لافتات يرفعها موالون لإيران تثير حفيظة سكان البصرة

عضو في مجلس المحافظة: بعضها ضد السعودية لكنها لا تمثل وجهة النظر الرسمية

جانب من مظاهرة جرت في البصرة مؤخرا ضد ممارسات الحكومة المحلية (أ.ب)
جانب من مظاهرة جرت في البصرة مؤخرا ضد ممارسات الحكومة المحلية (أ.ب)
TT

لافتات يرفعها موالون لإيران تثير حفيظة سكان البصرة

جانب من مظاهرة جرت في البصرة مؤخرا ضد ممارسات الحكومة المحلية (أ.ب)
جانب من مظاهرة جرت في البصرة مؤخرا ضد ممارسات الحكومة المحلية (أ.ب)

أقر عضو في مجلس محافظة البصرة بوجود لافتات موزعة في مركز المحافظة ضد السعودية، معتبرًا ذلك «مجرد ردة فعل وآراء من فعاليات وأحزاب سياسية لا علاقة لها بالموقف الرسمي لمجلس المحافظة». وقال أحمد السليطي، عضو مجلس محافظة البصرة لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هذه اللافتات تعبر عن آراء بعض الفعاليات والأحزاب السياسية، ولا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي للحكومة المحلية».
وأكد السليطي أن «هذه الممارسات لا تسيء إلى علاقات العراق الرسمية مع المملكة العربية السعودية، فهذه اللافتات لم تعلقها جهة حكومية ولم تتبنها جهات رسمية، بل أحزاب سياسية لها وجهات نظرها.. وهذا ليس موقفًا رسميًا ولا يعرض علاقات العراق والمملكة للإحراج».
لكن المحامي زهير المناصير، من أهالي البصرة، استنكر هذه الممارسات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من الخطأ الكبير أن تسمح الحكومة المحلية في البصرة بتعليق لافتات تسيء لبلد جار ولشعب شقيق، فالسعودية وقفت وما زالت تقف مع العراق والعراقيين في كل أزماته ولم تتخل عنا»، مشيرًا إلى أن «أقرب بلد عربي لنا في البصرة، المملكة العربية السعودية، التي تكاد لا تفصلنا عنها أي حدود طبيعية، بل هي امتداد جغرافي لنا وعمقنا الاستراتيجي، كما أن العشائر العربية هي ذاتها في البصرة وفي المملكة». وأضاف المناصير: «علينا أن نعمل مجتمعين من أجل تحسين وتطوير علاقاتنا مع محيطنا العربي، وخصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من أجل مصلحة شعبنا عامة وأهلنا في البصرة خاصة». وقال: «يجب أن نفكر كيف نجذب أصحاب رؤوس المال الخليجيين، وخصوصًا السعوديين للاستثمار في البصرة، وهي غنية بفرص استثمار صناعية وزراعية وسياحية، بدلاً من أن نكون طاردين لأشقائنا، فالبصرة جغرافيًا تعتبر مدينة خليجية كونها تطل على الخليج العربي، وطوال تاريخها وتاريخنا نحن أهالي البصرة الأصليين لنا علاقات مصاهرة وتجارة وعلاقات طيبة مع أشقائنا السعوديين»، واصفًا من وضع هذه اللافتات بالدخلاء على البصرة وعلى أهلها «ويريدون الإساءة لنا ولأشقائنا».
بدوره، قال الناشط المدني، الفنان التشكيلي علي صلاح السعد، لـ«الشرق الأوسط»: «علينا أن نفكر بالدرجة الأولى بأننا عراقيون بعيدًا عن التموضع الطائفي الذي قادنا إلى التفرقة وسيقود البلد للتقسيم وضياع العراق، وأنا كعراقي من أهالي البصرة أعتبر هذه اللافتات مسيئة لنا أكثر مما تسيء للسعودية والسعوديين، وتظهرنا بصورة غير لائقة، فأهالي البصرة الأصليون دائمًا يتميزون بالأخلاق الطيبة والرقي الحضاري في التعامل مع الآخرين، وخصوصًا مع أشقائنا في دول الخليج العربي». وأضاف أن من يدعي أن أشقاءنا في دول الخليج العربي، وخصوصًا السعودية، يفرحون للتفجيرات الإرهابية، واهم، كون المملكة العربية السعودية نفسها تتعرض للتفجيرات وللعمليات الإرهابية. وتابع السعد: «هناك أحزاب وميليشيات تنفذ أجندات إيرانية على أرض العراق والضحية يكون المواطن العراقي، وهذه الأجندات تنفذ بوضوح في محافظتنا التي تفرض الميليشيات والأحزاب الموالية لإيران أجندات خارجية تسيء لنا وللعراق ومصالحه، وذلك عن طريق الإساءة لأشقائنا السعوديين»، متسائلاً: «كيف يمكن أن يبرر مجلس المحافظة تعليق لافتات ضد بلد عربي شقيق وتربطنا به علاقات رسمية، بينما يتغاضى مجلس المحافظة عن تسمية شارع في البصرة باسم الخميني الذي قاد حربًا ضدنا لثماني سنوات من أجل احتلال العراق وكلفنا أكثر من مليون ضحية؟ هل الانتماء لدولة غير عربية مثل إيران ولنا معهم تاريخ من الحروب أفضل، أم أن نحسن علاقاتنا ونطورها مع أشقائنا القريبين منا الذين يربطنا بهم تاريخ مشترك ولغة ودين وعادات وتقاليد»؟
وطالب السعد بـ«أن يمنع مجلس المحافظة مثل هذه التصرفات المسيئة لأشقائنا وأن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات حازمة ضد مثل هذه التصرفات التي تؤثر على مصالح شعبنا»، مضيفًا أن «البصرة ستتحول إلى مستعمرة إيرانية لكثرة وجود المدارس والمؤسسات الإيرانية والأحزاب الموالية لإيران، وعلى أهالي البصرة والحكومة المحلية والمركزية أن تنتبه لهذا الموضوع الخطير».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.