دفاع السنوسي يستأنف قرار «الجنائية الدولية» باستمرار محاكمته في ليبيا

محاميه قال إنه «قد يعدم» قبل نظر الطلب

السيناتوران جون ماكين (يمين) وروي بلانت في طريقهما إلى الكابيتال هيل في واشنطن أمس (أ ف ب)
السيناتوران جون ماكين (يمين) وروي بلانت في طريقهما إلى الكابيتال هيل في واشنطن أمس (أ ف ب)
TT

دفاع السنوسي يستأنف قرار «الجنائية الدولية» باستمرار محاكمته في ليبيا

السيناتوران جون ماكين (يمين) وروي بلانت في طريقهما إلى الكابيتال هيل في واشنطن أمس (أ ف ب)
السيناتوران جون ماكين (يمين) وروي بلانت في طريقهما إلى الكابيتال هيل في واشنطن أمس (أ ف ب)

قالت المحكمة الجنائية الدولية، أمس، إن محامي الدفاع عن عبد الله السنوسي، رئيس الاستخبارات الليبية الأسبق في عهد الرئيس السابق معمر القذافي، قدم للمحكمة أمس (الخميس) طلبا لوقف تنفيذ قرار سابق للمحكمة يقضي بعدم قبول الدعوى ضد السنوسي أمامها وأن السلطات الليبية المختصة تحقق في القضية وقادرة على الاضطلاع بالتحقيق في الملف.
وقالت المحكمة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن قضاة دائرة الاستئناف سوف ينظرون في الطلب ويصدرون قرارهم في الوقت المناسب. وذلك عقب أسبوع من قرار الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية أن السلطات الليبية المختصة تحقق في قضية السنوسي؛ و«أن ليبيا راغبة وقادرة حقا على الاضطلاع بالتحقيق».. مما انتهى إلى «عدم قبول القضية المقامة على عبد الله السنوسي أمام المحكمة، وذلك وفقا لمبدأ التكامل الذي يرسيه نظام روما الأساسي، المعاهدة المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية».

من جانبه، قال محامي السنوسي في طلبه للمحكمة الجنائية الدولية إن «عدم إرجاء محاكمة موكله في ليبيا قد تعني أن يجري إدانته وإعدامه قبل أن يتخذ قضاة الاستئناف في المحكمة الدولية قرارهم»، بحسب ما نقلته عنه وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وأخذت الدائرة بعين الاعتبار كون السنوسي قيد الاعتقال من جانب الدولة الليبية، فضلا عن كمية الأدلة التي جمعت في إطار التحقيق ونوعيتها، وما جرى أخيرا من إحالة القضية المقامة ضد السنوسي و37 من المسؤولين السابقين - من عهد القذافي - المتهمين معه إلى غرفة الاتهام.

واختتم البيان الصادر عن المحكمة بالقول: «وليس لهذا القرار تأثير على قضية سيف الإسلام القذافي». وكانت الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة أصدرت في يونيو (حزيران) 2011 أوامر بالقبض على كل من معمر القذافي ونجله سيف الإسلام والسنوسي لمسؤوليتهم عن جرائم ضد الإنسانية (القتل والاضطهاد)، ادعي أنها ارتكبت بواسطة أجهزة الدولة وقوات الأمن في مختلف أنحاء ليبيا في فبراير (شباط) 2011. وفي 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، قررت الدائرة التمهيدية الأولى رسميا إنهاء الدعوى المقامة على معمر القذافي نظرا لوفاته.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.