الجزائر: كل محاولة لإبعاد نزاع الصحراء عن مبدأ {تصفية الاستعمار} ستعطل التسوية

«أمنيستي» تدين حبس مدون جزائري نشر صورا مسيئة لبوتفليقة وسلال

الجزائر: كل محاولة لإبعاد نزاع الصحراء عن مبدأ {تصفية الاستعمار} ستعطل التسوية
TT

الجزائر: كل محاولة لإبعاد نزاع الصحراء عن مبدأ {تصفية الاستعمار} ستعطل التسوية

الجزائر: كل محاولة لإبعاد نزاع الصحراء عن مبدأ {تصفية الاستعمار} ستعطل التسوية

قالت السلطات الجزائرية إنها تشيد باعتماد اللجنة الرابعة في لأمم المتحدة مشروع قرار حول نزاع الصحراء، توصي من خلاله الجمعية العامة، بدعم مسار التفاوض بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم، يقبله الطرفان ويفضي إلى تقرير المصير في الصحراء.
وذكر عمار بلاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان وزعه على الصحافيين أمس، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن مشروع القرار «يؤكد من جديد على أولوية المبدأ المركزي المتعلق بتقرير المصير، ويأتي مطابقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، كما يؤكد مسؤولية المنظومة الأممية في ضمان تسوية هذه المسألة (نزاع الصحراء)».
وأوضح بلاني أن الجزائر «تعتبر كل محاولة لإدراج نزاع الصحراء في سياق مغاير، أو طرح مغاير لمبدأ تصفية الاستعمار، لن يزيد سوى في تعطيل تسويته، ويقوض الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس».
يشار إلى أن نزاع الصحراء الذي يسمم العلاقات بين أكبر بلدين مغاربيين، جرى التطرق إليها في نقاشات اللجنة الرابعة للأمم المتحدة. وشارك في النقاش الدول الأعضاء في المنظومة الأممية والمجتمع المدني الدولي.
ويعد نزاع الصحراء عقبة تحول دون تطبيع العلاقة بين الجزائر والمغرب، وكان دائما محل تراشق لفظي حاد بين مسؤولي البلدين. وترى الجزائر أن القضية ثنائية بين الرباط وجبهة البوليساريو، في حين يقول المغرب إن النزاع «مفتعل من طرف الجزائر»، التي يعدها «طرفا أساسيا في النزاع».
من جهة أخرى، ندد فرع المنظمة الحقوقية الدولية (أمنيستي) بشمال أفريقيا والشرق الأوسط أمس في بيان، باعتقال مدون جزائري بسبب نشر صور مسيئة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، بصفحته في «فيس بوك». وطالبت السلطات بالإفراج عنه «عاجلا» بعد أن سجنته منذ أسبوع. وقال فيليب لوثر، مدير برامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «أمنيستي إنترناشيونال» إن السلطات الجزائرية «تحاول خنق الأصوات والانتقادات في هذه المرحلة التي تتسم بانعدام وضوح الرؤية، والتي تسبق الانتخابات الرئاسية المنتظرة العام المقبل»، في إشارة إلى الغموض السائد حول ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة، بعد تدهور حالته الصحية.
وقال المحامي أمين عبد الرحمن سيدهم، منسق شبكة المحامين الجزائريين المدافعين عن حقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن المدون عبد الغني علوي، يوجد حاليا في سجن «سركاجي» بالعاصمة، ويواجه السجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات نافذة نظرا لطبيعة مواد قانون العقوبات الذي طبقت عليه، والتي تتناول تهمتي «إهانة هيئة نظامية» و«الإشادة بأعمال إرهابية».
وأوضح المحامي أن التهمة الأولى تتعلق بصور نشرها الشاب عبد الغني (24 سنة) بصفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي، يسخر فيها من الرئيس بوتفليقة ومن رئيس الوزراء سلال. وكتب المدون، حسب محاميه، «ارحل عنا»، ويقصد بوتفليقة. أما التهمة الثانية المتصلة بالإرهاب، فأصلها معطف أبيض مكتوب عليه بالأسود «لا إله إلا الله» عثر عليها رجال الأمن عندما فتشوا بيت علوي، وجرى تكييفها على أنها «إشادة بالإرهاب».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.