أوباما يسعى لـ «تقنين» استخدام «الدرون» .. ويعترف بإسقاطها لـ 116 مدنيًا

منظمات حقوق الإنسان: أرقام قليلة وليست مؤكدة

الرئيس الأميركي أوباما أكد أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية في الغارات التي يشنها الجيش الأميركي بطائرات من دون طيار («الشرق الأوسط»)
الرئيس الأميركي أوباما أكد أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية في الغارات التي يشنها الجيش الأميركي بطائرات من دون طيار («الشرق الأوسط»)
TT

أوباما يسعى لـ «تقنين» استخدام «الدرون» .. ويعترف بإسقاطها لـ 116 مدنيًا

الرئيس الأميركي أوباما أكد أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية في الغارات التي يشنها الجيش الأميركي بطائرات من دون طيار («الشرق الأوسط»)
الرئيس الأميركي أوباما أكد أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية في الغارات التي يشنها الجيش الأميركي بطائرات من دون طيار («الشرق الأوسط»)

بعد انتظار طويل لتعهد الرئيس باراك أوباما بأنه يريد «الالتزام بالشفافية»، وسيعلن «الأرقام الحقيقية» للضحايا المدنيين لطائرات «درون» (من دون طيار) في الحرب الأميركية ضد الإرهاب، أصدر البيت الأبيض، في نهاية يوم الجمعة، وبداية عطلة نهاية أسبوع طويلة بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال الأميركي، تقريرا قصيرا قال فيه إن الطائرات «قتلت بالخطأ ما بين 64 و116 مدنيًا» خلال الفترة من عام 2009، عام دخول أوباما البيت الأبيض، وحتى نهاية 2015، قبل سنة من مغادرته البيت الأبيض. وقال البيان: «هذا القتل حدث خلال هجمات في دول لا تخوض فيها الولايات المتحدة حربا»، إشارة إلى باكستان، واليمن، والصومال.
فرق البيان بين هذه الدول الثلاث ودول ثلاث أخرى تجرى فيها «عمليات عسكرية منتظمة كجزء من الحرب ضد الإرهاب»، وهى: أفغانستان، والعراق، وسوريا.
جاء بيان البيت الأبيض اعتمادا على بيان أصدره جيمس فلابر، مدير الاستخبارات الوطنية (دي إن آي)، أيضًا في نهاية يوم أول من أمس. وقالت وكالة «رويترز»، أمس، إنه «من المرجح أن يثير هذا التقرير جدلا بشأن عمليات القتل بالاستهداف واستخدام الطائرات من دون طيار، هذه الأرقام أعلى من تقديرات سابقة للإدارة. لكنها أقل كثيرا من تقديرات منظمات غير حكومية وجهات خاصة».
من بين هذه المنظمات: منظمة العفو الدولية، ومنظمة «هيومان رايتز ووتش»، والاتحاد الأميركي للحقوق المدنية (إيه سي إل يو).
وأضافت الوكالة أن تقديرات البيت الأبيض «تقل عن أكثر التقديرات تحفظا للمنظمات غير الحكومية التي أمضت سنوات وهي تحصي الضربات الأميركية». وتتراوح هذه التقديرات بين أكثر من 200 وأكثر من 900 قتيل.
من جهته، قال فيدريكو بوريلو، مدير واحدة من هذه المنظمات أمس: «ليست الأعداد التي نشرها البيت الأبيض منطقية. ونحن محبطون بسبب ذلك».
في الوقت الذي اعترف فيه بيان البيت الأبيض بوجود «قيود» تعرقل القدرة على جمع معلومات مؤكدة، دافع البيان بشدة عن تقديراته. وتوقعا لانتقادات من منظمات حقوق الإنسان، حذر البيان مسبقًا من «تعمد نشر معلومات مضللة من قبل بعض الأطراف، وبينها تنظيمات إرهابية، في تقارير إعلامية محلية تعتمد عليها تقديرات بعض المنظمات غير الحكومية».
نقل تلفزيون «فوكس» اليميني تصريحات مسؤولين عسكريين في البنتاغون أمس دافعوا عن الرقم الذي أعلنه البيت الأبيض. وقالوا إن الغارات «تمثل عاملا أساسيا للحد من قدرة التنظيمات المتشددة للتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة». وإن «الحكومة تسعى بشدة لتجنب سقوط قتلى من المدنيين».
لكن، في الجانب الآخر، قال ناقدون إن تلك الغارات «قد تخلق متشددين أكثر ممن تقتلهم.» وأشاروا إلى انتشار التنظيمات المتشددة والهجمات المسلحة في مختلف أنحاء العالم».
وفي تصريحات لوكالة «رويترز»، قال بول بيلار، خبير سابق في شؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، والآن يعمل أستاذًا للدراسات الأمنية بجامعة «جورج تاون» (في واشنطن العاصمة): «نظل نواجه السؤال الأساسي: هل عدد الأشرار الذين تقضي عليهم غارات الطائرات من دون طيار أكبر، أو أقل، ممن تلهمهم هذه الغارات بالتحول لأعمال العنف؟».
وفي باكستان، شكك ميرزا شاه زاد أكبر، محامٍ باكستاني يمثل أكثر من مائة عائلة لمدنيين قتلتهم طائرات «درون» في صحة أرقام البيت الأبيض حتى قبل إصدارها.
وقال: «تحتاج أميركا لتحديد المعايير التي تصف بها شخصا بأنه مدني. يبدو واضحًا أن هذا صعب باستخدام كاميرا مثبتة في طائرة من دون طيار».
وأضاف: «يبدو واضحًا أن الرئيس أوباما قلق على إرثه كرئيس أمر بعمليات قتل خارج القانون لآلاف الناس. وتسبب ذلك في قتل عدد كبير من المدنيين. يعرف أوباما، وهو محام دستوري، خطأ ذلك».
أمس، لاحظت وكالة «أناضول» أن أرقام القتلى التي أعلنها البيت الأبيض لا تشمل ضحايا طائرات درون في أفغانستان والعراق وسوريا، اعتبارًا بأن «عمليات عسكرية منتظمة» في الحرب ضد الإرهاب تجرى في هذه الدول الثلاث. وأنه، إضافة إلى القتلى المدنيين في باكستان واليمن والصومال، قتلت الغارات ما بين 2.372 و2.581 «من المسلحين، خلال فترة السنوات الست».
يوم الجمعة، بالإضافة إلى بيان البيت الأبيض عن الأرقام، أصدر الرئيس أوباما، أمرًا إداريا دعا فيه المسؤولين في الحكومة الأميركية إلى «إصدار تقرير سنوي عن الضحايا من المدنيين، الذين يسقطون في غارات أميركية خارج العراق وسوريا وأفغانستان».
وقال الأمر إن «على حكومة الولايات المتحدة المحافظة على أفضل الممارسات لتقليل احتمال سقوط قتلى في صفوف المدنيين. ولاتخاذ ما يناسب من الخطوات عند وقوع مثل هذه الحوادث. ولتعلم الدروس من عملياتنا لكي نتمكن من حماية المدنيين».
قبل شهرين، في مقابلة في تلفزيون «سي إن إن»، ودون الإشارة إلى جورج بوش الابن، الرئيس الذي سبقه، قال أوباما إنه يفضل سياسة الحرب ضد الإرهاب بطريقة «مباشرة وفردية»، وذلك من دون اللجوء إلى إرسال قوات أميركية كبيرة، مثلما حدث في العراق.
وقال: «أعتقد أن القوات الخاصة التي استعملناها في عملية قتل بن لادن، بالإضافة إلى المعلومات الاستخباراتية التي ساعدتها، يمكن أن تكون وسيلة الحرب ضد الإرهاب في المستقبل».



كندا تفرض رسوما جمركية انتقامية على سلع أميركية قيمتها 155 مليار دولار

شاحنة تنقل بضائع تعبر الحدود الأميركية متوجهة إلى كندا (رويترز)
شاحنة تنقل بضائع تعبر الحدود الأميركية متوجهة إلى كندا (رويترز)
TT

كندا تفرض رسوما جمركية انتقامية على سلع أميركية قيمتها 155 مليار دولار

شاحنة تنقل بضائع تعبر الحدود الأميركية متوجهة إلى كندا (رويترز)
شاحنة تنقل بضائع تعبر الحدود الأميركية متوجهة إلى كندا (رويترز)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن كندا ستفرض رسوما جمركية 25 بالمئة على سلع أميركية قيمتها 155 مليار دولار كندي (107 مليارات دولار) اعتبارا من اليوم الثلاثاء إذا مضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدما في فرض رسومها الجمركية المقترحة على السلع الكندية.

وأضاف في بيان إن كندا ستفرض رسوما 25 بالمئة على سلع أميركية قيمتها 30 مليار دولار كندي اعتبارا من اليوم الثلاثاء بينما ستدخل الرسوم على بقية المنتجات البالغ قيمتها 125 مليار دولار كندي حيز التنفيذ في غضون 21 يوما.وأردف «ستظل رسومنا الجمركية سارية لحين سحب التدابير التجارية الأمريكية، وإذا لم تتوقف الرسوم الجمركية الأميركية فنحن في مناقشات نشطة ومستمرة مع المقاطعات والأقاليم لمتابعة العديد من الإجراءات غير الجمركية».