الجيش الحر: معارك الشمال تهدف لإضعافنا قبل «جنيف»

نزوح الآلاف.. والمعارضة ترى في الهجوم مخططًا لمحاصرة حلب

مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يسير داخل ملجأ عسكري للقوات في الريف الشمالي للرقة (رويترز)
مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يسير داخل ملجأ عسكري للقوات في الريف الشمالي للرقة (رويترز)
TT

الجيش الحر: معارك الشمال تهدف لإضعافنا قبل «جنيف»

مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يسير داخل ملجأ عسكري للقوات في الريف الشمالي للرقة (رويترز)
مقاتل من «قوات سوريا الديمقراطية» يسير داخل ملجأ عسكري للقوات في الريف الشمالي للرقة (رويترز)

على وقع استمرار المعارك العنيفة في ريف حلب الشمالي إثر هجوم تنظيم داعش المفاجئ على المنطقة يوم الجمعة، سجل نزوح أكثر من ستة آلاف مدني غالبيتهم من مدينة مارع التي يحاول التنظيم اقتحامها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم أمس، في وقت اعتبر «الجيش الحر»، أن حلب تواجه اليوم مخططا متكاملا وقرارا دوليا يهدف إلى محاصرة المدينة وإضعاف المعارضة شيئا فشيئا قبل الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف السورية، وتقوية وضع «قوات سوريا الديمقراطية» ومن خلفها «حزب الاتحاد الديمقراطي» لفرض مشاركته في المفاوضات وتمهيدا أيضا لتقسيم سوريا.
ونفى المسؤول الكردي إدريس نعسان هذا الاحتمال، مؤكدا أن الهجوم يؤثر سلبا أيضا في «قوات سوريا الديمقراطية»، رافضا في الوقت عينه اتهامها بالتواطؤ مع «داعش». وأكد أن خطة الهجوم على الرقة جدية وليست فقط إعلامية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هجوم (داعش) جاء بعدما أصبح على وشك فقدان تواصله مع الحدود التركية بعد إبعاده عن تل أبيض، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إعطاء تركيا ذريعة للتدخل في المنطقة». وأشار إلى الجهود التي تقوم بها «قوات سوريا الديمقراطية» للسماح لمرور المدنيين بعد الهجوم الأخير، من دون أن يستبعد إمكانية التدخل العسكري ضد «داعش» في المنطقة.
ورأى المستشار القانوني لـ«الجيش الحر» أسامة أبو زيد أن «التوجه الآن هو لمحاصرة مدينة حلب انطلاقا مما يحصل في الريف الشمالي وتحول المعركة التي كان من المفترض أن يعد لها لمواجهة (داعش) في الرقة»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «لو كان (داعش) يدرك، أو يأخذ المعركة المفترضة ضده في الرقة بصورة جدية، كان حشد قواته هناك، إنما الوقائع على الأرض تؤكد عكس هذا الأمر حتى أن التنظيم يهاجم (الحر) في الريف الشمالي». واعتبر أبو زيد أن «هناك أيدي دولية خلف ما يحصل في حلب تهدف إلى سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) على ريف حلب الشمالي بالكامل والسماح لها باستكمال إنشائها لمقاطعة (روج آفا) الكردية، ووصلها بعفرين إلى الحدود التركية». وأضاف: «يبدو واضحا أن الهدف اليوم هو أضعاف المعارضة قبل موعد مفاوضات جنيف وفرض مشاركة الاتحاد الديمقراطي إضافة إلى تكريس التقسيم في سوريا».
وأشار أبو زيد إلى أن الجيش الحر اليوم يقاتل «داعش» والنظام على جبهتي مدينة حلب والريف الشمالي، وهو ما يؤدي إلى تشتت قواته في وقت يقف فيه «التحالف الدولي» على الحياد، كما حصل يوم أول من أمس في معارك «داعش» في مارع عندما قصف المنطقة مستهدفا المدنيين وليس التنظيم، فيما سجل يوم أمس استهداف «الحر» في المدينة بـ285 غارة حتى ساعات الظهر.
ميدانيا، استمرت الاشتباكات العنيفة، يوم أمس، بين «داعش» وفصائل المعارضة، لاسيما على أطراف مارع ومحيط القرى المجاورة، بحيث تبعد أقرب نقطة اشتباكات، قرب قرية كفركلبين، نحو خمسة كيلومترات عن مدينة أعزاز، بحسب المرصد الذي أحصى مقتل 47 عنصرا من التنظيم بينهم تسعة انتحاريين، و61 مقاتلا من الفصائل، بالإضافة إلى 29 مدنيا منذ بدء هجوم التنظيم الجمعة.
ويخوض التنظيم معارك ضد الفصائل المعارضة على أطراف مارع في محاولة لاقتحامها، بعدما تمكنت فجر الجمعة من السيطرة على خمس قرى أهمها كلجبرين وكفركلبين اللتين تقعان على طريق الإمداد الوحيد الذي كان يربط مارع بأعزاز، أبرز المعاقل المتبقية للفصائل في محافظة حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «أكثر من ستة آلاف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال تمكنوا من الفرار من مناطق في ريف حلب الشمالي سيطر عليها تنظيم داعش في اليومين الأخيرين، أو يحاول اقتحامها وتحديدا مدينة مارع وقرية الشيخ عيسى المجاورة».
وأضاف أن «النازحين وصلوا أول من أمس إلى مناطق في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي تحت سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، بعدما سمحت لهم بالمرور من مارع إلى الشيخ عيسى باتجاه تل رفعت وعفرين».
وتحاصر «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا مدينة مارع التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة ومعارضة من جهة الغرب، فيما تحاصرها قوات النظام من الجنوب وتنظيم داعش من جهتي الشرق والشمال.
ودفع هجوم تنظيم داعش المفاجئ في المنطقة، المنظمات الدولية والطبية، إلى إبداء خشيتها على مصير نحو 165 ألف نازح باتوا عالقين بين مناطق الاشتباكات القريبة والحدود التركية المقفلة. وبفعل حركة النزوح الكبيرة من مارع «لم يبق في مستشفى الحرية، الوحيد في المدينة، سوى أربعة عاملين في الكادر الطبي»، وفق ما قال أحد فنيي التخدير في المستشفى لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» رافضا الكشف عن اسمه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.