رفض تجمع دولي مصري كازاخستاني تكفير تنظيم داعش الإرهابي، وقال العلماء في ختام أعمال المؤتمر الدولي للجامعة المصرية في كازاخستان أمس، إن جماعات العنف والإرهاب «ضالة ومضلة»، وإن توظيف المؤسسات الدينية والتعليمية سياسيا أمر مرفوض.
وبينما أشار البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد بألماطى في كازاخستان بمناسبة مرور 15 عاما على إنشاء الجامعة التابعة لوزارة الأوقاف المصرية، إلى أهمية التفاعل المجتمعي للمؤسسات التعليمية والدينية من خلال عقد الندوات واللقاءات والأمسيات التي يقوم بها أساتذة الجامعة، وبالتنسيق الكامل مع إدارة الشؤون الدينية بكازاخستان. قال مصدر مصري إن «المؤتمر حذر من التوسع المخيف لشبكات داعش الإرهابية في دول شرق آسيا»، مطالبا بضرورة الإسراع في إيجاد حل لهذا التمدد خاصة في ظل استمرار العنف في كل من سوريا والعراق.
ويقول مراقبون محللون إن «المئات من المتطرفين الأوزبك تدفقوا من دول شرق آسيا والقوقاز على غرار كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقرغيزستان باتجاه العراق وسوريا. وأعلنت «ولاية كازاخستان» في مارس (آذار) من العام الماضي بيعتها لزعيم تنظيم داعش المزعوم أبو بكر البغدادي.
وأفاد المراقبون والمحللون بأن التنظيم الإرهابي عمد إلى تغيير وجهة استقطابه وتجنيد أتباع له من خارج منطقة الشرق الأوسط باتجاه آسيا، مستغلا الشعور بالاضطهاد لدى القوميات المسلمة والوضع الاقتصادي الهش، ما ساهم في انخراط هؤلاء في ساحة القتال وتولي مناصب قيادية في «جبهة النصرة»، وشكلوا كتيبتي «التوحيد والجهاد» و«الإمام البخاري»، لافتين إلى أن «داعش» غير وجهة استقطابه لعناصره باتجاه هذه الدول بسبب التضييق عليه من خلال الحملة العسكرية التي يقودها التحالف الدولي ضده في المناطق الذي اعتاد أن يستقطب منها مقاتليه.
وقال المشاركون في المؤتمر أمس، إن الإسلام قد نهى عن إثارة الفتن والقلاقل، وأن الجماعات التي تدعو إلى العنف والتكفير «جماعات ضالة مضلة». وقال المصدر المصري نفسه إن «المشاركين أكدوا أن تكفير تنظيم داعش لا يكون إلا بحكم قضائي، وإن الجهاد وإعلان الحرب والسلم لا يكون إلا من جهة الدولة وليس الأفراد».
وترفض المؤسسة الدينية الرسمية في مصر تكفير «داعش»، ويقول علماء المؤسسة إنهم لا يستطيعون أن يحكموا بالكفر على مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، مهما بلغت ذنوبه؛ بل إنه من المقرر في أصول العقيدة أنه لا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه، وهو الشهادة بالوحدانية ونبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وأن الذنوب مهما بلغت لا تخرج العبد من الإسلام.
ويرى مراقبون أن «علماء مصر يؤكدون أنه لو حكموا بتكفير عناصر داعش لأصبحوا مثلهم ووقعوا في فتنة التكفير».. ويشار إلى أن الأزهر كما هو معلوم للجميع يمثل الإسلام الوسطي المعتدل، لم يصدر عنه طوال تاريخه الممتد لأكثر من ألف عام ما يكفر أي شخص أو يخرجه من الإسلام.
ورأس مؤتمر كازاخستان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وبحضور مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، وشارك في المؤتمر الذي عقد على مدى يومين، نخبة من العلماء والفقهاء والمفكرين من أساتذة الجامعة المصرية والقيادات الدينية والفكرية والثقافية بكازاخستان التي تولي لهذا المؤتمر أهمية، ورعاية كبيرة ليسهم في نشر وتأصيل الفكر الوسطي، ومواجهة وتفنيد ودحض الأفكار المتطرفة.
وأوصى المؤتمر الدولي الذي نظمته الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان بعنوان «مؤسسات التعليم الإسلامي ودورها في تقويم الانحراف الفكري» في بيانه الختامي أمس، بضرورة قيام المؤسسات التعليمية والدينية بدورها في حماية المجتمعات من الفكر المتشدد، وذلك باختيار الأساتذة الأكفاء من المتخصصين دون سواهم وتحديث وتطوير المناهج بما يواكب مستجدات العصر وظروفه في ضوء المحافظة على الثوابت، معلنا رفضه لكل ألوان التشدد والتطرف وعدم توظيف المؤسسات التعليمية والدينية توظيفا سياسيا.
كما أكد المؤتمر أهمية دعم مكتبة الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان بالمؤلفات المطبوعة والبرامج الإلكترونية التي تساهم في نشر الفكر الوسطى والتوجيه بتكليف بعض المترجمين بنقل بعض الكتب والمقالات والخطب التي تنتهج المنهج الوسطى إلى اللغة الكازاخية، خاصة الصادرة عن وزارة الأوقاف المصرية. وقرر المؤتمر في ختام أعماله دعم مراكز تعلم اللغة العربية تيسيرا لفهم الإسلام الصحيح ودعم إدارة الشؤون الدينية بكازاخستان باحتياجاتها من محاضرين ومواد علمية.
وأعلن وزير الأوقاف المصري أن المؤتمر ناقش بمشاركة علماء من مصر وكازاخستان ثلاثة محاور، المحور الأول تاريخ الانحراف الفكري وطرق مواجهته، وشمل جذور الاتجاه التكفيري في التاريخ الإسلامي وأصوله الفكرية والعوامل المسببة للانحراف الفكري وعلاقتها بالإرهاب ومكافحة الفكر المنحرف بين النظرية والتطبيق.. وتناول المحور الثاني المراكز العربية والمدارس الدينية ودورها في تنمية الثقافة الدينية لطلابها كأساس لتقويم الانحراف الفكري، وشمل دور التربية في وقاية المجتمع من الانحراف الفكري وأهمية التنسيق بين مراكز البحوث للتصدي لمهددات الأمن الفكري ودور الأساتذة والمعلمين في تقويم سلوك المتعلمين. وناقش المحور الثالث دور الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية في نشر صحيح الدين الإسلامي محليًا وإقليميًا، وتضمن الدور الأكاديمي والتثقيفي والمسؤولية المجتمعية للجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان والتابعة لوزارة الأوقاف المصرية.
وتعد «كتيبة الإمام البخاري» الأبرز بين وحدات آسيا الوسطى المقاتلة في سوريا والعراق، حيث أسست من قبل الأوزبك في سوريا أواخر عام 2013، أما «كتيبة التوحيد والجهاد» فهي أحد التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة من آسيا الوسطى، وأُنشئت في ديسمبر (كانون الأول) عام 2014.
وسبق أن استعرض تنظيم داعش في فيديو مصور بثته مؤسسة «الحياة» الإعلامية التابعة للتنظيم، العشرات من عناصره القادمين من كازاخستان، إضافة إلى أطفالهم، وهم يقومون بالتدرب على حمل السلاح والرمي به، ومن بين هؤلاء طفل لا يتجاوز عمره عامين، وهو يرتدي زيا عسكريا ويحمل لعبة على هيئة سلاح آلي.
من جهته، أكد الشيخ أيرجان مايميروف مفتي كازاخستان، أهمية مؤسسات التعليم الإسلامي لحماية الشباب من الانحراف الفكري والتطرف وتوعيتهم بالدين الصحيح، وكذلك التنشئة الصحيحة بعيدا عن التشدد، منوها بما تقوم به الإدارة الدينية في بلاده لنشر صحيح الدين والتوسع في إنشاء المساجد والاهتمام بعمارتها الإسلامية.
تجمع دولي مصري ـ كازاخستاني يحذر من التمدد المخيف للشبكات الإرهابية في دول شرق آسيا
أكد أن جماعات العنف «ضالة ومضلة».. وتكفير «داعش» في يد القضاء
تجمع دولي مصري ـ كازاخستاني يحذر من التمدد المخيف للشبكات الإرهابية في دول شرق آسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة