تقدمت القوات العراقية، اليوم (الخميس)، الى قرية الصقلاوية شمال الفلوجة التي لا زالت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" المتطرف مقتربة من مركز مدينة الفلوجة.
وقالت مصادر عسكرية انها تتوقع استعادة السيطرة على القرية في غضون الساعات المقبلة.
ويمثل هجوم الجيش العراقي على الفلوجة بداية لما يتوقع أن تكون واحدة من أكبر المعارك على الاطلاق ضد التنظيم، حيث تحظى الحكومة بدعم من قوى عالمية بما في ذلك الولايات المتحدة وايران، وتسعى لاستعادة أول مدينة رئيسية تسقط في يد التنظيم عام 2014.
وتقدمت القوات العراقية بأعداد كبيرة الى حدود مدينة الفلوجة للمرة الاولى يوم (الاثنين) الماضي، وتدفقت على مناطق ريفية بضواحيها الجنوبية، لكنها لم تصل الى المنطقة السكنية الرئيسية.
ويوم الثلاثاء أوقف مسلحو التنظيم هجوما للجيش العراقي على مدينة الفلوجة بهجوم مضاد على مداخلها الجنوبية.
والفلوجة هي أقرب معقل للمتطرفين من بغداد، وتتيح استعادتها للحكومة السيطرة على المراكز السكنية الرئيسية في وادي نهر الفرات الخصب غرب العاصمة للمرة الاولى منذ أكثر من عامين. لكن الهجوم يمثل أيضا اختبارا لقدرة الجيش على استعادة أراض مع حماية المدنيين في نفس الوقت.
ويعتقد أن أغلب سكان الفلوجة فروا خلال حصار مستمر منذ ستة أشهر، لكن يعتقد أيضا أن 50 ألف شخص محاصرون داخلها في ظل صعوبة الحصول على الطعام والشراب والرعاية الصحية.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم، السياسيين الى "تجميد" خلافاتهم بشأن اصلاحاته التي تهدف لمكافحة الفساد، والاتحاد خلف الجيش في معركته مع التنظيم في الفلوجة.
ويكافح العبادي أزمة سياسية منذ فبراير (شباط)، ولم يتمكن من حشد دعم الكتل الرئيسية في البرلمان لخطته لمكافحة الفساد والتي تشمل تعديلا وزاريا.
وأمر العبادي في 22 مايو (أيار) الماضي بشن الهجوم على الفلوجة، بعدما تحولت الأزمة السياسية الى عنف دموي داخل وحول المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، وبعدما ضربت سلسلة من التفجيرات- أعلن "داعش" مسؤوليته عنها- أحياء في العاصمة.
وقال العبادي عبر التلفزيون الرسمي مساء أمس (الاربعاء) خلال زيارة لخط الجبهة قرب الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا غرب بغداد "أدعو السياسيين الى تجميد كل الخلافات الى حين تحرير الارض". مضيفا "أكبر فساد هو فساد داعش والذي يؤخرنا عن قتال داعش هو الفاسد".
ومنذ بدء الهجوم على الفلوجة لم يحاول المتظاهرون اقتحام المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان ومقار الحكومة وسفارات.
وكان محتجون بينهم أتباع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يتمتع بنفوذ قوي، قد اقتحموا المنطقة مرتين في 30 أبريل (نيسان) و20 مايو للضغط من أجل الإصلاحات.
وتعهد العبادي في ديسمبر (كانون الاول) أن يكون 2016 عام النصر النهائي على التنظيم، وتوقع انتزاع السيطرة على الموصل معقله الرئيسي بشمال العراق.
والفلوجة هي ثاني أكبر مدينة عراقية بعد الموصل لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش" وكانت أول مدينة عراقية يسيطر عليها التنظيم، وذلك في يناير (كانون الثاني) 2014.
القوات العراقية تحاول السيطرة على الصقلاوية مقتربة من مركز مدينة الفلوجة
العبادي يدعو السياسيين لتجميد خلافاتهم إلى حين تحرير الأرض
القوات العراقية تحاول السيطرة على الصقلاوية مقتربة من مركز مدينة الفلوجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة