بالنسبة لكثيرين من هواة الجمع الفني الجادين، ولا سيما في العام الذي لا يُنظم فيه بينالي البندقية، يبقى معرض «أرت بازل» وغيره من المعارض والفعاليات الفنية التابعة في واجهة المعارض الفنية المتعددة. ويصعب كثيرا تحديد اقتصادات المعارض الفنية - حيث ينشر «أرت بازل» أرقام الحضور ولكنه لا يكشف عن نتائج المبيعات - ولكن في معرض العام الحالي، والذي يقدم 286 معرضا فنيا من 33 دولة مختلفة، قد يبعث بشعور لطيف حول كيفية تأثر المتفاعلين مع المعرض بتغير المزاج العام في السوق. كان إجمالي الإيرادات على أساس سنوي في مبيعات الفنون الانطباعية والمعاصرة في نيويورك قد انخفضت بنسبة تصل إلى 64 في المائة.
تقول هيذر فلو المستشارة الفنية من نيويورك: «كانت الآراء التي تلقيتها من مختلف المعارض متباينة خلال هذا العام. إنهم يجلبون المزيد من المواد التاريخية والقليل للغاية من الفنانين الشبان».
ولكن السيدة فلو وغيرها من المستشارين الفنيين يقولون إنهم شاهدوا أدلة تفيد بأن المعارض الفنية تخفض من أسعار المعروضات بالنسبة للأعمال الفنية الجديدة.
وأضافت السيدة فلو تقول: «هناك صراع قائم بين السعر والقيمة. وفي بعض الحالات، تكون أسعار المعارض أعلى من المستويات التي تُعرض من خلالها أعمال فنية مماثلة»، مما يعني إعادة البيع في المزاد العلني.
لكن هناك مجموعة مختارة من الفنانين المعاصرين لا يزالون متحمسين. حيث يقدم الموزع الفني جاك شينمان، وهو من مدينة نيويورك، أعماله الفنية في معرض «أرت بازل» للمرة الأولى، وسوف يعرض لوحة فنية صغيرة من أعمال كيري جيمس مارشال لعام 2016 تلك التي تصور عملا فنيا ذكوريا بعنوان «(الرجل الشاخص ببصره) غير الملقب» والتي يبلغ سعرها 350 ألف دولار. قد يبدو هذا السعر كبيرا، ولكن هناك عمل فني أكبر من أعمال مارشال لعام 1992 - وهو الآن قيد العرض الخاص في متحف الفن المعاصر في شيكاغو - قد بيع بمبلغ 2.2 مليون دولار الشهر الماضي في دار «كريستي» للمزاد.
وهناك اتجاه آخر يركز على ممتلكات الفنانين. والموزع الفني جيمس كوهان، وهو أحد العارضين في 32 معرضا فنيا في قسم المعروضات الرئيسية، والذي يكرس أعماله للمشروعات المدعومة، يعرض عملا فنيا خاصا لأعمال فترة ستينات القرن الماضي من ممتلكات الفنان التصويري الأميركي روبرت سميثسون. وتتراوح تلك الأعمال من حيث الأسعار بين 45 ألف دولار للرسومات وحتى 750 ألف دولار للنحت الزجاجي من عام 1965 والذي يحمل عنوان «الدوامة ذات الوجوه الأربعة».
يقول كوهان عن ذلك: «هناك التباس كبير في عالم الفنون اليوم حول فحوى القواعد»، موضحًا مواضع جاذبية ممتلكات الفنانين، حيث يضيف: «تسمح الممتلكات لجامع التحف الفنية بمشاهدة سمعة الفنان ورؤية موضعها الحقيقي في مواجهة تاريخ الفن. وليس الأمر تخمينيا، بل هو اتجاه جديد على سوق الفن ويؤدي إلى إعادة تقييم الفنانين من منظور مختلف».
وأضاف كوهان: «إن الصعود والهبوط المشاهد في السوق يتبع الفعاليات التي تحركها المعارض. ولكن البيئة الفنية العامة مختلفة في الوقت الراهن. فلا بد للأعمال الفنية أن تكون استثنائية لكسب اهتمام جامعي الأعمال الفنية».
معرض ميامي للتصاميم / بازل
يقول رودمان بريماك، مدير ميامي بيتش ومدير المعارض الشقيقة لمعرض بازل منذ عام 2014 إن معرض ميامي للتصاميم / بازل من المعارض التي تشهد تنوعا واختلافا قليلا كل عام. وعلى الرغم من مشاركة ثلاثة معارض جديدة في الدورة الحادية عشر لبازل خلال هذا العام، فإن التركيز منصب على الجودة - والتنوع - أكثر من الكمية، كما يقول. ومع 46 معرضا فنيا في القسم الرئيسي و8 معارض (مستمرة منذ العام الماضي) في برنامج تصاميم كوريو التجريبية، فإن المعرض يهدف إلى التطلع لما وراء «العمود الفقري الفرنسي» لمنتصف القرن الماضي لسوق المعروضات الفنية التصميمية القابلة للجمع من أجل تقديم «منظور موسع على القرنين العشرين والحادي والعشرين. وهنا، يتخير المدير بعضا من أبرز الأعمال الفنية الموجودة في المعرض. أولها مصوغات وجواهر ذهبية من عيار 24 قيراط بتوقيع الفنان الصيني آي وي وي وتحمل إشارة لواحدة من الأعمال الفنية الأكثر عاطفية والأثقل وزنا بالنسبة للفنان. قام آي وي وي بتثبيت 90 طنا من حديد التسليح المقوم، والمستخرج من بقايا حطام المباني التي ضربها زلزال سيشوان عام 2008، تحفل بذكرى أكثر من 5000 طفل من أطفال المدارس الذين لقوا حتفهم في الكارثة المروعة. و«حديد التسليح المذهب» تدعو المتذوق للعمل الفني الضخم إلى محاولة ثني قضيب من الذهب اللين يبلغ طوله 20 سنتيمترا أو 60 سنتيمترا وتحويله إلى سوار. وكل قطعة من القطع المصنعة يدويا تحمل تميزا متفردا وتباع بصحبة شهادة لإثبات الأصالة والموثوقية.
*خدمة «نيويورك تايمز»