«شمشون» الأسطوري.. هل صهره الألمان إبان الحرب العالمية الثانية لصنع السلاح؟

جعل الروس منه رمزًا لنصرهم على السويد واختفى مع دخول النازيين إلى بطرسبورغ

بيترهوف عام 1984 وفي الوسط نافورة «شمشون يمزق فك الأسد» بعد الترميم وسكب تمثال «شمشون».
بيترهوف عام 1984 وفي الوسط نافورة «شمشون يمزق فك الأسد» بعد الترميم وسكب تمثال «شمشون».
TT

«شمشون» الأسطوري.. هل صهره الألمان إبان الحرب العالمية الثانية لصنع السلاح؟

بيترهوف عام 1984 وفي الوسط نافورة «شمشون يمزق فك الأسد» بعد الترميم وسكب تمثال «شمشون».
بيترهوف عام 1984 وفي الوسط نافورة «شمشون يمزق فك الأسد» بعد الترميم وسكب تمثال «شمشون».

بعد مضي ما يزيد عن سبعة عقود، لم يفقد علماء الآثار والمؤرخون الروس الأمل حتى اليوم في الحصول على معلومات دقيقة حول مصير التمثال الشهير «شمشون يمزق فك الأسد»، الواقف وسط نافورة الماء الرئيسية قبالة القصر في بيترهوف، بالقرب من مدينة بطرسبورغ الروسية (ليننغراد سابقًا). وفي مؤتمر صحافي بمناسبة افتتاح نوافير بيترهوف الشهيرة خلال موسم ربيع هذا العام، قالت يلينا كالينتسكايا، المديرة العامة لمجمع بيترهوف التاريخي إن مصير تمثال «شمشون»، الذي اختفى منذ 71 عامًا، ما زال مجهولاً منذ أن سرقه النازيون عندما دخلوا المدينة إبان الحرب العالمية الثانية.
وكشفت كالينسكايا عن انضمام عدد من المحققين الألمان إلى البحث المستمر منذ عقود عن تمثال «شمشون»، لكن دون أن تساعد نتائج تحقيقاتهم في التوصل إلى استنتاج دقيق تمامًا حول مصيره، واستطردت موضحة أن «المحققين الألمان عرضوا وثائق تاريخية حول صهر المعادن في تلك المرحلة في ألمانيا، وهم واثقون أن تمثال شمشون كان بين ما تم صهره»، إلا أن تلك المعلومات لم تكن كافية بالنسبة للمؤرخين الروس ومنهم مديرة مجمع بيترهوف، التي قالت: «نحن علماء تاريخ ونحتاج إلى معلومات دقيقة وموثقة» تساعد على تحديد مصير تمثال «شمشون يمزق فك الأسد» بدقة. وأكدت بعد ذلك أنه وعلى الرغم من عدم توصل التحقيقات والبحث المستمرين دومًا عن ذلك التمثال إلى أية نتائج ملموسة تساعد على تحديد مكان «شمشون»، فإن العاملين في المدينة التاريخية، التي أصبحت اليوم واحدة من أهم المعالم التاريخية، لم يفقدوا الأمل بأن يتمكنوا ذات يوم من الكشف عن الحقيقة كاملة حول مصير ذلك التمثال.
ويقف تمثال «شمشون يمزق فم الأسد» في وسط بحيرة قبالة القصر الرئيسي في مجمع بيترهوف، وهو أكبر وأقوى نافورة ماء في المجمع، حيث ينتصب على قاعدة من الغرانيت ارتفاعها ثلاثة أمتار، ومن فم الأسد الذي يبدو شمشون وهو يمزقه تنطلق نافورة ماء تصل حتى ارتفاع 21 مترًا. وتحيط شمشون عند قدميه ثمانية تماثيل لدلافين ذهبية، عبارة عن نوافير جانبية، بينما تضم القاعدة السفلى أربعة رؤوس لأسود تنساب المياه من أفواههم ويمثلون الاتجاهات الأربع. وتم نصب هذا التمثال عام 1735، بمناسبة مرور ربع قرن على انتصار الروس في معركتهم ضد السويد قرب بالتافا (مدينة أوكرانية حاليًا).
وتعود فكرة إنشاء مجمع بيترهوف، ومخططاته الرئيسية وأفكار تصميمه الفني إلى قيصر روسيا بطرس الأول. بينما تم سكب ونحت تمثال «شمشون يمزق فك الأسد» وفق نموذج للنحات الشهير بارتولوميو كارلو راستريلي.
وإبان الحرب العالمية الثانية سيطرت القوات النازية على مجمع قصر بيترهوف، الذي اختفى منه حينها تمثال «شمشون». ويسود اعتقاد بأن ألمانيا النازية قامت بصهره لأغراض عسكرية. إلا أن السلطات السوفياتية، وبعد أن انتصرت في الحرب العالمية الثانية واستعادت السيطرة على كامل الأراضي، بما في ذلك بيترهوف، تعاملت مع قضية بقاء التمثال في موقعه في مدينة القيصر بطرس على أنها مسألة كرامة وشرف، لذلك قام النحات السوفياتي فاسيلي سيمونوف ومساعده ميخائيلوف بدراسة دقيقة لمخططات بيترهوف كما كانت عليه قبل الحرب.
ومن ثم صمموا مجسمًا تم بفضله سكب تمثال «شمشون يمزق فك الأسد» من جديد. وفي عام 1947 تم افتتاح نافورة «شمشون»، بينما تأخر العمل بعض الشيء بالنسبة للنوافير - الدلافين الثمانية عند قدمي «شمشون»، التي تمكن النحاتون السوفيات من إعادة سكبها بحلول عام 1956.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.