في كلّ مرّة يحلّ شهر رمضان ضيفا علينا وتبدأ خلاله عرض المسلسلات وأعمال الدراما، يبقى سؤال واحد يحيّر الجميع ألا وهو «أي من هذه الأعمال حصد أعلى نسبة مشاهدة؟» وهذا السؤال الذي قد يطرحه اللبناني بدافع «الحشريّة» من ناحية، وللوقوف على مدى صحّة خياراته من ناحية ثانية، يكون بالنسبة للقيمين على محطات التلفزة المحليّة بمثابة نتيجة الامتحان الذين يقدمّونه بقلق في موعده من كلّ عام، وإثر العلامات (أرقام نسب المشاهدة) التي ينالونها يكرّم المرء أو يهان.
ويبدو أن المؤسسة اللبنانية للإرسال (إل بي سي)، هي بمثابة الطالب المتفوّق في هذا العام. فحسب أرقام شركتي الإحصاءات المعتمدة في لبنان (ايبسوس) و(جاي إف كاي)، فهي ما زالت تتربّع على عرش الأولية في نسبة المشاهدة للأعمال الدرامية المعروضة على شاشتها. وقد حلّ بذلك كلّ من المسلسلين المحليين «مش أنا» و«وين كنتي» بالمرتبتين الأولى والثانية، فيما حصد العمل الدرامي السوري «باب الحارة» المرتبة الثالثة.
هذه النتيجة التي اتفّقتا عليها ولأول مرة الشركتان الرائدتان في عالم الإحصاءات في لبنان («إيبسوس» و«جي إف كاي»)، توّجت «إل بي سي» وللسنة الثالثة على التوالي كأكثر القنوات المحليّة مشاهدة من قبل اللبنانيين على اختلاف أطيافهم، بدءا من «باب الحارة» (2014) و«قلبي دقّ» (2015) و«مش أنا» للعام الحالي.
فحسن خيارات المحطة المذكورة نجحت حتى الآن بتلقّف المجهول، بعد أن تمسّكت بالكاتبة والممثلة كارين رزق الله للعام الثاني على التوالي، للحفاظ على نتيجة مدوية في رمضان عنوانها الحفظ والصون أو «سايف سايد» كما يقال بالأجنبية. ورغبة من «إل بي سي» في الحفاظ على هذه النتيجة، فقد ارتأت اتباع السياسة نفسها في شبكات برامجها العادية والرمضانية، كما وقّعت مع كارين رزق الله عقدا يلزمها معها بكتابة مسلسلات لمواسم رمضانية مقبلة.
وفي العودة إلى أرقام نسب المشاهدة فقد أظهرت إحصاءات شركة «إيبسوس» أن «إل بي سي» استحوذت على التالي: مسلسل «مش أنا» (كتابة وبطولة كارين رزق الله) حلّ في المرتبة الأولى بـ15.6 في المائة من نسبة المشاهدة في الدقيقة، وما يعادل 60 في المائة من نسبة المشاهدة الإجمالية للقنوات اللبنانية المعروفة بـ(soa) في عالم الإحصاء.
أما مسلسل «وين كنتي» (كتابة كلوديا مرشيليان وبطولة ريتا حايك) فحصد المرتبة الثانية بنسبة 13.6 في المائة من نسبة المشاهدة في الدقيقة وما يعادل 57 في المائة (soa). ويليه عملان يدوران في فلك البيئة الشامية، «باب الحارة» في جزئه الثامن (المرتبة الثالثة) و«طوق البنات» في جزئه الثالث (المرتبة الرابعة)، فحقق الأول 10.8 في المائة من نسبة المشاهدة في الدقيقة 56 في المائة(soa)، فيما نال الثاني 6.4 في المائة من النسبة الأولى و42.4 (soa). كما حصدت المحطة التلفزيونية المذكورة ضمن خانتي (طوال اليوم وفي وقت الذروة)، نسب مشاهدة تقارب ضعف نسب مشاهدة المحطّتين اللتين تلتها (الجديد وأم تي في). أما المرتبة الخامسة ودائما حسب إحصاءات شركة (إيبسوس) فحصدها مسلسل «نصّ يوم» (نادين نسيب نجيم وتيم حسن) على قناة «الجديد».
أما النتائج حسب شركة «جاي إف كاي» فأبقت المسلسلات الثلاثة الأولى على حالها، فيما حلّ مسلسل«صرخة روح» رابعا و«يا ريت» خامسا واللذان يعرضان على شاشة «إم تي في». وليتراجع عندها مسلسل «طوق البنات» إلى المرتبة السابعة الذي سبقه وحسب إحصاءاتها برنامج «رامز يلعب بالنار» «إل بي سي» إلى السادسة، فيما حلّ «نصّ يوم» على تلفزيون (الجديد) سابعا. أما مسلسل «جريمة شغف» وحسب إحصاءات الشركتين المذكورتين فقد احتلّ المرتبة العاشرة من نسبة المشاهدة (4.3 في المائة حسب «إيبسوس») و5.49 في المائة حسب «جاي إف كاي».
وحسب طارق عمار (عضو مجلس إدارة شركة جاي إف كاي) فان هذه النسب لا يجب أن تفرح بعض المنتجين بقدر ما هي تحرج آخرين منهم. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا أن نلغي نسبة المشاهدة التي تحققها هذه الأعمال في أوقات الإعادات التي تعرض فيها، لا سيما وأن بعضها حققّ نسبا عالية جدا كمسلسل (نصّ يوم) على (الجديد). ولعلّ مجموع أرقام نسب المشاهدة في أوقات الذروة والإعادات وعلى قنوات فضائية أخرى، سمحت لجميع هذه الأعمال المذكورة أن توضع في خانة أعمال الدراما الناجحة. ولن ننسى أنه أحيانا كان يتابع المشاهد مباراة كرة القدم (بطولة أوروبا) في أوقات الذروة مما يجعل أرقام هذه الأخيرة غير نهائية، بما أن المشاهد تابع المسلسل نفسه في وقت الإعادة له».
وعمّا إذا هذه الإحصاءات قد تتأثّر في، نهاية الموسم بمجريات الحلقات الأخيرة من كل عمل، فتحدث تغييرات في الأرقام، ردّ قائلا: «قد تتأثر حلقات مسلسل ما على حساب أخرى، ولكنها بالتأكيد لن تحدث تغييرا جذريا، وبرأيي فإن جميع الأعمال التي عرضت على المحطات اللبنانية وضمن المحطات الثلاث المذكورة تعدّ جيّدة ولاقت صدى طيّبا لدى المشاهد».
ما أشار إليه طارق عمّار يترجم على الأرض بان الجميع كان رابحا في لبنان، في موسم رمضان الحالي، تماما كالمقولة الفرنسية التي اشتهر بها المقدّم الفرنسي جاك مارتان في برنامجه الخاص بالأطفال «مدرسة الهواة» (Tout le monde a gagne). إلا أن رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال بيار الضاهر كان لديه رأي مغاير فقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكننا أن نحسب الأمور بهذه الطريقة، وإلا فعلينا أيضًا أن نضيف إلى أرقام نسب المشاهدة التي ذكرتها تلك الخاصة بالمواقع الإلكترونية من (ويب سايت ويو تيوب). وليسمح لي السيد طارق عمّار بإيضاح التالي: هل أن أوقات الإعادات في جميع المحطات تحصد النتيجة نفسها؟ فنحن على الأقل لدينا نفس النتائج في العرضين الأول والثاني، كما أننا نتميز عن غيرنا من التلفزيونات بأننا الوحيدين الذين نعرض أعمالا لبنانية بحتة لا تعرض على أي قنوات فضائية أخرى، فبذلك يكون النجاح الذي حققناه لا مجال للشكّ فيه». وعن سبب تمسّكه بالأعمال الدرامية اللبنانية لينافس بها غزارة الإنتاجات العربية الأخرى أجاب: «لقد لمسنا نجاح مسلسلاتنا اللبنانية في موسم رمضان وسواه، وحصدنا النتيجة نفسها العام الماضي في (قلبي دقّ). لقد كان لدينا عقدة في الماضي من عرضها، ولكن اليوم ومع النهضة التي تشهدها أعمالنا اللبنانية ومستواها الذي بات لا يمكن تفريقه عن باقي أعمال الدراما العربية، جعلنا نتمسّك بهذا الخيار وحتى أن نزيد الجرعة منه، بحيث عرضنا هذا العام عملين لبنانيين (مش أنا) و(وين كنتي). كما أن المسلسلات المصرية والسورية كانت في الماضي أقل تكلفة علينا من تلك التي نتكبدها اليوم، وعندما ارتفعت أسعارها قررنا أن نشجّع إنتاجاتنا اللبنانية، فهي جيّدة أيضًا وتحصد النجاحات المطلوبة فلماذا لا نفضّلها على غيرها؟» وعما إذا كانت إيرادات إعلانات أعمال الدراما عامة تفي لسدّ تكلفتها على المحطّة التي تعرضها أجاب: «هي مسألة حسابات لا تطال موسما معيّنا بل كل أيام السنة».
«إل بي سي» تحصد أكبر نسبة مشاهدة للمسلسلات الرمضانية في لبنان
«مش أنا» و«وين كنتي» و«باب الحارة» في المراتب الثلاث الأولى

مسلسل «باب الحارة» يحافظ على مكانته لدى مشاهدي قناة «إل بي سي» - بطلة مسلسل «وين كنتي» ريتا حايك - كارين رزق الله كاتبة وبطلة مسلسل «مش أنا» الذي حصد المرتبة الأولى
«إل بي سي» تحصد أكبر نسبة مشاهدة للمسلسلات الرمضانية في لبنان

مسلسل «باب الحارة» يحافظ على مكانته لدى مشاهدي قناة «إل بي سي» - بطلة مسلسل «وين كنتي» ريتا حايك - كارين رزق الله كاتبة وبطلة مسلسل «مش أنا» الذي حصد المرتبة الأولى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة