وزير العدل المغربي يعلن عن تعديلات جديدة لقانون العقوبات

تضمنت تجريم الاختفاء القسري واعتماد عقوبات بديلة

وزير العدل المغربي يعلن عن تعديلات جديدة لقانون العقوبات
TT

وزير العدل المغربي يعلن عن تعديلات جديدة لقانون العقوبات

وزير العدل المغربي يعلن عن تعديلات جديدة لقانون العقوبات

أعلن مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المغربي، عن التعديلات الجديدة التي تعتزم الحكومة إدخالها على قانون العقوبات، الذي ستتم الموافقة عليه خلال المجلس الحكومي غدا الخميس.
وترمي التعديلات، وفق المذكرة التفصيلية المرفقة لمشروع الإصلاح إلى توفير أجوبة للتحديات التي يفرزها التطور المتسارع لأساليب الجريمة، وإيجاد حلول لبعض الثغرات ومكامن النقص التي أفرزتها الممارسة العملية.
واعتبر الرميد في المذكرة أن إصلاح مدونة (قانون) العقوبات قبل ثلاث أشهر على نهاية الولاية الحكومية والتشريعية، أصبح أمرا لا يمكن التغاضي عنه أو تأجيله. وتضمنت قائمة التعديلات الجديدة تجريم الاختفاء القسري الذي خصه القانون الجديد بعقوبات تصل إلى 30 سنة سجنا، وغرامة مالية تصل إلى 5500 دولار، إذا تم الاختفاء من دون إشعار السلطات القضائية، في حالة ارتكب الاختفاء في حق قاصر أو شخص يعاني من إعاقة بدنية أو ذهنية.
وشملت الإصلاحات أيضا إدراج جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، ملائمة مع اتفاقية جنيف المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني ونظام روما، الذي يشكل النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ورغم محافظة مشروع القانون على مفهوم العقوبة، إلا أن التعديلات توخت تحقيق ردع مرتكب الجريمة وإصلاحه. وتضمنت التعديلات كذلك منح قضاة المحكمة صلاحية التوقيف الجزئي للعقوبات السجنية التي لا تتجاوز عشر سنوات، بالإضافة إلى التخفيف من العقوبة المقررة بشأن المحاولة في ارتكاب الجرائم، حيث أصبحت العقوبة المخصصة لمحاولة القتل أخف من العقوبة المطبقة على الجريمة التامة.
وشملت التعديلات إعادة تنظيم المسؤولية الجنائية للشخص الاعتباري، وذلك باستثناء الدولة صراحة من أي مساءلة جنائية مع التنصيص على أن إقرار هذه المسؤولية لا تنفي مسؤولية الشخص الذاتي مرتكب الجريمة بصفته فاعلا أصليا أو مشاركا أو مساهما.
ونصت التعديلات التي تعتزم الحكومة إدراجها ضمن قانون العقوبات الجديد، إقرار عقوبات بديلة عن العقوبات السالبة للحرية في الجنح التي لا تتجاوز عقوبتها الحبسية مدة سنتين، حيث يمكن استبدالها بدفع الجاني للغرامة اليومية أو العمل لأجل المنفعة العامة.
واستثنت التعديلات استفادة بعض الجنح الخطيرة من العقوبات البديلة، خصوصا تلك المتعلقة بجنح الاختلاس والغدر والرشوة واستغلال النفوذ والإثراء غير المشروع أو الاتجار غير المشروع في المخدرات أو الاتجار في الأعضاء البشرية أو تهريب المهاجرين أو الاستغلال الجنسي للقاصرين.
وأهم ما تضمنته التعديلات الجديدة هو تجريم الثراء غير المشروع، وذلك بمعاقبة الجاني بالحبس من سنة إلى خمس سنوات، وأداء غرامة مالية تصل إلى 5500 دولار، لكل من ثبت في حقه بعد مزاولته الوظيفة العمومية، أن ذمته المالية أو ذمة أولاده القاصرين عرفت زيادة كبيرة، وغير مبررة، مقارنة مع مصادر دخله المشروع، مع مصادرة أملاكه.
وتوعدت الإصلاحات الجديدة منظمات تهجير البشر سواء بإدخالهم إلى المغرب أو إخراجهم منه من دون سند قانوني وخارج المراكز الحدودية، بعقوبة 20 سنة سجنا و100 مليون سنتيم غرامة إذا قام مرتكبو عقوبة التهجير غير القانوني باستغلال الأطفال أو أصحاب الإعاقة أو نساء حوامل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».