ترامب يؤكد تلقي دعوة من كاميرون لزيارة لندن.. ويجده «لطيفًا»

البيانات الضريبية للمرشح الجمهوري تثير فضول الشارع الأميركي

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يزور استوديوهات «آبي روود» برفقة الوزيرة السابقة تيسا جويل أول من أمس (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يزور استوديوهات «آبي روود» برفقة الوزيرة السابقة تيسا جويل أول من أمس (رويترز)
TT

ترامب يؤكد تلقي دعوة من كاميرون لزيارة لندن.. ويجده «لطيفًا»

رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يزور استوديوهات «آبي روود» برفقة الوزيرة السابقة تيسا جويل أول من أمس (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يزور استوديوهات «آبي روود» برفقة الوزيرة السابقة تيسا جويل أول من أمس (رويترز)

أكد المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، أول من أمس، أنه تلقى دعوة من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، لزيارته في مقر رئاسة الوزراء بلندن، وذلك بعد تبادل الرجلين انتقادات حادة.
وصرح ترامب لقناة «إم إس إن بي سي»، بأن كاميرون «يرغب الآن في أن أزور 10 شارع داونينغ ستريت (عنوان مقر رئاسة الوزراء). وجهوا الدعوة قبل نحو يومين»، مضيفا: «وقد ألبّيها». ولفت إلى أنه في حال تولّيه الرئاسة فـ«ستكون علاقاتنا جيدة».
من جانبه، أكد مكتب كاميرون لوكالة الصحافة الفرنسية، أن استقبال رئيس الوزراء لمرشحي الرئاسة الأميركية الذين يحظون بتسمية حزبهم «إجراء معتمد منذ زمن طويل»، لكن متحدثا باسم رئاسة الوزراء تدارك «لكن نظرا إلى عدم تعيين الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) مرشحيهما (حتى الآن)، لم يحدّد أي موعد» للقاء ترامب.
ومعلوم أن ترامب بات المرشح الجمهوري الوحيد المتبقي في السباق إلى الرئاسة، وما زال عليه الفوز بالتعيين في مؤتمر حزبه العام في يوليو (تموز).
وفي ديسمبر (كانون الأول)، ندّد كاميرون باقتراح الملياردير الأميركي إغلاق حدود الولايات المتحدة أمام المسلمين. وقال رئيس الوزراء البريطاني أمام برلمان بلاده أن تصريحات ترامب «غبية وخاطئة، وإذا أتى إلى بلادنا فسنقف جميعا متحدين ضده». ومؤخرا، ردّ ترامب «بالتأكيد.. إذا انتخبت رئيسا في نوفمبر (تشرين الثاني)، فربما لن تكون هناك علاقات جيدة جدا» مع كاميرون.
وأثارت هذه التصريحات انتقادات منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، التي اتّهمته بأنه يتهجّم على «أقرب حلفاء» واشنطن. لكن ترامب قال عبر «إم إس إن بي سي» أول من أمس (الجمعة): «لم أتهجّم عليه»، في إشارة إلى كاميرون، مضيفا أنه بات «يرغب الآن في أن أزور 10 شارع داونينغ. دعوني قبل يومين. سيكون كل شيء بخير مع ديفيد كاميرون. أجده لطيفا. لكنهم طلبوا مني الذهاب إلى 10 شارع داونينغ. وقد أذهب». وأضاف: «ستكون علاقاتنا جيدة، لا بل ستتحسن».
من جهته، أفاد متحدث باسم كاميرون الأسبوع الماضي، بأن الأخير ما زال «يختلف» مع المرشح الأميركي بشأن سياسته إزاء المسلمين، لكنه «كان واضحا في التأكيد أنه سيعمل مع أي مرشح يصبح رئيسا للولايات المتحدة».
من جهة أخرى، وجّه رئيس بلدية لندن المنتخب مؤخرا المسلم صديق خان دعوة علنية إلى ترامب، علما بأنه ندّد «بنظرته الجاهلة إلى الإسلام»، لافتا إلى أن خطابه يجعل العالم أكثر خطورة. وردّ ترامب هذا الأسبوع عبر قناة «آي تي في» قائلا: «أعتقد أنها تصريحات فظة، بصراحة، انقلوا له أنني سأذكرها».
وكرر ترامب أول من أمس (الجمعة) موقفه المؤيد لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، قبل شهر من استفتاء في البلاد بهذا الشأن، وقال عبر «إم إس إن بي سي»: «بصراحة، لو كنت بريطانيا العظمى لخرجت من الاتحاد الأوروبي».
من جهة أخرى، أثار ترامب هذا الأسبوع تساؤلات حول بياناته الضريبية بعد أن أكّد أن ثروته تقدّر بأكثر من 10 مليارات دولار.
«هذا الأمر لا يعنيكم»، أجاب ملياردير العقارات على قناة «إيه بي سي» عند سؤاله حول ضرائبه. لكنه أقر لاحقا «أكافح بشدة لدفع أقل قدر ممكن من الضرائب (..) لأن هذا البلد يهدر أموالنا». وأضاف أنه لا يملك حسابا في أي مصرف في سويسرا أو أي مكان آخر في الخارج، معتبرا أنه ليس من حق الناخبين الاطلاع على تصريحه الضريبي.
وقبل أيام، تذرع بتدقيق ضريبي جار لتجنب نشره، مؤكدا أنه مستعد لذلك عند انتهاء التدقيق. لكن حتى لو وفي بوعده، فإن الأمر سيستغرق سنوات. إلا أن تمنّعه لفت الأنظار، بما في ذلك بين صفوف حزبه. واعتبر المرشح الجمهوري السابق الثري، ميت رومني، المعادي لترامب على صفحته على «فيسبوك» أن هذا الرفض «يجرّده من الأهلية». ولفت رومني كذلك إلى أن التدقيق الضريبي لا يمنع بأي شكل نشر الوثيقة الضريبية، معتبرا أن التفسير الوحيد لرفض نشرها يكمن في احتوائها على بيانات «متفجرة غير متوقعة».
ومنذ عام 1976، نشر جميع المرشحين الرئيسيين إلى الرئاسة الأميركية تصريحاتهم الضريبية. وأفاد خبراء بأن الملياردير ربما يدفع ضرائب قليلة، أو حتى شبه معدومة، في حال استغل جميع ثغرات التشريعات الضريبية والتخفيضات المتاحة للوكلاء العقاريين.
وتحدث ترامب الأسبوع الماضي عن عائدات تفوق 557 مليون دولار وثروة صافية تفوق 10 مليارات دولار، وذلك في تصريح مالي شخصي قدمه إلى اللجنة الانتخابية المالية، في إجراء إلزامي للمرشحين. وعلّق المسؤول في منظمة «شبكة العدالة الضريبية» الأميركية والمحامي السابق في لجنة مكافحة الصناديق الاحتكارية في مجلس الشيوخ، جاك بلوم: «مما لا شك فيه إطلاقا أن رجلا ضالعا في هذا القدر من الصفقات العقارية على ما هو دونالد ترامب، استفاد من كل الثغرات والتخفيضات في قطاع العقارات». وأضاف أن «تصريحه الضريبي قد يكشف عن كيفية قيامه بذلك، أي تحويل عائدات عادية إلى زيادة في رأس المال وتأخير تسديد الضرائب» باستخدام بعض الأحكام القانونية «وإقامة متاهة حصينة أمام مفتشي مصلحة الضرائب» الفيدرالية الأميركية.
وتعود «النافذة» الوحيدة إلى طريقة تصريح ترامب عن ضرائبه إلى عام 1981 عندما طلب ترخيصا لفتح ملهى ليلي في نيوجيرسي، بحسب صحيفة «واشنطن بوست». آنذاك، أكّد رجل الأعمال أن مجموع عائداته في 1978 و1979 شهد عجزا بلغ 3.8 ملايين دولار، ما أجاز له بحسب الصحيفة تجنب دفع ضرائب فيدرالية.
كذلك يجيز التصريح الضريبي الكشف عن هباته إلى الجمعيات الخيرية، وهو تفصيل يثير الاهتمام في الولايات المتحدة، لا سيما بعد تأكيده عند إطلاق حملته الرئاسية في العام الفائت أنه يهبها «أموالا طائلة».
في المقابل، تسعى حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي نشرت تصريحاتها الضريبية كل عام منذ 1977 إلى مضاعفة الضغوط على ترامب، فكثفت التركيز على هذا الموضوع. لذلك نشرت تسجيلي فيديو قصيرين خصص أحدهما لطرح «أربعة أمور قد يخفيها دونالد في وثائقه الضريبية»: «ربما يكذب بشأن ثروته» أو «ربما لا يسدد مستحقاته» أو «ربما لا يفعل أكثر من الكلام»، عندما يتحدث عن هبات إلى جمعيات خيرية. وأضاف الفيديو «ربما يكون أمرا آخر مختلفا تماما»، مستندا إلى تصريحات لرومني ومقتطفات صحافية وجيزة.
كما زودت حملة كلينتون، التي يرجح أن تواجه ترامب في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الرئاسية الصحافيين بنحو 12 مقالا بهذا الشأن.
لكن قطب الأعمال المعروف بالتفاوض على تخفيضات كبرى لمشاريعه الإعمارية لم يبد ردّ فعل يذكر. فعلى مستوى البلاد، تقلّص الفارق في نيات التصويت بينه وبين كلينتون التي لم تعد تتقدمه بأكثر من 3.1 نقاط كمعدل، بحسب موقع «ريل كلير بوليتيكس».



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.