وثيقة إسرائيلية تجيز نقل مناطق سكانية من إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية

السلطة وعرب الداخل يصفون الخطة المثيرة للجدل بـ«العنصرية»

وثيقة إسرائيلية تجيز نقل مناطق سكانية  من إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية
TT

وثيقة إسرائيلية تجيز نقل مناطق سكانية من إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية

وثيقة إسرائيلية تجيز نقل مناطق سكانية  من إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية

وضعت وزارة الخارجية الإسرائيلية رأيا قانونيا مثيرا للجدل، يبيح تنفيذ فكرة تبادل سكاني محتمل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي يؤيدها ويدعو لها بشدة وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وتثير نقاشا في إسرائيل، ويرفضها الفلسطينيون بشدة ويصفونها بـ«العنصرية».
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الرأي القانوني الذي طلبه ليبرمان، يجيز تبادل تجمعات سكنية كاملة بين الطرفين ضمن أي تسوية مستقبلية، على أن يجري ذلك بموافقة الجانب الفلسطيني، وألا تسحب جنسية سكان المنطقة مع تعويضهم كذلك.
وأعد الوثيقة الجديدة، المؤلفة من 18 صفحة تحت عنوان «تبادل أراض - نقل السيادة على مناطق مأهولة في إطار الحل الدائم مع الفلسطينيين - جوانب قانونية»، المستشار القضائي للخارجية أيهود كينان، الذي قال إن نقل مناطق مأهولة تحت سيادة إحدى الدول إلى دولة أخرى، لا يتعارض مع القانون الدولي، حتى إذا لم تكن هناك موافقة واضحة من قبل الجمهور المستهدف، ولم يجر استفتاء عام عليه. واستشهدت الوثيقة بخطوات مماثلة لنقل مناطق سكنية مأهولة وقعت بين الدول، من بينها الاتفاق بين اليونان وبلغاريا بعد الحرب العالمية الثانية، والاتفاق بين إسرائيل ومصر في عام 1950، والاتفاق بين فرنسا والجزائر في عام 1962، واتفاق توسعة مناطق في هونغ كونغ ونقلها من السيادة البريطانية إلى الصين عام 1997.
ويضع ليبرمان، وهو الحليف الاستراتيجي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مسألة نقل السيادة على منطقتي المثلث ووادي عارة (تجمعات فلسطينية داخل إسرائيل تضم عشرات الآلاف من الفلسطينيين) إلى الفلسطينيين ضمن تبادل أراض وسكان، كشرط أساسي للتوقيع على اتفاقية سلام. وكان ليبرمان أكد أنه لن يوافق على اتفاق لا يشمل إخراج وادي عارة والمثلث، من الحدود الإسرائيلية إلى الفلسطينية.
ويقول ليبرمان، إن خطته لتبادل الأراضي والسكان ليست «ترانسفير» (ترحيلا) جديدا، وإن الهدف منها هو نقل الخط الحدودي بين إسرائيل وفلسطين. وقالت هآرتس إن ليبرمان طرح موضوع تبادل الأراضي والسكان في كل لقاء أجراه خلال الشهرين الأخيرين مع وزراء خارجية دول غربية، وإنه يريد إحياء الفكرة في الخطاب الدولي في هذه المرحلة.
لكن المستشار القضائي للخارجية حذر من أن مقياس الشرعية الدولية تجاه خطة نقل السيادة على منطقة المثلث ووادي عارة إلى الفلسطينيين سيكون متأثرا بالدوافع والأهداف؛ نظرا لحساسية المسألة. وساق كينان على سبيل المثال رفض المجتمع الدولي خطوة مماثلة في جنوب أفريقيا في وقت سابق، واعتبارها محاولة لنزع مواطنة سكان جنوب أفريقيا السود من أجل ضمان غالبية بيضاء.
وحدد المستشار القانوني الشروط الواجب توفرها لتجاوز ذلك، ولكي تأخذ الخطوة المرجوة بعدا قانونيا، وفي مقدمتها موافقة واضحة من حكومة الدولة الفلسطينية على خطوة نقل السكان، وموافقتها الصريحة على منح مواطنتها للسكان الذين سيجري نقلهم، وإعطاء حق الاختيار للسكان بشأن مواطنتهم، إذ يمكن لأي منهم مواصلة الاحتفاظ بمواطنته الإسرائيلية، على ألا يملك حق التصويت للكنيست ولا يورث مواطنته لأكثر من الجيل الحالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.