قالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن ميليشيا الحوثيين بصنعاء سيطرت على مكتبة مركز العمراني للدراسات، الملحقة بجامع بلال، التابعة للعلامة اليمني الشهير القاضي محمد بن إسماعيل العمراني مفتي البلاد اليمنية.وتأتي هذه الخطوة، بعدما أغلقت الميليشيات المكتبة قبل عام واحد، وتحفظت عليها، وزعم الحوثيون أنها تحتوي «كتبًا لـ(داعش)»، وأوضحت المصادر أن جماعة الحوثيين الانقلابية أبلغت مفتي اليمن مؤخرا، أنه سيتم تأميم ومصادرة مكتبته.
وحولت الميليشيات مكتبة العلامة العمراني إلى مقيل للقات يرتاده عناصر الميليشيات، حيث تخضع المكتبة للمسؤول الثقافي للجماعة، واسمه سامي شرف الدين. ورفض المسؤول الثقافي الحوثي أي تفاهم حول تسليمها، بسبب زعمه أنها تحتوي كتبا تكفيرية، في واقعة أثارت حفيظة الرأي العام اليمني بأجمعه.
المصادر ذاتها كشفت أن صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثيين، والبرلماني الحوثي حسن زيد، رئيس حزب الحق، ذهبا أول من أمس إلى العلامة العمراني في مسجده، وأبلغوه بأمر تأميم المكتبة.
وتداول اليمنيون صورة زيد والصماد على شبكة التواصل الاجتماعي كأنهما يحققان مع العلامة العمراني ضاغطين عليه لنقلها، تمهيدًا للتخلص منها، بعد إحكام كامل السيطرة عليها.
وتضم المكتبة كتبًا قيمة في العلوم الدينية من جميع المذاهب، وكتبًا في التاريخ والأدب، وأخرى نادرة عن اليمن أرضًا وحضارة.
وما يثير السخرية في قصة الاستيلاء على المكتبة، هو أن الحوثيين صوروا زيارة صالح الصماد وحسن زيد للعمراني على أنها لفتة إنسانية من جماعة «المسيرة القرآنية»، بينما أكد مقربون من الشيخ العمراني أنهما مارسا ضغطًا عليه ليتخلى عنها طوعًا، قبل أن يتم التصرف فيها بالقوة.
وتصدرت الواقعة منشورات اليمنيين بشبكات التواصل الاجتماعي، حيث قوبلت الجريمة بإدانة واسعة من قبل ناشطين ومثقفين ومختلف ألوان الطيف اليمني السياسي والاجتماعي، معتبرين ذلك أمرا غير مقبول، ويظهر مدى حقد وحقيقة جماعة القتل والموت تجاه كل ما هو يمني لا ينتمي إلى جماعتهم الطائفية.
المحلل السياسي عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث، يرى أن تصرفات الحوثيين تجاه المفتي ومصادرة مكتبته توحي بأن هذه الجماعة لن تقبل مطلقا بأي اختلاف فكري، ولو كان في إطار الزيدية، التي يدعون الانتماء إليها، مما يكشف مبكرا أن الحوثيين أصبحوا يدينون بالولاء لفكر مستورد قادم من خارج البلاد.
وأشار رئيس مركز «أبعاد»، إلى أن ما حصل للقاضي العمراني يعطي رسالة واضحة أن هناك فجوة كبيرة واسعة بين المجتمع الزيدي في الشمال والحوثيين: «هذا يعني أن الحوثيين أصبحوا منسلخين عن بيئة مجتمعهم ويعيشون دورا طائفيا لا علاقة لليمنيين به».
ومضى عبد السلام بالقول: «من المعروف أن القاضي العمراني يحظى بحب كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية، وأصبح جامعه وقبلة يتتلمذ فيها كل من يريد التفقه في الدين والصور التي نشرت لقيادات حوثية مثل صالح الصماد وحسن زيد ومرافقيهما، كانت صادمة لليمنيين، وتأكيد أنهما أخضعا الشيخ لاستجواب، وهذا ما أثار الرأي العام اليمني، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور حالة مسلحة جديدة من داخل التيار الزيدي ضد الحوثيين، وسيعجل ذلك من المعركة الفاصلة بين اليمنيين والحوثيين.
استيلاء حوثي على مكتبة مفتي اليمن تمهيدًا لإغلاقها
بعد عام على مصادرتها بمزاعم احتوائها على «كتب داعشية»
استيلاء حوثي على مكتبة مفتي اليمن تمهيدًا لإغلاقها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة