تجارة المولدات الصينية تزدهر في ظل انقطاعات الكهرباء

عوادم المولدات البيتية تتسبب بمقتل العشرات

تجارة المولدات الصينية تزدهر في ظل انقطاعات الكهرباء
TT

تجارة المولدات الصينية تزدهر في ظل انقطاعات الكهرباء

تجارة المولدات الصينية تزدهر في ظل انقطاعات الكهرباء

يطلق اليمنيون على بلدهم اسم بلد «المليون موتور»، نظرًا لكثرة الإقبال على المولدات الكهربائية الصغيرة التي تتراوح طاقتها ما بين واحد إلى خمسة كيلووات كحد أقصى، فيما تزيد أسعارها عن 200 دولار.
كما ازدهرت مؤخرًا تجارة اللوحات الشمسية التي باتت منتشرة في كافة مناطق اليمن، إذ تعيش عدن ومحافظات مجاورة لها أزمة توليد كهرباء، إذ بلغت الطاقة المنتجة في محطات عدن 180 ميغاوات فقط، بينما إجمالي الاستهلاك تجاوز الـ300 ميغاوات لمحافظات عدن ولحج والضالع وأبين.
ولاقت عائلات يمنية حتفها خلال الأعوام الماضية اختناقًا بعوادم المولدات الكهربائية في أوقات متفاوتة، منها عائلة كاملة عدد أفرادها 13 شخصًا في العاصمة اليمنية صنعاء، وأخرى في الحديدة غربي اليمن وذهبت ضحية الحادثة خمس فتيات ووالدتهن.
ولم تقتصر هذه الحوادث على هذه المحافظات، إذ وقعت حوادث اختناق مماثلة في محافظات أخرى منها وفاة ثلاثة شباب في ورشة في محافظة الضالع جنوبي البلاد وكذا وفاة مدير أمن محافظة لحج سابقًا، العميد محسن أحمد علي وأحد نجليه، إثر الاستخدام الخاطئ للمولد الكهربائي قبل بضعة أعوام. وشهدت تجارة المولدات الكهربائية الصينية، واللوحات الشمسية، خلال السنوات الماضية ازدهارًا بين السكان الذين أجبرتهم الانقطاعات المتكررة للشبكة العمومية إلى شراء هذه المولدات لمواجهة ساعات الانطفاء، خاصة في المناطق الساحلية الحارة. ومع دخول فصل الصيف وازدياد الطلب على الطاقة الكهربائية وانقطاع التيار وازدياد الاعتماد على المولدات الكهربائية البيتية تزداد حوادث الاختناق، آخرها كان حادث محزن، وهو اختناق عروسين في عدن ليلة زفافهما.
ولقي العروسان حتفهما بعد أقل من 24 ساعة من حفل زفافهما اختناقًا بعوادم المولدات الكهربائية جراء الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي في عدن الذي يزيد لأكثر من 16 ساعة باليوم الواحد.
وكشف الأهالي في مدينة كريتر لـ«الشرق الأوسط» عن أن وفاة العريسين كانت بسبب اختناق بدخان مولد الكهرباء الصغير الذي تم استخدامه في حفل العرس وترك شغالا بداخل المسكن، الذي يفتقر لمنافذ التهوية، موضحين أن الأهالي في الحي اقتحموا المنزل صباح أمس بعد أن أحسوا أنه لا صوت صادر من المكان ليفاجأوا بالعريس وعروسته وهما منتفخان ومحمران اللون. وأضافوا أن الأدخنة المتسربة من العادم المولد وصلت إلى غرفة نومهما. وقال مقربون من العروسين لـ«الشرق الأوسط» أن عوادم مولدات الكهرباء تسربت إلى غرفة نومهما بصورة لم تمهلهما لمغادرة المكان، مما أدى إلى وفاتهما. وأشار مواطنون من سكان الحي نفسه في حديث لهم مع «الشرق الأوسط» بأن عوادم المولد الكهربائي كانت تملأ كل نواحي البيت وهو ما تسبب بوفاة العريسين.
وشيع جموع من المواطنين من أبناء العيدروس بكريتر عدن جثمان العريسين عقب صلاة الجمعة بعد الصلاة عليهما في جامع العيدروس ليواري جثمانهما الثرى في مقبرة القطيع بعدن القديمة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».