات الدوافع العرقية في الولايات المتحدة.
وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي تطرق أوباما إلى أهمية العلاقات الثنائية والوضع الأوروبي ومكافحة «داعش»، ثم أسهب في الحديث عن الوضع الملتهب داخل الولايات المتحدة على خلفية أحداث دالاس مكررا تأكيداته بوحدة الشعب الأميركي، وأهمية التوحد لإصلاح نظام العدالة الأميركية ورفض العنف.
وحول اندلاع المظاهرات والاحتجاجات في عدد من الولايات الأميركية، قال أوباما للصحافيين: «أحد الأشياء العظيمة في أميركا هي قدرة الأفراد على مقاضاة الحكومة والقدرة على التحدث بالحقيقة، وقد يسود الأمر الفوضى أحيانا والجدل» مشيرا إلى ما شهدته حركات حقوق المرأة من ملاحقات في الماضي. وحذر الرئيس الأميركي من تحول الاحتجاجات إلى العنف قائلا: «إذا شعرنا بالقلق من فشل العدالة الجنائية وقمنا بمهاجمة الشرطة وقول أشياء غبية حتى ولو كانت لفظية فإننا ندمر القضية ونخاطر بفقد أرضية للإصلاح، ولا يمكننا تعميم الخطأ على كل الشرطة دون أن نقول إن الغالبية العظمى من ضباط الشرطة يقومون بعمل جيد حقا، ويحاولون حماية الناس دون تحيز عنصري، وإذا كانت الخطابات والتصريحات لا تعترف بذلك، فنحن في طريقنا إلى فقدان الحلفاء في طريق تحقيق الإصلاح».
وأضاف أوباما «علينا الحفاظ على نهج مدروس وجاد ومحترم لإحداث التغيير الحقيقي، وعلى إدارات الشرطة أن تفعل الشيء الصحيح»، مشيرا إلى أنه «يأمل أن تحترم قوات الشرطة مشاعر الإحباط التي يشعر بها المتظاهرون، وأن تستمع كل الأطراف إلى بعضها البعض».
ووجه أوباما كلامه للمتظاهرين قائلا: «أقول للحريصين على قضية إطلاق الشرطة النار أو القلقين من التحيز العنصري في نظام العدالة الجنائية إن عليهم الحفاظ على لهجة صادقة وجادة ومحترمة لتعبئة المجتمع الأميركي لإحداث تغيير حقيقي وهذا هو هدفنا النهائي».
وكان الرئيس الأميركي أوباما قد وصل إلى إسبانيا مساء أول من أمس، ليبدأ زيارة مختصرة يلتقي خلالها مع قادة إسبانيا قبل أن يعود إلى واشنطن، وهبطت طائرة أوباما مساء السبت في قاعدة توريخون دي أردوز العسكرية خارج مدريد. وكان في استقباله الملك فيليب السادس، الذي رافق أوباما على بساط أحمر محاط بحرس الشرف.
وقال القصر الملكي إن استقبال العاهل الإسباني لأوباما، قبل الساعة الـ11 من مساء أول من أمس بالتوقيت المحلي (22:00 مساء السبت بتوقيت غرينتش) كان استثنائيا، مشيرا إلى أنه يعد دليلا على العلاقة الوثيقة بين البلدين. وكان عدد من وزراء الحكومة الإسبانية وسفير إسبانيا لدى الولايات المتحدة وكبار الشخصيات في استقبال الرئيس الأميركي.
وشرع أوباما في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس أميركي إلى إسبانيا منذ 15 عاما بعد مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في وارسو. وقرر أوباما اختصار زيارته لتنتهي قبل يوم واحد من الموعد المقرر مسبقا لانتهائها بعد هجوم على الشرطة في دالاس بولاية تكساس.
وقبل هبوط طائرته، اتصل أوباما بحاكم ولاية تكساس جريج أبوت لتقديم التعازي نيابة عن الشعب الأميركي في مقتل خمسة من ضباط الشرطة في هجوم ليلة الخميس الماضي. وأصيب سبعة ضباط آخرين واثنين من المارة المدنيين في الهجوم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».