علا الفارس: سأعيد تجربة التمثيل في عمل يحمل رسالة عميقة

بعد مشاركتها في دور بطولة بمسلسل «الدمعة الحمراء»: بكيت من كثرة الضغط وصعوبة العمل

علا الفارس
علا الفارس
TT

علا الفارس: سأعيد تجربة التمثيل في عمل يحمل رسالة عميقة

علا الفارس
علا الفارس

نفت الإعلامية الأردنية علا فارس ما تردد من شائعات عن تركها قناة «إم بي سي» بعد أن غابت عن الظهور خلال الفترة الماضية، حيث قالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سمعت الكثير من الشائعات والأخبار، منها أنني تركت المحطة وأنني طُردت، أو أنني على خلاف مع أشخاص داخل المجموعة، لكنني أؤكد اليوم من خلالكم بأن علاقتي بـMBC أكبر من كل شيء، وأنا ابنة هذه المجموعة. تحدث خلافات داخل كل عائلة، واختلافات في وجهات النظر، لكن البنت لا تكبر على أبيها وأخوتها وأمها ولا تتخطاهم. أقول هذا الكلام علما بأن علاقتي بـMBC ممتازة، بعد 12 سنة عمل فيها.. وإذا حصل خلاف معين في يوم من الأيام، فسأذرف دمعة محبة واحترام لهذا المكان الذي دخلته يوم كان عمري 17 سنة، ونشأت فيه».
والجمهور قبل يوم واحد من رمضان تابعني في سهرة خاصة تحدثنا فيها عن برامج ومسلسلات شهر رمضان. وأنا فخورة لأنهم اختاروني لتقديم هذا البرنامج، فقد صوّرنا مقابلات من كل الأعمال، وأجرينا مقابلات مع الفنانين في مختلف المسلسلات، وكان لي الشرف أنني أعلمتُ الناس بمسلسلات الشهر على MBC.
وعن تجربتها الدرامية قالت علا «بصراحة، عرض عليّ دخول الدراما أكثر من مرة، ولم يكن هذا الأمر هدفًا أو طموحًا بالنسبة لي؛ لأن شغفي وتجربتي الواسعة هي في مجال الإعلام، لكن عندما رأيت أن شركة إنتاج كبيرة ثم مؤسسة إعلامية ضخمة مثل MBC يضعون ثقتهم بي، فكرت في الموضوع بطريقة مختلفة. قلت ربما لدي شيء لا أراه ولم أكتشفه في نفسي، وMBC هي صانعة النجوم وإحدى أهم أساسيات الإعلام المرئي والمسموع في العالم العربي. بالنسبة لي، عندما ألاحظ أن الإدارة تراني في منزلة معينة، يجب أن أنظر إلى الأمور بجدية». وتضيف قائلة: «بعدها قرأت السيناريو ولاحظت كم تشبهني شخصية بطلة العمل (شيمة) في الواقع، ثم اطلعت على الأسماء الكبيرة المشاركة فيه، إضافة إلى أن القصة المأخوذة من رواية الأمير محمد بن أحمد السديري. أضف إلى ذلك أن العمل يؤرّخ؛ لأنه نفذ في نسخة سابقة في الثمانينات، وحقق نجاحًا كبيرًا يومها. وهناك أجيال عدة عرفت (الوافي) و(شيمة)، وقصة الحب الشهيرة التي جمعتهما التي تشبه في خلودها قصة روميو وجولييت وقيس وليلى وعنترة عبلة، وغيرهم من المرتبطين ببعضهم بعضا بقصص حب كبيرة. في نجد وبيئتها، يمثل الوافي وشيمة رمزية الحب والوفاء والصدق مع الحبيب، ومحاربة الجميع من أجل ما يؤمنان به. شعرت بأن هذه الشابة، تشبهني؛ لأن هذه هي الأمور التي أحبّها في الحياة، وعندما أعيش في حالة معينة أعيشها بعمق. هذه الأمور دفعتني إلى الموافقة، إضافة إلى كون (الدمعة الحمراء) هو أول عمل بدوي يعود بالدراما السعودية بعد ربع قرن من الزمن، وبوجود نص جميل ومحبوك للكاتبة وفاء بكر، ونوعية ممثلين رائعين من الخليج والسعودية والأردن. من هنا، أحببت أن أكون جزءا من هذا العمل، الذي يصوّر في وادي رام في البيئة الأردنية. وبهذا لم أبتعد كثيرًا عن نفسي، ولا عن المجتمع الذي نشأت فيه». وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء تصوير العمل «لا أنكر أن صعوبات العمل في البداية جعلتني أسأل نفسي لماذا وافقت على هذه التجربة أساسًا. عشت لحظات شعرت فيها بأنني أتخبط، ثم دخلنا مرحلة العمل المكثف إلى درجة كنت أكاد لا أجد فيها وقتًا للنوم، وفي عمل طبيعته مختلفة تمامًا عن العمل في الإعلام.... كانت الظروف صعبة، وصوّرنا في جو بارد جدًا؛ إذ كانت الأردن تمر بموجة صقيع زادت من صعوبة التصوير. بعد ذلك، عندما دخلت في الشخصية أكثر أحببتها واحترمتها وأعطيتها من قلبي، وخصوصا بعدما سمعت ردود الأفعال، عندما سئلت مرارًا عما إذا كانت فعلاً التجربة الأولى لي في التمثيل، لأنني بدوت مقنعة في أدائي كما قيل لي. وقالوا لي التمثيل الجيد هو ألا تمثلي، وأنا فعلاً لم أمثّل، بل حفظت السيناريو والحوار، وأديته بطبيعية كما أفعل في الإعلام، حيث أعيش القصة وأرويها للناس؛ لذا عشت شعور شيمة ودخلت في تفاصيل حياتها وأحاسيسها حتى وصلت إلى مرحلة كنت أبكي حين أقرأ النص لشدة حزني عليها وتقلبات الحب التي تعيشها في العشق الوله». وعن رأيها في نفسها بصفتها ممثلة، تقول علا «الإنسان لا يرضى عن نفسه أبدًا، ومن يعملون معي يعرفون كم أنا متطلبة، ويقولون: إنني أطلب كل شيء متكاملاً، كما يعرفون أنني أحب الالتزام، ودومًا أبحث عن عيوب وانتقادات لأطور من نفسي. تعلّمت من الإعلام ألا أصل إلى مرحلة أكتفي فيها وأرضى؛ لذا لدي دائما طموح وشغف. كانت التجربة بالنسبة لي بمثابة مغامرة، ونسبة الرضى كانت كبيرة قبل البدء بالتصوير، فنحن نطلّ في شهر رمضان على MBC في عمل ضخم، يغني المقدمة الغنائية والنهاية فيه راشد الماجد، مع منتج منفذ رائع وفريق عمل مميز من ممثلين وتقنيين، مكّنني من استشراف النجاح منذ ذلك الوقت، وقلت طالما أن كل عناصر النجاح موجودة، فلِمَ لا أكون أحد هذه العناصر، اعتبر أن الناس يرون علا الفارس في شخصية أقرب إلى شخصيتها الحقيقية، سيرون الجانب الذي لا يعرفونه في الإعلام والبرامج والأخبار والعمل الإنساني الذي أتبنّاه إعلاميا، ولدي أمل كبير أن ينال العمل إعجابهم، بقدر التعب الذي احتاج إليه لإنجازه والجهد المبذول فيه لإنهائه. ولا أتوقع أن أحدًا سيقدر أن يعطي الدور أكثر مما أعطيته، إنما أعود لأقول أنا لست ممثلة، وأتمنى أن يحكم عليّ الناس وفق منظور أنني إعلامية تخوض تجربتها الأولى في الدراما». وعن نيتها للعودة مجددا لتقديم أدوار تمثيلية أخرى «فكرت كثيرًا في الأمر، لكن ربما يكون تمثيل دور بعيد عن شخصيتي مغريًا ويحمل تحديًا لي. وبكل تواضع، أنا وجه إعلامي معروف لا تنقصني شهرة ولا تلميع ولا نجومية، ومكتفية بما وصلت إليه في مجال الإعلام، لكن ربما أعيد التجربة إذا كانت في عمل تاريخي بالفصحى أعجبني، أو في عمل معاصر، يحمل رسالة عميقة. تهمّني نوعية العمل، فإذا أعجبني شيء قد أغامر وأشارك فيه».
وعن تنسيق دورها البطولي في مسلسل «الدمعة الحمراء» طيلة أشهر، وعملها في المحطة وبخاصة أنها تستغرق أياما عدة بعيدة عن المجال الإعلامي تتحدث علا «بدأنا التصوير في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي وانتهينا في آخر أبريل (نيسان)، دخل بعدها المسلسل مرحلة المونتاج. وقد غبت عن الشاشة منذ أشهر، وتوقفت عن عقد مؤتمراتي التي اعتبرها أمرًا أساسيا ومقدّسًا، وتفرّغت بالكامل لمدة 50 يومًا للتصوير في الصحراء، ولم أرَ سوى الخيمة. كنت أضطرُ أحيانًا إلى تصوير 24 مشهدًا في اليوم الواحد، وهذا عدد كبير، قلة من الممثلين يوافقون عليه، ولا أخفيك بأنني بكيت من كثرة الضغط وصعوبة العمل. كما اعتذرت عن أعمال عدة، من أجل هذا المسلسل. أضف إلى ذلك أن المدخول الذي أجنيه في الإعلام أكبر مما جنيته في التمثيل، لكنني مؤمنة بالقصة ولن أخذل MBC عندما تطلب مني أن أكون جزءا من هذا العمل، كما لبيت طلبها عندما عرضت عليّ تقديم برنامج «MBC في أسبوع»، وأديت واجبي على أكمل وجه. اليوم أوكلت لي مهمة، عليّ أن أكون على قدر المسؤولية، وأتمنى أن أكون قد وُفقت فيما قمت به، وأن يحقق العمل النجاح الذي يستحقه، خصوصًا في ظل المنافسة القوية في رمضان».



جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
TT

جان نخول: تعاوني مع إليسا هدية من السماء

يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)
يصف نخول تعاونه مع اليسا بهدية من السماء (جان نخول)

يعرفه اللبنانيون إعلامياً، يبهرهم بين فينة وأخرى، بموهبة جديدة يتمتع بها. يعمل في الكواليس بعيداً عن الأضواء، يأخذ جان نخول وقته في إبراز مواهبه. وكما في إعداد البرامج المنوعة، يبرع أيضاً في تقديم فقرات سياسية. حالياً، يعدّ برنامج «كأنو مبارح» على شاشة «إم تي في»، ويطلّ في برنامج «صار الوقت» مع مارسيل غانم على الشاشة نفسها. أما آخر ما فاجأ به متابعيه، فهو تعاونه مع الفنانة إليسا. غنّت له «حبّك متل بيروت» التي كتبها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، ولحّنها بمشاركة صديقه محمد بشّار.

يقول لـ«الشرق الأوسط» بأن إبراز مواهبه يقف وراءها أحاسيس تنتابه، فتحضّه على الكشف عنها بصورة تلقائية. كيف دخل مجال تأليف الأغاني؟ وما قصة تعاونه مع واحدة من أهم الفنانات في العالم العربي إليسا؟ يردّ نخول: «إذا ما نظرنا إلى المهمات الإعلامية التي أقوم بها، فنلاحظ بأنها تدور جميعها في الفلك نفسه. وكما في فقرات خاصة بالانتخابات النيابية وأخرى ترتكز على الأرقام والدراسات، أقدم محتوى يرتبط بالكتب والتاريخ. اليوم دخلت مجال الموسيقى التي أهواها منذ الصغر، لكن كل مواهبي تخرج من منبع واحد ألا وهو حبي للبنان. وطني يحثّني على الكتابة والتأليف وتقديم المحتوى، الذي من شأنه أن يسهم في تحسين صورة بلدي».

{حبك متل بيروت} أول تعاون فني بين نخول وإليسا (جان نخول)

تقول أغنية «حبّك متل بيروت»: «شمس وسما وشطوط مضوية، لحظة سعادة بتأثر فيي. حلم الطفولة اللي بعده عم يكبر، حبك متل بيروت. كل ما حنله عم حبه، وكل ما لقيته بلاقي السعادة، وكل ما بيعاني عم حبه أكتر».

ويروي نخول قصة ولادة الأغنية: «لقد كتبتها بُعيد انفجار مرفأ بيروت، عندما خفق قلبي حزناً وحباً ببلدي. فلو كان لبنان شخصاً لكان يمثل أسوأ علاقة عاطفية سامة يمكن أن تحصل معي».

يوم كتب هذا الكلام، كان يقوم بزيارة لبيت صديقه المنتج طارق كرم الواقع في منطقة المرفأ. وكان كرم يقوم بترميمه وقتها، وخالياً من أي أثاث أو روح حياة، راح جان يتنقل في أرجائه. ومن على شرفة المنزل شاهد المرفأ المهدّم. ويعلّق: «حضرت أمامي مشهدية كنت أحاول نكرانها في أعماقي. وأدركت حجم الخسارة التي تكبدتها العاصمة، وتحدثت مع نفسي بأنه وبالرغم من كل ما يحصل في بلدي لم تقنعني فكرة هجرته. ويا ليتني أستطيع أن أقع في قصة حبّ تشبه تلك التي أعيشها مع بيروت، فرحت أكتب الكلمات النابعة من مشاعري في تلك اللحظة».

يبدي نخول إعجابه بفنانين عدة وبمقدمهم ملحم زين (جان نخول)

وكي تكتمل قصة الحب هذه، فقد توّجها نخول بتعاون مع أحب الفنانات إلى قلبه إليسا. «عادة ما أعمل معها في خياراتها الغنائية، فأحمل لها مجموعة ألحان كي تستمع إليها. في ذلك اليوم زرتها في منزلها الذي يقع في محيط المرفأ. وكان عمر كلمات (حبك متل بيروت) قد بلغ العام الواحد، فبادرتني وهي تنظر إلى بيروت (شو حلوة بيروت وكم أحب هذه المدينة)، فشعرت وكأنها أعطتني إشارة لأحدثها عن الأغنية».

وبالفعل، أخبر جان إليسا عن الأغنية، وبأن أحد الأشخاص من ذوي المواهب الجديدة كتبها. وما أن سمعت كلماتها وهو يدندنها، حتى طالبته بالاتصال الفوري بالمؤلّف. «لم أكن قد اتخذت قراري بعد بالإعلان عن اسمي كاتباً لها. فجاوبتها (اعتبريها أصبحت لك)».

برأيه الفن كتلة أحاسيس (جان نخول)

أصرّت إليسا على التحدث مع مؤلف كلمات الأغنية. وطلبت من جان نخول أكثر من مرة الاتصال به كي تتحدث معه. عندها اضطر إلى أن يخبرها بأنه صاحب هذا الشعر، وكانت مفاجأتها كبيرة، وردّت تقول له: مواهبك كثيرة. لمن كنت تنوي إعطاء هذه الأغنية؟

يملك جان نخول موهبة الشعر متأثراً ببيته العابق بالأدب. «جدّي يكتب الشعر وله دواوين عدة. والدتي أستاذة تدرّس العربية. لا شعورياً كنت أمسك بقلمي وأكتب نصوصاً وخواطر وأشعاراً، لن أحوّلها مشروعاً تجارياً بالتأكيد، لكنها ستبقى موهبة أترجم فيها أفكاري».

لن تشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي... قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة

جان نخول

في رأي جان نخول، فإن الفن هو كتلة أحاسيس، ولا بد أن يطفو الجميل منها على السطح. «لن يشكّل كتابة الأغاني هاجساً عندي. قد يمرّ العمر كله من دون أن أقوم بتجربة مشابهة. فالزمن يحدد الوقت المناسب وأترك للصدف هذا الأمر».

فنانون كثر اتصلوا بجان إثر انتشار أغنية «حبك متل بيروت». ويعلّق: «حماسهم كان كبيراً مع أن التعاون معي كاسم جديد في عالم الأغنية أعتبره مخاطرة».

يبدي نخول إعجابه بأصوات عدد من الفنانين اللبنانيين: «أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة. أما إليسا، فأنا معجب بأدائها وصوتها وأغانيها بشكل كبير. وأعتبر تعاوني معها هدية من السماء».

أعشق صوت ملحم زين ووائل جسار وجميع أصحاب الأصوات الدافئة

جان نخول

يملك جان نبرة صوت لافتة، يمكن التعرف إليها بين مئات من الأصوات الأخرى. وقد لاقت شهرة واسعة من خلال إطلالاته الإعلامية، لكنه يرفض أن يطرح نفسه مغنياً. «لدي بعض التجارب، من خلال مشاركتي الغناء مع فريق كورال الكنيسة. لكنني بعيداً كل البعد عن موضوع ممارسة هذه المهنة».

لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء... فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل

جان نخول

وعن سبب بقائه بعيداً عن الأضواء، يردّ: «لا تهمني فكرة الظهور تحت الأضواء، وإطلالاتي تنحصر بفقرات خاصة بالانتخابات النيابية الفائتة. فأنا أحب الكواليس وأجدها ملعبي المفضّل. كما أنه خيار اعتمدته منذ صغري. وأعتبر نجاحي في كتابة (حبك متل بيروت) يكمن في تتويجها بإحساس إليسا».

يستهوي جان نخول العمل في البرامج الوثائقية. «أعتبرها من أجمل وأهم التجارب. وتضعني على تماس مع نخبة المجتمع اللبناني. فعندما نتحدث عن التاريخ والوقائع نضطر إلى التعاون مع هذا النوع من الناس. وهم بالنسبة لي الهدف الأساسي الذي أطمح للتواصل معه». يحضّر جان نخول لبرنامج تلفزيوني جديد ينكبّ على تحضيره حالياً، لتنفيذه بعد موسم رمضان، ويتألف من محتوى رياضي وسياسي وتاريخي».