ذكريات رمضان في حي «الميدان» الدمشقي.. حكواتي ومقهى شعبي و{جرن كبة}

سبعيني يقص تفاصيل الشهر الفضيل في الشام أيام زمان

زقاق في إحدى حارات الشام القديمة في ستينات القرن الماضي - أهالي الأحياء الدمشقية يجتمعون في المقاهي الشعبية للاستماع لقصص الحكواتي
زقاق في إحدى حارات الشام القديمة في ستينات القرن الماضي - أهالي الأحياء الدمشقية يجتمعون في المقاهي الشعبية للاستماع لقصص الحكواتي
TT

ذكريات رمضان في حي «الميدان» الدمشقي.. حكواتي ومقهى شعبي و{جرن كبة}

زقاق في إحدى حارات الشام القديمة في ستينات القرن الماضي - أهالي الأحياء الدمشقية يجتمعون في المقاهي الشعبية للاستماع لقصص الحكواتي
زقاق في إحدى حارات الشام القديمة في ستينات القرن الماضي - أهالي الأحياء الدمشقية يجتمعون في المقاهي الشعبية للاستماع لقصص الحكواتي

يعيش الدمشقيون رمضانهم السادس في ظل الحرب وغلاء الأسعار. ومع استمرار الحرب والأزمة الاقتصادية والمعيشية، يؤكد المهتمون والمتابعون أن الدمشقيين ومعظم سكان المدن الأخرى تخلوا عن كثير من عادات رمضان. وتغيب العادات الرمضانية التي طالما تميزت بها مدينة الياسمين، وطالما كانت تطل عليها قصص الحكواتي والمكسرات وجلسات السمر من الفطور إلى السحور.
إلى ذلك، يعود طبيب الأسنان السوري محمد منير أبو شعر، صاحب متحف طب الأسنان الفريد من نوعه بالعاصمة السورية، بذاكرته عقودًا إلى الوراء، حيث عادات الشهر الفضيل في حيّه الدمشقي العريق «الميدان». ويتذكر حكواتي الحي الذي كانت له هيبته واحترامه، وهو يقص على السامعين قصص «الظاهر بيبرس» و«أبو زيد الهلالي»، وذكريات «جرن الكبة» ووالدته التي كانت تحضّرها بالدق بالجرن.
ينتمي طبيب الأسنان هذا (73 عاما) إلى جيل المخضرمين، حيث تخرج قبل نصف قرن من جامعة دمشق، وافتتح عيادته في «الميدان»، كما حوّل قسمًا من عيادته إلى متحف شخصي لطب الأسنان.
ولعشقه للحارة والبيت الشامي القديم، فقد تسلّم موقع نائب رئيس جمعية البيت الدمشقي الأهلية. وعن رمضان في ذاك الحي الدمشقي يقول أبو شعر: «لا زلت أتذكر رمضان في (الميدان) جنوب دمشق، حيث كان الشهر الفضيل يغمره». ويضيف: «وكان هذا حال أرجاء دمشق كلها، إذ كنت أشعر به حيثما سرت، وأراه في المساجد الممتلئة بالمصلين والقارئين والذاكرين». وتعصف به الذكريات لتعيده إلى رمضان أيام زمان، ويقول الطبيب: «أتذكر أن أهالي حيّنا كانوا في رمضان يتحولون إلى أسرة واحدة، كنا نحضر (الحكواتي)، أي القصاص الشعبي، في مقاهي الحي، وكان من أهم السير المحببة إلى نفوسنا سيرة عنترة بن شداد العبسي، والظاهر بيبرس، والزير سالم، وأبو زيد الهلالي». يضيف: «كان الحكواتي خلال قص السيرة يركّز على بث مكارم الأخلاق والشجاعة والتضحية، هذا الحكواتي له في مسلسل الذكريات صفحات لا تُمحى ولا تُنسى، كانت حكاياته الطريفة تجمع شباب الحي وشيوخه، وكان للحكواتي زعامته وهيبته واحترامه بين السامعين».
وعن ذكرياته داخل منزل أسرته يقول: «أتذكر هنا في منزل أهلي (والدتي) التي كانت تدق (الكبة) في الجرن، بكل ما تملك من قوة، ثم تنصرف بعد ذلك إلى تقريصها وحشوها بما أعدته من لحم مفروم وصنوبر ومكسرات، لتكون الكبة جاهزة على مائدة الإفطار». ويستطرد متذكرا: «ولا يزال مترسخا في ذاكرتي كيف كانت والدتي تأخذني مع إخوتي الصغار في الأسبوع الأخير من رمضان إلى سوق الحميدية، لتشتري لنا ثياب العيد، والطريف هنا، أننا نعود للمنزل لنقيس الثياب بشكل مريح، فإذا لم تُعجب والدتي فتعود في اليوم الثاني لتبدلها من البائع الذي يستقبلها بكل احترام ومن دون انزعاج».



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.