تتجدد النشاطات الخاصة بشهر رمضان كلّ عام في لبنان، لتقدّم ما يرضي أكبر عدد ممكن من اللبنانيين الباحثين عن فسحة تخفّف من وطأة أيامهم الرتيبة. ومن هذا المنطلق قرّر ثلاثة شبّان لبنانيين تنظيم مهرجان «ليالي بيروت» الرمضاني، الذي يتخلّله نشاطات فنيّة وثقافيّة واجتماعية على مدى ثلاثين ليلة وليلة.
هذا الحدث الذي يستمرّ حتى العاشر من يوليو (تموز) المقبل، يقام تحت القبّة العملاقة على الواجهة البحريّة وسط بيروت (شهدت مهرجانات بيروت الثقافية)، ويرافق اللبنانيين طيلة أيام الشهر الفضيل من الإفطار حتى السحور. وسيكون في الوقت نفسه مناسبة ليتابعوا خلالها بطولة أوروبا في كرة القدم (Euro 2016) التي افتتحت مؤخرا في فرنسا وتستمرّ طيلة الشهر الكريم.
الشبّان الثلاثة الذين يقفون وراء هذه الفكرة (هادي الهبري وسامر فوّاز وسلطان عيتاني) كانوا قد أسسوا شركة (VII management) بمعيّة أربعة غيرهم تهتمّ بإقامة المهرجانات. فأخذوا على عاتقهم تنظيم هذا الحدث بعد أن نجحوا منذ سنتين في إقامة مماثل له، حمل عنوان (بيروت فان بارك) في منطقة البيال وسط بيروت. «لقد أردناه مهرجانا رمضانيا ورياضيا معا، يسنح المجال أمام اللبنانيين لتمضية ليالي الشهر الفضيل مع عائلاتهم، فيستمتعون بمتابعة مباراة (كأس أوروبا) من ناحية، ويتنقلون من ناحية ثانية بين أكشاك (بازار رمضان) الذي نقيمه في الهواء الطلق، والذي يشارك فيه أكثر من 50 عارضا». يقول هادي الهبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لقد صودف وقوع شهر رمضان مع (بطولة أمم أوروبا لكرة القدم)، فاغتنمنا هذه الفرصة لنجمع بين الحدثين تحت سقف واحد، فنرضي بذلك شريحة من الشباب التوّاق للتجديد والتخفيف من همومه اليومية».
تتوزّع «ليالي بيروت» على قسمين من مساحة الحدث، فيستضيف الأول منهما، الذي يجري تحت سقف القبّة، اللبنانيين الراغبين في متابعة مجريات «بطولة أمم أوروبا في كرة القدم»، وهم يدخنون النرجيلة في قاعة مبرّدة يتناولون خلالها وجبة الإفطار أو السحور من أطباق خفيفة تباع هناك (مناقيش على الصاج وسندويتشات خفيفة وفول مدمس وبليلة وفتّة حمص وغيرها)، إضافة إلى الحلويات الرمضانية الشهيرة (كلاج رمضان وشعيبيات وقطايف بالجوز وغيرها). أما القسم الثاني الموجود في الهواء الطلق دائما مقابل الواجهة البحرية، فسيتضمن مدرّجا يتسّع لنحو 200 شخص، يتمركزون على مقاعده لمتابعة المباراة المذكورة من خلال ثلاث شاشات عملاقة موزّعة في أنحائه. كما يتوفّر لهم، ولا سيما خلال ساعات الاستراحة، التجوّل بين أكشاك «سوق الطيّب»، وبين أخرى تقيم استعراضات حيّة في فن الرسم والطبخ والتجميل. فيحملون معهم ذكرى يحتفظون بها أو يلوّنون بها أيامهم الرمضانية، كلوحة تصوّرهم مرسومة بالفحم (fusain)، أو طبق شهي من الحلويات الرمضانية، أو وشم من الحنّة رسمه لهم خبير في هذا الفنّ التجميلي الرائج بين شباب اليوم.ولم يغب عن منظمي هذا الحدث استحضار الناحية الإنسانية فيه، التي يرتبط بها شهر رمضان ارتباطا وثيقا، فيستقبلون يوميا أطفالا من مؤسسات وجمعيات خيرية ليتناولوا طعام الإفطار مجانا.
أما أسعار الدخول فهي رمزية ولا تتجاوز العشرة آلاف ليرة (7دولارات)، فمنظمو الحدث أرادوا أن يتسنّى لأكبر عدد ممكن من اللبنانيين ولأي شريحة اجتماعية انتموا، تمضية ليالي رمضان بأقل كلفة ممكنة.
وسيتخلل سهرات «ليالي بيروت» حفلات فنيّة، يحييها هواة، للغناء والعزف على العود والكمان، وكذلك مشاركة فرق موسيقية محليّة، إضافة إلى أسماء لبنانية مشهورة في عالم الغناء ستسهم في إحياء أيام العيد.
«ليالي بيروت» تضيء سماء العاصمة طيلة شهر رمضان
ثلاثون ليلة وليلة من النشاطات الفنيّة والثقافية والاجتماعية
«ليالي بيروت» تضيء سماء العاصمة طيلة شهر رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة