كبير مجاهدي سيناء لـ {الشرق الأوسط}: التكفيريون أصيبوا بالشلل.. ولجوؤهم للسيارات المفخخة «حالة يأس»

مسؤول في هيئة قناة السويس يؤكد أنه لا تأثير على حركة الملاحة

كبير مجاهدي سيناء لـ {الشرق الأوسط}: التكفيريون أصيبوا بالشلل.. ولجوؤهم للسيارات المفخخة «حالة يأس»
TT

كبير مجاهدي سيناء لـ {الشرق الأوسط}: التكفيريون أصيبوا بالشلل.. ولجوؤهم للسيارات المفخخة «حالة يأس»

كبير مجاهدي سيناء لـ {الشرق الأوسط}: التكفيريون أصيبوا بالشلل.. ولجوؤهم للسيارات المفخخة «حالة يأس»

أثار تفجير مبنى للمخابرات المصرية في مدينة الإسماعيلية الواقعة على المجرى الملاحي الدولي، المخاوف على سلامة الملاحة في قناة السويس. وقال الدكتور كمال حبيب المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية لـ«الشرق الأوسط» إن السلفية الجهادية بدأت توسع من نشاطها في سيناء وصولا لمدن القناة، مما يمثل تهديدا على المجرى الملاحي، وخاصة أن «السلفية الجهادية» حاولت من قبل استهداف سفن في القناة الرابطة بين البحرين الأحمر والمتوسط.
لكن مسؤولا في هيئة القناة، شدد في رده على أسئلة «الشرق الأوسط»، على أن تفجير أمس في الإسماعيلية لم يكن له أي تأثير على الملاحة في القناة، مشيرا إلى أنه طال فقط أحد المباني السكنية التابعة للهيئة، والقريب من مبنى المخابرات الذي استهدفه التفجير، بينما أبلغ كبير المجاهدين التاريخيين ضد الاحتلال في سيناء، حسن خلف، «الشرق الأوسط» بتراجع سطوة «التكفيريين» الذين قاموا طيلة الشهور الماضية باستهداف مقار أمنية وقوات عسكرية، قائلا إن «هؤلاء التكفيريين أصيبوا بالشلل، ولجوؤهم للسيارات المفخخة حالة يأس».
وعقب استهداف من يعتقد أنهم إسلاميون متشددون لمبنى المخابرات في الإسماعيلية، قال الدكتور حبيب، وهو أكاديمي متخصص في شؤون الجماعات الجهادية، إن تيار «السلفية الجهادية» أخذ يوسع من نطاق عملياته الجغرافي، وبعد أن كان يتركز نشاطه في سيناء، أصبحت حدوده تمتد من الإسماعيلية حتى رفح (على حدود مصر مع قطاع غزة)، وأضاف أن هذه المنطقة «تعتبر مسرح عمليات يتوقع أن يستمر نشاطه فيها، حيث أصبح يعمل في شمال سيناء وجنوب سيناء ويتوسع بمرور الوقت في اتجاه مدن القناة ومحافظة الشرقية القريبة منها». وتابع قائلا إن «قناة السويس تعد إحدى النقاط التي يضعها المتشددون وتنظيم القاعدة تحت أعينهم، ووارد جدا أن تكون مسرح عمليات لهذه الجماعات».
وضبط الجيش والشرطة الآلاف من قطع السلاح التي يجري تهريبها من مخازن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. وقالت مصادر الجيش إن القوات المسلحة ضبطت خلال الشهور الأخيرة مخازن لأسلحة ومتفجرات وصواريخ، بينما كشفت مصادر أمنية عن أن خارطة تهريب السلاح، بما فيها أسلحة أميركية متطورة، كانت تتجه من الأراضي الليبية في الطريق إلى قطاع غزة، عبر الأراضي المصرية، إلا أن التضييق والغلق لأنفاق التهريب بين مصر وغزة، أدى لتكدس السلاح في سيناء، تحت أيدي متشددين مناوئين للسلطات.
وقال حبيب موضحا: «لو رسمنا قطاعات لكثافة وجود السلاح في مصر فستجدها أكثر ما تكون في منطقة الإسماعيلية وإلى الشرق منها في سيناء.. وتوجد نوعيات متقدمة من هذا السلاح». وتتأرجح تقديرات المصادر المصرية لعدد المتشددين في سيناء بين عشرة آلاف وثلاثة آلاف، إلا أن هذه الأعداد، وفقا للمصادر نفسها، تراجعت بشكل كبير تحت ضربات نفذتها قوات الجيش والشرطة منذ تصاعد أعمال العنف في شبه جزيرة سيناء ومدن أخرى، عقب الإطاحة بنظام حكم الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي.
ويربط مسؤولون أمنيون ومحللون بين الإطاحة بمرسي، وحالة العنف التي تتزايد في البلاد، وأدت خلال نحو ثلاثة أشهر لمقتل نحو 130 من رجال الشرطة فقط، بالإضافة إلى خسائر أخرى في الأرواح، إلى جانب أعمال تخريب وقطع طرق وتفجيرات عشوائية. وعرفت البلاد ظاهرة السيارات المفخخة وكان من بينها تفجير سيارة في موكب لوزير الداخلية محمد إبراهيم في القاهرة قبل أكثر من شهر.
ويربط الدكتور حبيب بين العنف المتنامي في مصر والوضع في المنطقة عامة، خاصة نشاط المتشددين في ليبيا وسوريا والعراق، بالإضافة إلى الخطابات العدائية ضد السلطات المصرية التي أطلقها أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
وقالت المصادر الأمنية إن الضربات التي وجهتها السلطات لمواقع «الإرهاب» في سيناء أدت لفرار عناصر المتشددين والتكفيريين في اتجاه غزة وفي اتجاه محافظة جنوب سيناء ومدن القناة ومحافظة الشرقية الواقعة شمال شرقي القاهرة.
ومن شبه جزيرة سيناء، قال «المجاهد خلف»، إن «التكفيريين في شمال سيناء أصيبوا بشلل تام، وأتصور أن بنيتهم التحتية اهتزت كثيرا»، وأضاف معلقا على عملية تفجير السيارة المفخخة أمس في مبنى للمخابرات بالإسماعيلية: «أرى أن هذه العمليات عمليات يأس كالطير المذبوح، وتوقعي أن سيناء لن يكون فيها أي شيء خارج عن القانون خلال ستة أشهر، وأتوقع انحصار مثل هذه العمليات بمرور الوقت».
من جانبه، شدد مسؤول في هيئة قناة السويس على أن قوات الجيش والشرطة تؤمن المجرى الملاحي على مدار الساعة، بواسطة لنشات ومروحيات وجنود حراسة ونقاط تفتيش. وأضاف أن تفجير مبنى المخابرات أمس وقع بعيدا عن شاطئ القناة، مشيرا إلى أن مبنى سكنيا تابعا لموظفين في القناة تعرض لأضرار لأنه يقع بالقرب من موقع التفجير، لكنه قال إنها «أضرار بسيطة».

كمال حبيب



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.