قبل يوم واحد من حمل جثمانه إلى مثواه الأخير اليوم، أقيمت أمس جنازة إسلامية لبطل الملاكمة الراحل محمد علي في مسقط رأسه بمدينة لويزفيل في الولايات المتحدة. وشملت الجنازة مراسم دينية ومشاركة شخصيات من كل أنحاء العالم، بناء على رغبته.
وبذلت لويزفيل البالغ عدد سكانها 600 ألف نسمة جهودا مكثفة لتكون على مستوى الحدث.
وبدأت المراسم بصلاة الميت في حضور الجميع للتذكير بتدين بطل العالم ثلاث مرات في الملاكمة، الذي رحل عن 74 عاما. وسجى نعشه في قاعدة كبيرة على مشارف لويزفيل سيتجمع فيها آلاف الزوار.
وأدى المسلمون الصلاة، بينما طلب من الحضور من غير المسلمين الصلاة، كل بحسب تقاليده.
من جانبه، قال الإمام زيد شاكر، الذي شارك في تنظيم مراسم التشييع «سيتم الدفن بحسب التقاليد الإسلامية».
وأضاف «محمد علي له أهمية خاصة لدى المسلمين، علينا وداعه بأفضل طريقة ممكنة وتكريم ذكراه والسير في خطاه، وأن نحب بعضنا بعضا كما كان يدعونا إلى ذلك». وكان محمد علي بالنسبة إلى ملايين المسلمين في العالم يجسد الوجه الحقيقي للإسلام السلمي والمتسامح.
وتتواصل مراسم الجنازة اليوم، حيث سيتم نقل الجثمان على متن عربة في مسيرة طويلة لثلاثين كيلومترا تمر أمام معالم كانت رمزا في حياة «رياضي القرن العشرين»، وهي منزل طفولته والمتحف الذي يحمل اسمه ومركز الإرث الأفريقي الأميركي الذي يصف حياة السود في كنتاكي وحتى جادة محمد علي.
وبعدها تتوجه مسيرة تشييع البطل الرياضي الذي تجاوز حدود الملاكمة بفضل نضاله من أجل الحقوق المدنية، إلى المدفن حيث سيوارى الثرى أمام أولاده ومقربين فقط، بينما سيحمل النعش الممثل ويل سميث وبطل العالم السابق في الملاكمة لينوكس لويس وستة أشخاص آخرين.
وستختتم المراسم بتأبين يشارك فيه رؤساء دول ومسؤولون وشخصيات في قاعة الرياضات المتعددة في لويزفيل.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان قد أعلن مشاركته في المراسم. وسيشارك الرئيس الأسبق بيل كلينتون والممثل الكوميدي بيلي كريستال في التأبين. ويتولى جهاز الأمن السري، الوكالة المتخصصة في حماية الشخصيات، مهمة أمن المراسم.
صونفدت 15 ألف بطاقة وزعت مجانا أمس لحضور المراسم في غضون نصف ساعة، إلا أن سوقا سوداء انطلقت سريعا على الإنترنت لأن الطلب أكبر بكثير من العرض.
يذكر أن أسطورة الملاكمة رحل الجمعة الماضي نتيجة صدمة انتانية، وهي حالة خطيرة تنتج من التهاب حاد، وأدت إلى انخفاض شديد في ضغط الدم في أحد مستشفيات أريزونا عن عمر ناهز 74 عاما؛ لينهي الموت حياة واحد من أبرز رموز القرن العشرين لبراعته في الملاكمة وحبه للظهور ومعارضته حرب فيتنام خلال فترة الاضطراب في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.
وكان علي وأفراد أسرته يخططون لجنازته منذ عشرة أعوام، مؤكدين بذلك أن الجنازة ستكون علامة على اعتزاز الملاكم بالدين الإسلامي الذي يدين به.
جنازة إسلامية لتوديع محمد علي قبل دفنه
شملت مراسم دينية ومشاركة شخصيات من جميع أنحاء العالم
جنازة إسلامية لتوديع محمد علي قبل دفنه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة