الحكومة اليمنية: باقون في عدن حتى تتحرر صنعاء

سفير اليمن لدى بريطانيا يصف تمسك الحوثيين بمصطلح «الأقلية» بـ«الانتهاز السياسي»

الحكومة اليمنية: باقون في عدن حتى تتحرر صنعاء
TT

الحكومة اليمنية: باقون في عدن حتى تتحرر صنعاء

الحكومة اليمنية: باقون في عدن حتى تتحرر صنعاء

قالت الحكومة اليمنية، أمس الجمعة، إنها باقية في مدينة عدن حتى يتم تحرير عاصمة البلاد «صنعاء» وباقي المحافظات من سيطرة الانقلاب.
وأوضح رئيس الحكومة أحمد بن دغر، لدى لقائه قيادات فصائل الحراك الجنوبي السلمي أمس (الجمعة)، أن «وزراء حكومته يحاولون القيام بواجباتهم رغم الإمكانات المحدودة». وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، إن رئيس الوزراء أكد على أهمية مشاركة جميع المكونات السياسية في تحديد مستقبل اليمن الجديد بالمرحلة المقبلة.
وقال بن دغر إنه استمع إلى ملاحظات رموز وقيادات الحراك الجنوبي السلمي، حول عدن وخصوصا المتعلقة بالكهرباء والماء والمرتبات والبريد، والفساد الضارب أطنابه في بعض المؤسسات الحكومية، وكيفية التعامل معه، خلال لقاء معه مساء الخميس. وأكد أن الحكومة تعمل جاهدة على تجاوز أزمة الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء على وجه الخصوص، وتأمين إمدادات المياه.
وأعلن رئيس الوزراء عن توجيهه محافظ عدن بتأجيل تحصيل فواتير الكهرباء حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وهي فترة الحرب، والبدء بالتحصيل ابتداء من مايو (أيار) الماضي، مع تسديد جزئي بواقع 10 في المائة فقط للفترة من يناير (كانون الثاني) وحتى نهاية أبريل (نيسان).
وأشار إلى أن البلاد تمر بحالة غير مسبوقة، حيث عبثت الميليشيا الانقلابية بأمن البلاد واستقرارها واعتدت على السلطة الشرعية، ومؤسسات الدولة، وشنت حربًا شعواء على كل مناطق البلاد؛ مما أدى إلى حال من الدمار والخراب، طال معظم محافظات الوطن.
ودعا بن دغر الحراك الجنوبي السلمي إلى الإسهام الإيجابي في مواجهة عدوان ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المسيطرة على بعض الأجزاء من البلاد، وترك الخلافات الثانوية في الوقت الحالي، كونها تصب في مصلحة العدو وتخدم مخططاته في الاستيلاء والحرب.
كما دعا الحاضرين إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز الشرعية ودورها في المناطق المحررة، ودعم جهود السلطات المحلية لفرض الأمن والاستقرار، ابتداءً من محافظة عدن والمحافظات المجاورة.
ولفت إلى أن الشرعية ممثلة برئيس الجمهورية، أولت المفاوضات في الكويت اهتماما متزايدا بهدف تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، يقوم على تطبيق قرار مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
وقال بن دغر إن الحكومة طلبت دعم الدول الشقيقة الإغاثي العاجل، لتوفير المازوت والديزل لـ6 أشهر، وأنه يتوقع ردودا إيجابية، وأن الرئيس أيضا يتابع هذا الأمر باهتمام متواصل. وقالت مصادر حضرت لقاء رئيس الحكومة بقيادات الحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء اتسم بالنقاش والبحث الجاد عن حلول لوضعية مدينة عدن، وخصوصا تلك المتعلقة بأزمة الكهرباء والماء ومرتبات الموظفين والمتقاعدين، الذين يتسلمون مرتباتهم عبر مكاتب هيئة البريد.
وذكرت المصادر أن رئيس الحكومة استمع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم بخصوص كثير من القضايا، ومنها الفساد المستشري في بعض مؤسسات الحكومة، وسبل التصدي له من كافة القوى الرسمية والشعبية.
وأشاروا إلى أن بن دغر أكد لهم أن حكومته تعمل جاهدة لتجاوز أزمة الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء على وجه الخصوص وتأمين إمدادات المياه.
من جهة أخرى، قال الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى بريطانيا، رئيس البرلمان اليمني الأسبق، إن «أسوأ ما يمكن أن تصل إليه مفاوضات الكويت هو تأسيس لنظام محاصصة طائفية تقضي على أي أمل في بناء دولة المواطنة، ومعه أي أمل في استقرار اليمن».
وأضاف الدكتور ياسين في منشور على صفحته في «فيسبوك»: «لقد شوهت الشراكة تشويها بالغا عندما ترجمت بصورة تعسفية على أنها تسوية بين الأغلبية والأقلية، وجرى اختراع المفهومين لأغراض سياسية انتهازية في الأساس لتحقيق مكاسب متعالية على الواقع الحقيقي وعلى المجتمع». وتابع: «من المؤسف أن الغرب السياسي الذي يسوق هذا المفهوم في بلداننا يرفض استخدامه في مجتمعاته ذات البنى الاجتماعية والإثنية والدينية المتعددة، وإذا استخدمه فعرضا ومن دون أي جذر قانوني تترتب عليه فوارق سياسية أو حقوقية».
وأشار السفير إلى أن «الانتهازية السياسية تدفع الحوثيين للتمسك بمصطلح الأقلية لتحقيق مكاسب سياسية من نوع ما، غير مدركين أن ما يرتبه ذلك من مخاطر انقسامية سترتد عليهم على المدى البعيد، ولن يكونوا في المجتمع أكثر من مجموعة متخصصة في الحروب بدعوى حماية الذات».
وفي سياق آخر، قال مسؤول في الأمم المتحدة، مساء أول من أمس الخميس، إن المنظمة الدولية تعتزم تقديم مساعدات منقذة للحياة لأكثر من 13 مليون مواطن يمني خلال 2016. وأوضح جيمي ماكغولدريك، منسق مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن، في تصريحات صحافية في صنعاء، أن منظمته «تستهدف 13.6 مليون من اليمنيين بمساعدات منقذة للحياة، خلال هذا العام 2016».
وأضاف أن «الأمم المتحدة ستواصل خلال الفترة المقبلة مساعداتها الإنسانية في اليمن»، محذرًا من أن كثيرا من اليمنيين «يعانون أوضاعًا إنسانية ومعيشية صعبة»؛ جراء الصراع الدائر في البلاد منذ الربع الأخير من عام 2014. ولم يقدم المسؤول الأممي تفاصيل أخرى تتضمن طبيعة المساعدات التي سيتم تقديمها لليمنيين، وطريقة إيصالها.
ويوم الأحد الماضي، حذر وزير الإدارة المحلية في اليمن عبد الرقيب فتح الأسودي، من أن شعب بلاده يتعرض لكارثة إنسانية؛ بسبب الحرب الجارية حاليا في البلاد.
وقال الأسودي خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، جنوب البلاد، إن ما يقرب من 14 مليون يمني «بحاجة ماسة للإغاثة والرعاية الصحية العاجلة»، وأن 3.5 مليون آخرين «يعانون من سوء التغذية»، فضلاً عن وجود قرابة 3 ملايين نازح.
إلى ذلك، دشنت اللجنة الفرعية الكويتية بمحافظة أرخبيل سقطرى أمس الجمعة، مشروع توزيع 30 قارب للصيادين المتضررين من إعصاري تشابالا وميج، اللذين ضربا المحافظات اليمنية الجنوبية الشرقية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وذلك ضمن الجهود الإغاثية الإنسانية.
وقالت مصادر محلية في الجزيرة، إن محافظ سقطرى العميد سالم عبد الله السقطري، أكد خلال تدشين القوارب أن هذا الدعم سيعمل على تخفيف كثير من الأعباء على الصيادين في المحافظة، الذين تضرروا وفقدوا قواربهم ومعداتهم الأساسية في الصيد، والتي تعتبر مهنتهم الأساسية في إعالة أسرهم وأهليهم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.