ليست المرة الأولى التي تتزاوج فيها الموضة مع السينما أو المسرح، فقد شهدنا أفلامًا سينمائية كثيرة تعتمد على الموضة بالتعاون مع مصممين معروفين، أو تقوم عليها باستكشاف دهاليزها وكشف خباياها، لكنها المرة الأولى التي تخرج فيها صوفيا كوبولا مسرحية أوبرالية بحجم «لاترافياتا». ولم تخف المخرجة الشابة أنها ترددت كثيرًا قبل أن توافق على هذه الخطورة لأن الإخراج المسرحي، عموما، والأوبرالي خصوصًا، يختلف تمامًا عن الإخراج السينمائي، لكنها بعد تفكير، قررت أن تقبل التحدي، خصوصًا وأنها ستتعاون مع المخضرم فالنتينو غارافاني.
بعد ترقب طويل، افتتح العرض مساء يوم الأحد الماضي. ونظرة إلى الصور التي تداولتها وكالات الأخبار ووزعتها دار «فالنتينو» على وسائل الإعلام، تؤكد أن الفعالية لم تمر مرور الكرام وأنها كانت بمثابة عرض أزياء ضخم على المسرح. فبينما صمم السيد فالنتينو أربعة فساتين للبطلة «فيوليتا»، أدخل فيها طبعًا جرعات من اللون الأحمر، ماركته المسجلة، صممت ماريا غراتزيا تشيوري وبيير باولو بيكيولو، مصمما دار «فالنتينو» حاليًا، أزياء باقي الشخصيات بما فيها الكومبارس، بحيث بلغ مجموع التصاميم نحو 1200. واعترف المصممان أنهما أخذا وجهة نظر ترجمة صوفيا كوبولا العصرية للأوبرا، مما يفسر تميزها ببعض الخفة والانطلاق عوض الصرامة التي التصقت بها، بحكم أنها ألفت في العهد الفيكتوري. لائحة الضيوف أيضًا كانت مثيرة ومتنوعة، من إليزابيث هيرلي وكيني ويست وكيم كاردشيان وكيرا نايتلي إلى فرانسيس كوبولا، مرورًا بمصممي أزياء مثل دايان فون فورتنسبورغ وفريدا جيانيني، مصممة الدار السابقة، وسيلفيا فندي، التي علقت بعد العرض أن «المسرحية تعكس طريقة تفكير صوفيا كوبولا الشبابية»، بينما علقت النجمة مونيكا بيلوتشي، التي تستعد لفيلمها الجديد، الذي ستلعب فيه دور مغنية أوبرا: «جميل أن نموت من أجل الحب، كما في (لاترافياتا) لكن للأسف لم يعد هذا يحصل في أرض الواقع حاليًا».
ويذكر أن ما حصل في أرض الواقع أن الأوبرا، جذبت حتى قبل عرضها، الكثير من الأنظار وحققت الكثير من الإيرادات، نحو 1.3 مليون دولار. وهناك طلبات بنقل عرضها إلى اليابان وبلدان أخرى. بعد العرض، صرح المصمم فالنتينو بفخر أن «لاترافياتا» تجسد كل ما هو رومانسي في الحياة بأسلوب راقٍ، مضيفًا: «لست ضد حفلات الروك أند رول، لكننا بتنا نفتقد الرومانسية ونحتاجها».
وربما هذا ما يمكن أن تحققه هذه المسرحية بترجمتها الكلاسيكية البسيطة، بجمعها الموضة والإخراج السينمائي إلى حد ما، وهو جذب شريحة شابة لم تعش عهد الأوبرا الزاهر. وهذا ما فسرته ماريا غراتزيا تشيوري بتشبيهها الأوبرا بالـ«هوت كوتير» قد لا يفهمها كثير من الناس، لكن ما إن تتعرف عليها عن قرب وتتذوقها حتى تقدرها «يمكنك أحيانًا أن تقع في حب ما لم تكن تعرفه من قبل»، مؤكدة بأنه بإمكان الموضة والسينما والأوبرا تقديم فكر جديد من زوايا مختلفة.
تعتبر هذه أول فعالية ثقافية تحت مظلة «منظمة فالنتينو غارافاني وجيانكارلو جياميتي» وتقدر تكاليفها بمليوني دولار.
7:57 دقيقة
صوفيا كوبولا وفالنتينو.. زواج الموضة والمسرح
https://aawsat.com/home/article/647486/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A7-%D9%83%D9%88%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%88-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD
صوفيا كوبولا وفالنتينو.. زواج الموضة والمسرح
«لاترافياتا» بترجمة سينمائية جديدة.. تحقق مليون دولار
- لندن: جميلة حلفيشي
- لندن: جميلة حلفيشي
صوفيا كوبولا وفالنتينو.. زواج الموضة والمسرح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة