بعد 42 عامًا..إعادة فتح التحقيق بتفجير حانتين في برمنغهام

أودى بحياة 21 شخصًا وكان أكثر الحوادث دموية في بريطانيا

بعد 42 عامًا..إعادة فتح التحقيق بتفجير حانتين في برمنغهام
TT

بعد 42 عامًا..إعادة فتح التحقيق بتفجير حانتين في برمنغهام

بعد 42 عامًا..إعادة فتح التحقيق بتفجير حانتين في برمنغهام

قررت لويز هانت كبيرة الاطباء الشرعيين في مدينة برمنغهام وسط انجلترا اليوم (الاربعاء)، إعادة فتح التحقيق لفحص دليل جديد في قضية مقتل 21 شخصًا عام 1974 في تفجير حانتين بالمدينة؛ وهو الحادث الأكثر دموية في بريطانيا خلال 30 عاما من العنف في إيرلندا الشمالية.
وستفحص التحقيقات الجديدة ما إذا كانت السلطات تجاهلت تحذيرات قبل وقوع التفجيرين في حانتي مالبري بوش وذا تافيرن في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1974 في برمنغهام.
وعلى الرغم من الاعتقاد بأن القنبلتين زرعتا بمعرفة الجيش الجمهوري الايرلندي، إلّا أنّه لم يعلن أبدا مسؤوليته عن التفجيرين.
وقالت هانت التي راجعت القضية إنّ هناك معلومات تشير إلى أنّ قوة شرطة وست ميدلاندز المحلية لم تستجب لتحذيرين أحدهما جاء على لسان شخص كانت له صلة بالجيش الجمهوري الايرلندي قال إنّ برمنغهام "ستتعرض لهجوم الاسبوع المقبل".
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، عن هانت قولها "هناك دليل ثمين لم يفحص". وأضافت "لدي قلق حقيقي من أن تحذيرًا بوقوع التفجيرين وصل للشرطة مسبقًا إلّا أنّها لم تتخذ الخطوات اللازمة لحماية أرواح (الاشخاص)".
وأسفر تفجير الحانتين كذلك عن إصابة ما يزيد على 180 شخصًا في أكبر خسارة بشرية في بريطانيا خلال صراع دام لمدة 30 عاما بين القوميين الكاثوليك الذين كانوا يفضلون اتحاد ايرلندا الشمالية مع جمهورية ايرلندا والبروتستانت الذين كانوا يرغبون في البقاء بالمملكة المتحدة.
وانحسر العنف -الذي تسبب بمقتل 3600 شخص- بصورة كبيرة بعد اتفاق أبرم عام 1998.
وكانت التحقيقات فتحت بعد وقوع الحادث بقليل، إلّا أنّها أرجئت لاتاحة المجال لتحقيق جنائي.
وفي واحدة من إخفاقات العدالة في بريطانيا أدين بطريق الخطأ ستة ايرلنديين وأمضوا 16 عاما في السجن قبل تبرأتهم واطلاق سراحهم في عام 1991.
وقالت جولي هامبلتون شقيقة ماكسين، التي قتلت في الحادث وكانت تبلغ من العمر 18 عاما "اليوم نشهد جميعا تحولا جذريا في القضية"، معربة عن أملها في أن تكشف التحقيقات حقيقة ما حدث وتقدم مدانين جددًا.
وقال بادي هيل أحد الذين سجنوا بعد إدانتهم خطأ في هذين التفجيرين "تلقت (الشرطة) تحذيرًا مسبقا قبل وقوع التفجيرين.. ولم تتخذ أي خطوة لمنعهما. لو أنّها فعلت لكانت اعتقلت من زرعوا القنبلتين وجرت إدانتهم".
من جهته، رحب قائد قوة الشرطة ديف طومسون بقرار كبيرة الأطباء الشرعيين. وقال "مر 42 عاما على هذه الأحداث. وأتفهم معاناة وإحباط وغضب عائلات الضحايا.. لم ولن نغلق التحقيق".



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.