حذر المستشار السابق لرئيس جنوب السودان من مخاطر تحدق بالنائب الأول للرئيس رياك مشار، وقال إن حياته أصبحت في «كف عفريت»؛ لأن قواته المحدودة في عاصمة جنوب السودان لن تتمكن من حمايته في حال حدوث أي مكروه. كما سخر من اتفاقية السلام الموقعة بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، ومن الحكومة التي تكونت وفقًا لها، ووصفها بأنها ليست حكومة وحدة وطنية، بل حكومة لوحدة أجنحة حزب الحركة الشعبية، وقطع بأنها مجرد تأجيل للأزمة، ولا تحول دون نشوب الحرب مجددًا.
وقال كوستيلو قرنق، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة السودان الجديد، إن الدول الأفريقية لا تعرف جنوب السودان، وتقف عند حدود معرفتها بأن الحركة الشعبية (الحزب الحاكم) حركة ثورية صنعت الاستقلال، ما يستدعي المحافظة عليها والدفاع عنها، وأضاف مستدركا: «لكن هذا ليس رأي الجنوبيين، الحركة ما زالت حركة أمنية ولم تتحول إلى حزب».
وتساءل المستشار السابق للرئيس سلفا كير ميارديت: «كيف تكون الحكومة الحالية حكومة وحدة وطنية وهي تضم حزبا انقسم إلى 3 مجموعات تقاسمت السلطة؟ يمكن أن نسميها حكومة لوحدة الحركة الشعبية»، وتابع متسائلا: «أين أجيال ما بعد 1983 في هذه الحكومة؟ وأين جنوبيي الشمال والمهجر؟».
وكون الرئيس سلفا كير ميارديت، في أبريل (نيسان) الماضي، حكومة وحدة وطنية، تتشكل من 30 وزيرا، معظمهم من المجموعة التي تتزعم الحركة الشعبية، ونائبه الأول زعيم المتمردين السابق رياك مشار، وبعض أعضاء من المعارضة، إنفاذا لاتفاقية السلام التي وقعت بضغوط أفريقية ودولية، لإنهاء النزاع بين شقي الحركة الشعبية التي خاضت الحرب ضد حكومة السودان، وحققت استقلال جنوب السودان، وأنهت الحرب التي دامت أكثر من عامين، بعد أن تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من مليوني مواطن.
ووصف قرنق المجموعة التي عرفت بمجموعة المعتقلين السياسيين السابقين، والتي يقودها كل من الأمين العام السابق للحركة الشعبية، ووزير الخارجية الحالي دينق ألور، بأنها «انتهازية بلا أخلاق»؛ لأنها انقلبت على رياك مشار بعد أن بذل جهودًا كبيرة لإطلاق سراحهم، من دون أن يدركوا المتغيرات الدولية المحيطة بهم. ورأى أن حياة مشار في جوبا أصبحت على «كف عفريت»؛ لأن قواته المحدودة في عاصمة جنوب السودان لن تتمكن من حمايته في حال حدوث أي مكروه.
وقال قرنق إن مطالب رياك مشار لم تنفذ، وإن ما تحقق منها لا يتجاوز 5 في المائة. أما بشأن مستقبل العلاقات بين السودان وجنوب السودان، فقد أفاد بأن البلدين يمكن أن يتجاوزا الوحدة العضوية إلى وحدة أشبه بالاتحاد الأوروبي، بفتح الحدود وحرية الحركة والاستثمار، وصولا إلى عملة واحدة.
وأوضح السياسي البارز الذي وصل السودان قادما من ألمانيا، إنه جاء ليطلب من السلطات السودانية تأسيس منظمة تعنى بأوضاع اللاجئين الجنوبيين، وترتيب زيارات لتفقد الأوضاع الإنسانية للاجئين بولاية شرق دارفور والوقوف بجانبهم. وقال قرنق في تصريحات صحافية محدودة بالخرطوم أمس، إن اللاجئين من جنوب السودان يعانون من أوضاع إنسانية مزرية، وعانوا من المآسي أثناء فرارهم نحو الشمال، وكشف أنه بصدد التقدم للسلطات السودانية بطلب تأسيس منظمة تخدم النازحين الجنوبيين في السودان.
وحذرت وكالات الأمم المتحدة من محدودية التمويل المخصص للمساعدات المقدمة لنحو 221 ألف لاجئ من جنوب السودان في السودان، وقالت إنها تواجه عجزًا في احتياجات عام 2016 يبلغ 82 في المائة، في وقت عبر فيه 50 ألف جنوبي الحدود خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.
مستشار سلفا كير السابق: حياة رياك مشار أصبحت في «كف عفريت»
اعتبر اتفاقية سلام جنوب السودان مجرد هدنة
مستشار سلفا كير السابق: حياة رياك مشار أصبحت في «كف عفريت»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة