«دوسات».. برنامج للتخسيس يعتمد على المطبخ الشامي

أكثر من نصف العرب يعانون من السمنة ومعالجتها تكلف حكوماتهم 12 مليار دولار

TT

«دوسات».. برنامج للتخسيس يعتمد على المطبخ الشامي

تحت شعار «حميتك من أكل بيتك» يتخصص برنامج «دوسات» Dawsat بتوعية الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومساعدتهم على التخلص من الوزن الزائد والمحافظة على وزن مثالي من خلال تناول المأكولات الشرقية وتحديدا مأكولات المطبخ الشامي، من دون أن يحرم الشخص نفسه ومعدته من الأطايب، وهذا البرنامج يستند على العلم ويعتمد على معادلة حسابية سهلة تسمى وحداتها بـ«دوسة» أو «نقطة» وهي طريقة مثالية لتناول العدد المثالي للـ«دوسات» التي تناسب وزن ومؤشر كتلة الجسم ووزن العضل ونسبة الدهون في الجسم. وهذا النظام يشدد على تناول الغذاء بوحدات حرارية ونسبة دهون وبروتينات بمعدل متوازن.
وطورت أخصائية التغذية الفلسطينية ماس وتد هذا البرنامج، وفي مقابلة خلال محاضرة أجرتها في لندن قالت لـ«الشرق الأوسط» إنها بدأت هذا البرنامج بعد نيلها شهادة في علم الغذاء، وعندما رجعت إلى قريتها في فلسطين لاحظت أن نسبة السمنة آخذة في الارتفاع لا سيما في صفوف الأطفال بعدما طرأت على النظام الغذائي الشرقي التقليدي كثير من التغيرات، مثل اقتحام عالم المأكولات السريعة حياة أهالي المنطقة العربية، وفكرت بطريقة من شأنها أن تساعد أهالي منطقتها فقررت بأن تخلق هذا النظام الذي يعتمد على عد النقاط أو «الدوسات» الغذائية في كل طبق شرقي، لأنها ترى أن المطبخ الشرقي غني جدًا بالأطباق الصحية في حال تم تناوله بشكل واع والالتزام بالكمية الكافية.
انطلق البرنامج في فلسطين وسيكون متوفرًا قريبًا في دبي والمملكة المتحدة، وتشرح وتد: «الفكرة سهلة التطبيق وأثبتت تجارب المشتركين والمسجلين في البرنامج أن هذه الطريقة هي الأفضل لخسارة الوزن والحفاظ على الوزن المثالي من دون التوقف عن أكل أي وجبة، على عكس الحميات الغذائية المعقدة التي تعتمد على الامتناع عن أكل كثير من الأطباق، وما إن يتوقف الشخص عن الالتزام بالحمية تعود الكيلوغرامات التي خسرها من جديد لا بل أكثر في الكثير من الأحيان».
وتقول وتد إن نظام «دوسات» يعالج السمنة ومرض السكري أيضًا، مشيرة إلى أن نسبة تزيد عن 50 في المائة من سكان المنطقة العربية يعانون من السمنة الزائدة ونسبة السيدات اللاتي يعانين من السمنة تزيد عن نسبة الرجال العرب، وأثبتت الدراسات أن 80 إلى 90 في المائة من أخطار السمنة الزائدة هي الإصابة بمرض السكري (تايب 2) ويعاني من هذا المرض من هم تتراوح أعمارهم ما بين 20 و70 عاما ويعاني حاليًا من هذا المرض نحو 415 مليون شخص، ومن المنتظر أن يعاني منه شخص من بين عشرة في غضون عام 2040.
والنسبة الأكبر من الذين يعانون من مرض السكري هم سكان المنطقة العربية لا سيما في منطقة الخليج. وتقول وتد إن عدد الدوسات المسموح به يحددها حجم الشخص عند الزيارة الأولى للمركز، وبعد الفحوصات اللازمة يتم تحديد عدد الدوسات، وغالبًا ما تكون بحدود الـ17 دوسة لمن يتمتعون بوزن قريب من الستين كيلوغرامًا، وبعدها يقوم الشخص بزيارة المركز أسبوعيا بعد التسجيل، أما بالنسبة للمأكولات التي ننصح بتناولها فتكون من مأكولات البيت من دون الحاجة إلى تحضير الأطباق الخاصة، وتعتبر وتد أن هذا البرنامج هو الحل للذين يحاولون إنقاص وزنهم ولكنهم مضطرون للأكل في المطاعم، فمن خلال الوعي وعملية الحساب البسيطة يمكنهم تناول ما يشاءون بما في ذلك الحلوى بطريقة ذكية وصحية، فعلى سبيل المثال الخضار لا تحتوي على أي «دوسة» في حين تضم قطعة من الكنافة 7 دوسات، ويشجع البرنامج أيضًا على الحركة وإجراء التمرينات، فالمشي لمدة ساعة على سبيل المثال يمكن أن يحرق 3 دوسات، وتقام اجتماعات أسبوعية لمراجعة بيانات كل شخص على حدة، ويتمكن المشترك أيضًا من الاستعانة بتطبيق إلكتروني ومجلة «دوسات» المخصصة لإعطاء النصائح والمعلومات الغذائية المفيدة.
وتقول وتد إن البرنامج يساعد على خسارة 9 كيلوغرامات على مدى 14 أسبوعًا، وسعر الاشتراك في فلسطين 45 دولارًا شهريًا، وفي المملكة المتحدة 80 دولارًا www.dawsat.com.
- نصائح غذائية خاصة برمضان
وتحدثت وتد خلال المحاضرة التي أقامتها في لندن عن الطرق الأفضل للأكل خلال شهر رمضان الكريم، مشددة على تناول الماء وحبة من التمر عند الإفطار والإكثار من تناول السلطة، لا سيما إلى جانب النشويات مثل الأرز لأن الألياف تساعد على الهضم، ومن الأفضل تناول المأكولات الخفيفة مثل الجبن والبيض عن السحور ويستحسن عدم أكل الحلويات مباشرة بعد الإفطار والانتظار لمدة ساعتين أو ثلاث لتناولها ويفضل عدم الإكثار من تناولها لأنها تؤدي إلى الشعور بالظمأ.
كثير من الصائمين يعانون من الصداع في اليوم الأول من الصيام، ولتفادي هذا الشيء تنصح وتد بتناول فنجان من القهوة بعد وجبة السحور مباشرة.
وللذين يعانون من اضطرابات في عسر الهضم تنصحهم وتد بضرورة الابتعاد عن المأكولات الحريفة والحامضة والمخللات والبصل والثوم. وتجنب الملح الزائد في طعام السحور لأنه يؤدي إلى الشعور بالعطش طيلة النهار، ويجب الإكثار من تناول الخضار والفاكهة لأنها تحتوي على الماء وتمد الجسم بالطاقة وتبعد شبح العطش عنه.
وعن أهمية وجبة السحور تقول وتد إنها تقلل من الإصابة بالصداع وتقلل الشعور بالكسل والخمول.
ونصيحة أخيرة للصائمين، وهي عدم الأكل بكمية كبيرة عند الإفطار والسحور كما يجب مضغ الطعام بشكل جيد لتنشيط عملية الهضم لأن المضغ الجيد يشعر بالشبع ويحقق الاستفادة من إفرازات الغدد اللعابية.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.