أسرار العود بعيون الغرب

تقدر سوقه بأكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني سنويًا والتهافت عليه يهدد بانقراضه

عطر «ثيرتي ثري» Thirty Three من «إكس إيدولو» -  عطر «رايدر» Ryder من «إكس إيدولو» - «بلاك عود» Black Oud من «توماس كوسمالا» - عطر «عود إمبريال نوار OUD IMPERIAL NOIR» - Roullier_white «رولييه وايت» - عطر «الكيميا عود إي بوا» Al Kimya Oud et Bois من «بارفان دورساي» - عطر «عود سايف ذي كينغ» Oud Save The King  - من «اتكينسن»
عطر «ثيرتي ثري» Thirty Three من «إكس إيدولو» - عطر «رايدر» Ryder من «إكس إيدولو» - «بلاك عود» Black Oud من «توماس كوسمالا» - عطر «عود إمبريال نوار OUD IMPERIAL NOIR» - Roullier_white «رولييه وايت» - عطر «الكيميا عود إي بوا» Al Kimya Oud et Bois من «بارفان دورساي» - عطر «عود سايف ذي كينغ» Oud Save The King - من «اتكينسن»
TT

أسرار العود بعيون الغرب

عطر «ثيرتي ثري» Thirty Three من «إكس إيدولو» -  عطر «رايدر» Ryder من «إكس إيدولو» - «بلاك عود» Black Oud من «توماس كوسمالا» - عطر «عود إمبريال نوار OUD IMPERIAL NOIR» - Roullier_white «رولييه وايت» - عطر «الكيميا عود إي بوا» Al Kimya Oud et Bois من «بارفان دورساي» - عطر «عود سايف ذي كينغ» Oud Save The King  - من «اتكينسن»
عطر «ثيرتي ثري» Thirty Three من «إكس إيدولو» - عطر «رايدر» Ryder من «إكس إيدولو» - «بلاك عود» Black Oud من «توماس كوسمالا» - عطر «عود إمبريال نوار OUD IMPERIAL NOIR» - Roullier_white «رولييه وايت» - عطر «الكيميا عود إي بوا» Al Kimya Oud et Bois من «بارفان دورساي» - عطر «عود سايف ذي كينغ» Oud Save The King - من «اتكينسن»

مع اقتراب الصيف، تتحضر العواصم الأوروبية وعلى رأسها لندن، لاستقبال زبائنها العرب، لهذا لا تستغرب إن فاحت من جوانب مناطقها الراقية رائحة البخور أو العود، إما لإرضاء ذائقتهم أو لجذبهم. وسواء كان السبب هذا أو ذاك فإن النتيجة واحدة وهي انتعاش مبيعات العطور والشموع التي تدخل فيها خلاصات العود، وإن أخذ الأمر بالنسبة للبعض أساليب غريبة عن الثقافة البريطانية، مثل استعمال بعض المحلات بخاخات ضخمة لرشه في الأجواء لجذب المزيد من الزبائن غير آخذين بعين الاعتبار أن رائحته لا تروق للكل. لكن الحاجة أم الاختراع، والحاجة هنا تتمثل في التسويق وتحقيق الربح. ويعترف بعض العطارين أنهم أصيبوا بالتخمة منه بعد أن أصبحت معظم الشركات تطلبه، كما أنه فتح جدلا حول مصداقية من يدعون إدخاله في عطورهم الباهظة الثمن. فبعضهم يستعمل اسمه كوسيلة سهلة لتحقيق الربح على حساب الإبداع من جهة والنوعية والجودة من جهة ثانية. الفئة التي ركبت الموجة، تبرر الأمر بأن «الزبون يريده» وبالتالي فإن دورهم يتمثل في تلبية متطلباته. المشكلة في هذا التبرير أنه بسبب ارتفاع تكلفته الإنتاجية، نجد الكثير من العطور تزعم احتواءها عليه، لكنها في الحقيقة لا تحتوي سوى على مركبات كيميائية تنتحل شخصيته. وهذا ما أكده العطار الشهير فريديرك مال في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» قائلا: «في صناعتنا وللأسف، بإمكان أي أحد أن يدعي أي شيء من دون متابعة، والعود أكبر مثال على هذا، لأنه كلمة السحر بالنسبة للدعاة». ويؤكد فريدريك مال أن أغلب العطارين لا يستعملون العود الحقيقي، وفي أحسن الحالات يستعملونه بنسب قليلة جدا: «95 في المائة منهم يكذبون أو يبالغون عندما يقولون العكس».
العطار الشاب توماس كوسمالا علق بدوره على هذه الظاهرة قائلا بأن للعود «رمزية ثقافية وخصوصية يجب احترامها» بعد أن أصبح الاسم مستهلكا من قبل الجميع. ويقول كوسمالا بأنه يرفض التعامل مع العود كموضة لتحقيق الربح السريع، خصوصًا بعد أن تعمقت فيه وتعرفت عليه عن قرب من خلال أصدقاء وزبائن من منطقة الشرق الأوسط. عندما اكتشفه أول مرة، أثار فضوله، وعندما فهم أسراره أدمن عليه لما يتضمنه «من طبقات متعددة ومثيرة» تتيح له الكثير من الإبداع. هذا العشق أثمر على عطور تتوفر في «هارودز» مثل «وايت عود» للنهار و«بلاك عود» للمساء.
من جهته، لا ينكر خبير العطور، لورانس رولييه وايت، وصاحب محل «رولييه وايت» أنه لا يقبل بيع أي عطر في محله الواقع بمنطقة «إيست داليتش» بلندن، إذا لم يكن مقتنعا به من النواحي الفنية والإبداعية والأخلاقية. العود بالنسبة له، من المكونات باهظة التكلفة والمثيرة للجدل في صناعة العطور حاليًا، شارحًا بأن تاريخ استخدامه في الشرق الأوسط يعود إلى أكثر من ألفي عام، حيث جرى استيراده من موطنه الأصلي في إندونيسيا. ويؤكد في لقاء له مع «الشرق الأوسط» أسفه لما تعرضت له أشجاره من تدمير على مدى التاريخ نظرًا لندرته «فكلما قل زاد الإقبال عليه والبحث عنه بأي ثمن». يقدر سوق خشب العود حالا بأكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني سنويًا. لحسن الحظ أن أشجاره مسجلة حاليًا ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تجري زراعة أشجار العود على نحو مستدام، لكن عملية الزراعة ذاتها تستغرق وقتًا طويلاً كما أنها مكلفة للغاية. وفي حال توفره، تُقطع الشجرة وتُشق من النصف لاستخراجه، ثم تُزرع شتلة مكانها، لتبدأ العملية من جديد.
حسب رأي لورانس، فإن «أنجح أنواع الأشجار من حيث الزراعة والناتج هي تلك المعروفة علميًا باسم (أكويلاريا كروسنا)، وتزرع في فيتنام» شارحًا أن هذه الشجرة تُترك لتنمو من دون عناية لمدة سبع سنوات، مع إحداث ستة ثقوب بها كل ستة شهور خلال موسم الأمطار. وتُكرر هذه العملية على مدار ثلاثة سنوات، قبل أن تُترك لتنمو لمدة عشر سنوات. وفي النهاية يتم حصادها ثم تشق لنصفين، بعدها تغمس أي مادة رمادية تنتج عن هذا في الماء، ليتم تقطيرها لمدة ستة أيام. وعادة ينتج كل طن من هذه المادة الرمادية لترًا واحدًا من سائل العود الغني والكثيف، الذي تقارب قيمته 17 ألف جنيه إسترليني
ويشير لورانس إلى «أن المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر أسواق العود عالميًا. ففيها يتم مزجه بمواد أخرى تُستخدم في صناعة العطور، بينما يستخدم البعض عطر العود صافيًا من دون إضافة أي مواد أخرى»، وهناك خبراء متمرسون بالمجال، قادرين على تمييز مصادر العود من رائحته، بحكم أنها تختلف حسب التربة والمناطق. فبينما بعضها تتميز بالدفء وشذى الأخشاب مع نغمة تعفن رطوبة، يتميز بعضها الآخر بشذى مدخن وحلو، وفي كل الحالات جد نفاذة.
ومثلما الحال مع كثير من السلع الأخرى، فإنه كلما صغر حجم الجهة المصنعة، زادت الثقة فيها لأن مصدرها معروف ومحل ثقة. وحسب نصيحة لورانس، فإنه «من الأفضل للراغبين في الحصول على نوعية صافية وعالية الجودة، التعامل مع منتجين صغار». من بين العلامات التجارية المعروفة بشفافية تعاملاتها، حسب رأيه، «إكس إيدولو»، وهي دار عطور لندنية صغيرة يتولى إدارتها، ماثيو زوك. وتشتهر الدار بعطرين فقط، لأنها تولي اهتمامًا بالغًا لمصداقية العناصر الموجودة في أي قنينة. أهمهما «33» إشارة إلى عمر سائل العود البورمي الذي جرى تقطيره عام 1980، وظل محفوظًا حتى استخدامه عام 2013. يبدأ العطر بنغمات من الفلفل الأسود ورائحة عصير البرتقال، ليتطور إلى باقة من الورد مثل بتلات الوردة الحمراء، وزيت «الوردة الصينية» و«وردة الطائف». وتمهد هذه الوردة الطريق لرائحة العود الذي يستخدم بمثابة خلفية فقط، وليس للهيمنة على رائحة العطر.
من بين العلامات التجارية الأخرى الرائدة بهذا المجال «أتكنسونز»، أحد أعرق وأبرز دور إنتاج العطور. واحتفالاً بالذكرى الـ200 لانطلاق الدار، أصدرت عطرًا باسم «أود سيف ذي كينغ»، والذي يعد بمثابة مزيج من رائحة فاكهة الرغموت من علامة «إيرل غراي» وعطر السوسن، بجانب جذور مجففة لزهرة الزنبق. هذه المكونات تشكل خلفية رقيقة للعود.
وكعادتها تحرص علامة «بيري مونت كارلو» التزامها بالرفاهية، بجمع عناصر متنوعة وأصلية من الشرق الأوسط. من بين عطورها نذكر «عود أمبريال» الذي يحمل نغمات من الياسمين وبذور الكراوية بهدف خلق أريج يمزج بين رائحة التوابل المميزة والرائحة الثرية للعود.
من ناحية أخرى، تعد «توباكو فلاور» (زهرة التبغ) من إنتاج دار «بوهديدهارما» مزيجًا فريدًا من نبات الغرنوقي والسرخس الأخضر، مع سحابة خفيفة من رائحة عشب البتشولي المعطرة، على خلفية من العود الأبيض، مما يمنح هذا العطر شخصية قوية ومبهجة. أيضًا من بريطانيا، نجد عطر «إيست إنديا»، من «بوفور لندن»، الذي يلعب بمكونات من شركة «إيست إنديا»، جرى استيرادها إلى أوروبا في القرن الـ19، لتترك في النهاية عطرًا يثير شعورًا بالتحدي والدفء. ويتميز العطر برائحة لاذعة تعتمد على نبات الهيل، بجانب العود. كما نجحت خبيرة العطور المعروفة، سارة مكارتني، في خلق مزيج فريد ما بين رائحة مكونة من مجموعة من الفواكه والعود، حمل اسم «بي كيرفل وات يو ويش فور.Be Careful what you wish for» ويتميز هذا العطر بأربعة تنويعات متميزة من عطر العود.
أيضًا، نجحت دار «نيلافيرمير» في إنتاج عطر «مونهور إكستريت»، الذي يحمل اسم العملة الذهبية للإمبراطورية المغولية، التي كان يجري سكها بالهند البريطانية. ويعكس العطر مزيجًا من الثقافة الهندية والبريطانية في مرحلة تاريخية معقدة يعيدها هذا العطر إلى الحياة من جديد عبر مزيج دقيق وأبدي من عطري الورد والعود.
واللافت أن واحدة من أبرز وأدق المعالجات للعود التي ظهرت بالسنوات الأخيرة جاءت من العلامة الباريسية، «بارفوم دورساي»، حيث أطلقت «مجموعة الكيميا» مصممة للمزج بين مجموعة متنوعة من الروائح لخلق عطر مميز يحمل طابعًا شخصيًا. في عطر «أود إيه بوا»، يمتزج العود والعنبر لخلق عطر رائع لا ينسى، تضمه قنينة عطر لا تقل روعة في تصميمها.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.