منظمتان دوليتان تشجبان قصف {مساحة الطفل} بمخيم خان الشيح

البيان لم يسم الجهة التي قامت بالهجوم

منظمتان دوليتان تشجبان قصف {مساحة الطفل} بمخيم خان الشيح
TT

منظمتان دوليتان تشجبان قصف {مساحة الطفل} بمخيم خان الشيح

منظمتان دوليتان تشجبان قصف {مساحة الطفل} بمخيم خان الشيح

قالت منظمتا يونيسيف وأونروا، أن الهجوم الأخير على مخيم خان الشيح، الذي يسكنه اللاجئون الفلسطينيون والنازحون السوريون، أحدث مثال على الاستخفاف اللا إنساني بحياة البشر في النزاع السوري، وخصوصا حياة الأطفال والبنى التحتية التي يعتمدون عليها. ولم تسم المنظمتان الجهة التي قامت في الهجوم، في الوقت الذي عرضت فيه شبكة مخيم خان الشيح الإعلامية، صورا للدمار الذي خلفته الغارة من قبل الطيران الحربي، ليل الاثنين، على مخيم خان الشيح «وأسفرت عن شهيدين و4 جرحى ودمار كبير بالمكان».
وقال بيان المنظمتين الذي استلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه عبر البريد الإلكتروني، إنه خلال الهجوم الأخير هطل وابل من القنابل على مخيم خان الشيح ليلة 3 يوليو (تموز)، متسببا في مقتل المدنيين وتدمير المنازل، إضافة للمساحة الصديقة للطفل هناك. ويقع خان الشيح، الذي يسكنه نحو 9,000 لاجئ فلسطيني في منطقة متوترة في جنوب ريف دمشق، حيث تسبب ارتفاع حدة العنف في موت 9 لاجئين فلسطينيين على الأقل في الأسابيع الأخيرة.
وأضاف البيان أن المساحة الصديقة للطفل التي دمرها القصف، كانت ملاذا لأكثر من 1,000 طفل، كانوا يترددون عليها بشكل يومي للانخراط في النشاطات التعليمية والترفيهية. وكانت هذه المساحة هي المساحة الوحيدة المتوفرة لهذه الأغراض في المخيم، والتي كان يستطيع فيها الأطفال التغلب، ولو مؤقتا، على أهوال النزاع والعنف التي تسود حياتهم. وعلى الرغم من المخاطر، يستمر الشركاء المحليون والمتطوعون في خدمة الأطفال بأفضل ما بوسعهم.
ومن ناحية أخرى عطلت القيود التي فرضت على وصول المساعدات الإنسانية لمخيم خان الشيح منذ 2013 عمل الأنروا والشركاء الآخرين. مما اضطر اللاجئين الفلسطينيين للمخاطرة بالخروج من المخيم لمراكز توزيع الأنروا في صحنايا وخان دنون ليتمكنوا من الحصول على المساعدات.
كما تحولت الحقول والمزارع المحيطة بالمخيم منذ سنة 2012 إلى ساحات معارك تنتشر فيها الأسلحة الثقيلة التي تضرب بشكل عشوائي في الكثير من الأحيان. وقالت المنظمتان، إن 75 من موظفي الأنروا الذين يعيشون في المخيم، يناضلون للاستمرار في تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين من خلال الخدمات المحدودة المقدمة في ثلاث مدارس، وعيادة صحية ومركز مجتمعي.
وتستمر اليونيسف والأنروا والشركاء الآخرون في دعم خدمات حماية الطفل في مختلف أرجاء سوريا، بما فيها المساحات الصديقة للطفل لمساعدة الأطفال في تحمل العنف. وقال البيان، إنه ليس هناك ما يبرر الهجمات على الأطفال والمرافق التي يعتمدون عليها.
وشجبت اليونيسف والأنروا هذا الهجوم، ودعتا جميع الجهات المسؤولة، إلى وقف الأعمال التي تهدد حياة المدنيين والبنى التحتية المدنية في سوريا، خاصة وأن القانون الإنساني الدولي يحظر مثل هذه الهجمات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».