وصف بروس روبرتسون، المدير التنفيذي لشركة «جاغوار - لاندروفر» في منطقة الشرق الأوسط، السعودية بأنها دولة طموحة، وقال إن الكشف عن «رؤية 2030» سوف يحقق تغييرات جذرية في المناخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في البلاد. وأضاف أن السعودية هي واحدة من أكبر شريكين في المنطقة لشركته، مؤكدًا أنه «من دواعي الفخر العميق، أن ندعم رؤية ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمملكة».
وأكد روبرتسون في حوار مع «الشرق الأوسط» أن القطاع الخاص يمكنه أن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق أهداف التنوع الاقتصادي في المملكة ضمن «رؤية 2030». وعلى سيبل المثال، فإن أحد الأهداف هو رفع حصة القطاع الخاص من الناتج الوطني الإجمالي من 40 في المائة إلى 60 في المائة. موضحًا أنه يمكن للقطاع الخاص أن يحقق ذلك عن طريق المساهمة في جانب تشغيل الأيدي العاملة السعودية.. مشيرًا إلى أن شركته تعمل بالتناسق مع هذه الأهداف.
ويرى روبرتسون فرص نمو كامنة في الاقتصاد السعودي، حيث تستمر السوق السعودية في التوسع والنشاط. وهو يأمل أن تتوسع أعمال الشركة أيضًا في السوق السعودية، لكي تدعم أهداف الاقتصاد السعودي على المدى الطويل ضمن «رؤية 2030». وفيما يلي نص الحوار..
* كيف تنظرون إلى «الرؤية السعودية 2030»؟
- لقد كانت السعودية دومًا دولة طموحة، وأعتقد أن الكشف عن «رؤية 2030» والإجراءات التي تتخذ من أجل وضع هذه الرؤية محل التنفيذ، سوف تحقق تغييرات جذرية في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في البلاد. وتظل السعودية واحدة من أكبر سوقين لنا في المنطقة، إلى جانب سوق الإمارات. ومن دواعي الفخر العميق لنا دعم رؤية ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمملكة.
* كيف يمكن لشركة «جاغوار - لاندروفر» الاستفادة من الاستراتيجية السعودية؟ وما انعكاسات «رؤية 2030» على المملكة وعلى المنطقة؟
- أعتقد أن لدى القطاع الخاص دورًا محوريًا يلعبه في مساعدة السعودية على تحقيق التنوع الناجح للاقتصاد ضمن «رؤية 2030». وعلى سبيل المثال، فإن أحد أهداف الاستراتيجية هو زيادة حصة القطاع الخاص من الناتج الوطني الإجمالي من 40 في المائة إلى 60 في المائة، وأيضًا خفض معدلات البطالة من 11.5 في المائة إلى سبعة في المائة. وهذه فرصة جيدة للقطاع الخاص للمساهمة في دعم هذه الأهداف بتوفير المزيد من فرص العمل للقوى العاملة السعودية.
وكشركة سيارات رائدة بتراث راسخ في المنطقة، فإن استراتيجيتنا كانت دومًا التوافق مع أساسيات الأسواق التي نعمل بها. ونحن نرى إمكانات النمو، خصوصًا في قطاع السيارات الفاخرة في السعودية، كما ستلعب المملكة دورًا مهمًا في نمو الأعمال في السنوات المقبلة. وتشير التوقعات إلى نمو قطاع السيارات في المملكة، ونأمل في أن نستمر في التوسع في أعمالنا في السوق، مع دعم الأهداف طويلة المدى التي رسمتها «رؤية 2030».
* كيف كان إنجاز «جاغوار - لاندروفر» في السوق السعودية؟ وما هي أهمية هذه السوق لشركتكم؟
- إن السوق السعودية حاليًا هي من أكبر أسواقنا في المنطقة، ولها أهمية استراتيجية بالنسبة لنا، ونرى فيها إمكانات نمو متميزة في قطاع السيارات الفاخرة. ونرى هذه السوق تلعب دورًا متزايدًا في نمو أعمالنا خلال السنوات المقبلة.
* وكيف كان وضعكم في المنطقة خلال عام 2015؟ وما استراتيجية الشركة لهذا العام؟
- على الرغم من أن عام 2015 كان عامًا به بعض التحديات للشركة، على خلفية المتغيرات في المنطقة، إلا أن «جاغوار لاندروفر» نجحت في تحقيق نمو سنوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل تنوع معروضاتنا وتفاني فريق العمل. وسوف نواصل تقديم أفضل المنتجات على المدى الطويل والتواصل مع المستهلكين. إن أعمالنا تحقق نموًا مربحًا في أسواق المنطقة، وكلي ثقة في أننا سوف نستمر في تحقيق نتائج إيجابية خلال عام 2016.
* هل ترى أن تراجع أسعار النفط من العوامل السلبية التي قد تؤثر على أهداف المبيعات للشركة في المنطقة؟
- إن الانعكاس المباشر لتراجع أسعار النفط أثر على كل أسواق الشرق الأوسط واقتصاداتها وأعمالها.. وفي تقييم نظرتنا إلى توقعات 2016 - 2017، أجرينا بعض التعديلات على أهداف مبيعاتنا المتوقعة وإنجاز القطاعات الاقتصادية التي نعمل بها. ونظل متفائلين بشأن الفرص الإقليمية، ونركز على ما نستطيع التأثير فيه في مجال أعمالنا.
* ما المنتجات الجديدة التي تنوي الشركة طرحها في أسواق المنطقة هذا العام؟
- طرحنا مؤخرًا بعض المنتجات المثيرة، ونعتقد أن الطرازات التي تقدمها «جاغوار لاندروفر» من أقوى المجموعات التي قدمناها. وننتظر بشغف رد فعل المستهلك لطرح واحدة من أكثر السيارات إثارة، وهي طراز جاغوار «إف بيس»، وهي سيارة رياضية رباعية عالية الإنجاز ومصممة من أجل الاستجابة والتأهب والديناميكية التي تشتهر بها «جاغوار».
وفي قطاع «لاندروفر»، تشمل التشكيلة التي نقدمها «لاندروفر ديسكفري سبور»، و«رينغ روفر إيفوك»، و«رينج روفر أوتوبيوغرافي». وسوف نواصل تقديم الجديد خلال بقية شهور العام المالي الحالي.
* هل توسعت شبكة معارض ومراكز خدمة الشركة في عام 2015؟ وما الاستثمارات المخصصة لهذا العام؟
- يبدو عام 2016 عامًا مليئًا بالنشاط؛ ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم للشركة. وسوف تنمو شبكة موزعينا إلى 64 موزعًا في 18 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017 - 2018. وبالإضافة إلى منشآتنا الحالية حول العالم، فقد أعلنا عن المزيد من الاستثمارات، تمثل فيما بينها المرحلة التالية من تحويل الشركة إلى شركة دولية واسعة الانتشار. وسوف نكون أول شركة بريطانية تفتتح مصنعًا لها في سلوفاكيا بتكلفة مليار جنيه إسترليني (نحو 1.5 مليار دولار)، وتشغيل 3800 عامل. وسيتم أيضًا إنتاج «إيفوك» من مصانعنا في البرازيل، إلى جانب سيارات «ديسكفري سبور».
* كيف تتعامل الشركة مع فيضان السيارات الرباعية الرياضية التي تصل إلى الأسواق تباعًا؟
- هناك متسع في الأسواق للجميع، ونتمنى حظًا سعيدًا لمنافسينا. ولكننا وضعنا القواعد الأساسية لقطاع السيارات الرباعية الرياضية منذ 67 عامًا من تاريخ علامتنا التجارية و45 عامًا من تاريخ القطاع الفاخر «رينغ روفر»، وأوسع تشكيلة من سيارات هذا القطاع تقدمها أي شركة في السوق. وبفضل التزامنا بالتفوق، نظل في موقع تنافسي جيد في لتعزيز موقع لاندروفر كأحد الشركات الرائدة في المنطقة وكسب ثقة المستهلك كشركة عالمية متخصصة في القطاع الرباعي الفاخر.
* ما تقنيات القيادة الذاتية التي تتيحها الشركة في سيارات عام 2016؟
- نحن نقدم بالفعل باقة من تقنيات مساعدة السائق في سيارات جاغوار لاندروفر، منها نظام كروز الفعال متغير السرعة، والمكابح التلقائية في الطوارئ، ونظم المحافظة على حارة السير وعلى صف السيارة، ومجسات عمق المياه في سيارات لاندروفر. ونحن نعمل الآن عبر كثير من الأبحاث على إنتاج سيارات ذاتية القيادة وشبه ذاتية القيادة، ونقوم باختبار بعضها بالفعل. ومثل بعض منافسينا، سوف تصبح سياراتنا الذكية حقيقة واقعة في غضون عشر سنوات.
* هل قررت الشركة ما سوف تكون عليه تقنيات الطاقة البديلة في المستقبل بين السيارات الهايبرد أو الكهربائية، أو تلك التي تعتمد على خلايا الوقود؟
- لاحظنا مؤخرًا زيادة شعبية السيارات المحافظة على البيئة بين المشترين في منطقة الشرق الأوسط وفي مناطق العالم الأخرى. وتطلب فئات متعددة من المستهلكين، سيارات أنظف وأكثر كفاءة في التشغيل. وتعمل صناعة السيارات في مجملها على تصميم سيارات المستقبل بمواصفات النظافة والكفاءة والتواصل والذكاء. وكأحد شركات القطاع الفاخر، تلتزم شركة «جاغوار - لاندروفر» بتقديم سيارات للبيئة المستدامة، سواء كان ذلك في أسلوب التصنيع أو في تشغيل واستخدام سياراتنا، أو حتى في إعادة تدوير سياراتنا بعد الاستهلاك.
ونحن الآن متقدمون في استعمال الألمنيوم الخفيف والمحركات النظيفة، بالإضافة إلى كثير من تقنيات الهايبرد والكهرباء. وسوف نستمر في تقديم هذه التقنيات في المستقبل.
* لماذا توقفت الشركة عن إنتاج سيارات دفندر؟ وهل تنوي الشركة إنتاج خليفة لها؟
- إن سيارات دفندر الحالية دخلت مرحلة نهاية إنتاجها من مصانعنا. وأي سيارة عادية كان يجب استبدالها بعد خدمة امتدت إلى 67 عامًا، ومع ذلك فالقليل جدًا تغير في هذه السيارة منذ بداية إنتاجها. وسوف تبقى «دفندر» جزءًا من استراتيجية منتجات الشركة في المستقبل، وقد حان الوقت لهذه الأيقونة الدولية لكي تتطور. ومن الطبيعي أن تستخدم الشركة تقنياتها المتقدمة وقدراتها الهندسية الفائقة وخبراتها من ضمان استمرارية «دفندر».
* ما أفضل الطرازات مبيعًا في السوق السعودية؟
- في قطاع لاندروفر، يعد طرازا «رينغ روفر» و«رينغ روفر سبور» هما الأفضل مبيعًا في السوق السعودية، بينما استمر طراز «إيفوك» في النمو السريع منذ تدشينه في السوق عام 2010. أما بالنسبة لقطاع «جاغوار»، فلدينا منتجات متعددة مثل فئات «إكس جي» و«إكس إف» الجديدة، و«إف تايب» المكشوفة والكوبيه، وهي فئات تناسب قطاعات مستهلكينا في الشرق الأوسط. ويعد طراز «إكس جي» هو الأفضل مبيعًا ونجاحًا عبر السنين، وسوف ينعكس ذلك إيجابيًا على نتائج مبيعات «جاغوار» هذا العام.