واشنطن ترفض التفاوض حول تطبيق العقوبات على حزب الله

مسؤول أميركي في بيروت: نحن هنا من أجل تطبيقها وليس بحث أي شيء آخر

واشنطن ترفض التفاوض حول تطبيق العقوبات على حزب الله
TT

واشنطن ترفض التفاوض حول تطبيق العقوبات على حزب الله

واشنطن ترفض التفاوض حول تطبيق العقوبات على حزب الله

نقل نائب وزير الخزانة الأميركية دانيال غلايزر، إلى القيادات السياسية اللبنانية والمؤسسات المصرفية، موقف بلاده الذي يشدد على تطبيق القانون الذي أقره الكونغرس، ويحظر التعامل ماليًا مع ما يسمى «حزب الله» بوصفه منظمة إرهابية، وتأكيده «عدم التهاون في تطبيق هذا القانون الذي يطال الحزب كيانًا وقيادة وأفرادًا». وفي المقابل، أعلنت جمعية المصارف اللبنانية، عن «التزام المصارف بالمتطلبات الدولية»، واعتبرت أن «تطبيق العقوبات هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه، ومصلحة جميع المتعاملين مع المصارف ما يؤمن لهم سلامة واستمرارية العمل من خلال النظام المالي العالمي».
وفي إطار جولته على المسؤولين اللبنانيين، زار غلايزر، يرافقه القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان السفير ريتشارد جونز، رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، وأفاد بيان رئاسة الحكومة بأن اللقاء «تخلله عرض لمختلف الأوضاع». والتقى المسؤول الأميركي أيضًا رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري في «بيت الوسط» بحضور مستشار الحريري للشؤون الاقتصادية مازن حنا، وتناول اللقاء الموضوعات ذات الصلة بزيارته إلى لبنان، قبل أن يلتقي أيضًا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
ووفق المعلومات المستقاة من لقاءات غلايزر في بيروت، فإن الأخير أوضح أن «القانون الأميركي لا يستهدف فئة أو طائفة لبنانية بذاتها، بقدر ما يستهدف ما يسمى (حزب الله) كيانًا وأفرادًا وقيادة». وشدد على أنه «لا يزور لبنان للتفاوض بشأن القانون، والإدارة الأميركية لا تستقبل وفودًا لبنانية للأخذ والرد بشأنه، بل من أجل تطبيقه». وأكد نائب وزير الخزانة الأميركي على «أهمية التدقيق في العمليات المالية وقيمتها ووجهتها»، معتبرًا أنه «إذا كانت الدولة اللبنانية حريصة على الدخول إلى النظام المصرفي والمالي الأميركي وترغب في التعامل معه، عليها أن تحترم القوانين الأميركية وتطبقها».
إلى ذلك، عقد غلايزر وفريق عمله والوفد المرافق له، اجتماعًا مع جمعية المصارف اللبنانية بمقرها في منطقة الصيفي، حضره رئيس الجمعية الدكتور جوزيف طربيه، ومجلس الإدارة والأمين العام. وأعلنت الجمعية في بيان أن اللقاء «تخلله استعراض الأوضاع المالية والمصرفية في لبنان والمنطقة، مع التركيز على التدابير التي تتخذها المصارف اللبنانية في سياق إدارة المخاطر، التزاما بأصول العمل المصرفي السليم والمتقيد بالقرارات الدولية، ولا سيما الالتزام الصحيح والعادل بقانون العقوبات الأميركية الصادر في 18-12-2015، والمتعلق بما يسمى (حزب الله)».
وأشار البيان إلى أن رئيس الجمعية ذكّر بأن «مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب هو عمل مستمر وثقافة بالنسبة إلى القطاع المصرفي اللبناني، كما تدل على ذلك من جهة أولى التشريعات والتعاميم الصادرة عن السلطات اللبنانية كافة، ومن جهة ثانية السياسات والممارسات التي تنفذها الدولة اللبنانية على كل مستوياتها العامة والخاصة. فكل ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد والبلد واللبنانيين». ثم قال: «يندرج في إطار هذه الجهود القانون رقم 44 الذي أقره المجلس النيابي في 24-11-2015 المتعلق بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وكذلك تعاميم مصرف لبنان، وخصوصا التعميم 126 والتعميم 137. وقد أضيف إليها أخيرا إعلام هيئة التحقيق الخاصة رقم 20 الصادر يوم أمس (الأول) والذي يوضح آلية تطبيق القانون الأميركي الصادر في 18-12-2015».
ولقد نوه طربيه بـ«أداء السلطتين المالية والنقدية التي نجحت في بناء شبكة أمان حول القطاع المصرفي اللبناني، كونه الركيزة الأساسية للاقتصاد اللبناني»، لافتا إلى أن الجمعية «يهمها أن تؤكد أن التزام المصارف بالقوانين اللبنانية وبالمتطلبات الدولية، بما فيها تطبيق العقوبات موضوع الزيارة هو من المستلزمات الضرورية لحماية مصالح لبنان والحفاظ على ثروة جميع أبنائه، وعلى مصلحة جميع المواطنين والمتعاملين مع المصارف، ما يؤمن لهم سلامة واستمرارية العمل من خلال النظام المالي العالمي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.