مصر: الخارجية تشيد بالقضاء بعد إدانة 6 أشخاص بقتل مواطن فرنسي

طالبت بإتاحة الوقت الكافي لغلق ملف الباحث الإيطالي

مصر: الخارجية تشيد بالقضاء بعد إدانة 6 أشخاص بقتل مواطن فرنسي
TT

مصر: الخارجية تشيد بالقضاء بعد إدانة 6 أشخاص بقتل مواطن فرنسي

مصر: الخارجية تشيد بالقضاء بعد إدانة 6 أشخاص بقتل مواطن فرنسي

فيما بدا أنه رسالة مبطنة بعثتها وزارة الخارجية المصرية إلى إيطاليا على خلفية أزمة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، قالت الخارجية أمس إن الحكم القضائي الصادر بحق 6 مصريين أدينوا بقتل مدرس فرنسي يؤكد استقلال القضاء المصري.
واعتبرت الخارجية المصرية الحكم بمثابة دليل على صحة موقفها، الذي أكدت عليه في اتصالاتها مع «بعض الدول الأجنبية» بـ«ضرورة إتاحة الوقت الكافي للقضاء ليستكمل تناوله للقضايا بكل أبعادها».
وكانت إيطاليا قد أبدت تذمرها مما عدته «عدم تعاون» سلطات التحقيق المصرية في التحريات التي تجرى للكشف عن ملابسات مقتل ريجيني (28 عاما)، الذي عثر على جثته وعليها آثار تعذيب وحشي، وذلك بعد أيام من اختفائه الغامض في 25 يناير (كانون الثاني) العام الحالي.
وأثار حادث مقتل ريجيني ردود فعل غربية غاضبة بعد أن أشارت أصابع الاتهام إلى احتمال تورط الشرطة المصرية في مقتله، وهو الأمر الذي أعاد فتح ملف المدرس الفرنسي إريك لانج (49 عاما).
وعلى عكس الموقف الفرنسي الهادئ في التعاطي مع قضية لانج، لوحت إيطاليا باتخاذ إجراءات عقابية ضد القاهرة، كما استدعت سفيرها للتشاور قبل أن ترسل سفيرا غير مقيم للقاهرة.
وقتل لانج داخل محبسه في قسم قصر النيل بوسط القاهرة عقب أسبوع من إلقاء القبض عليه في الشارع أثناء سريان حظر التجوال، وذلك لعدم حيازته جواز سفر. وكان يعمل باحثا في المركز الفرنسي بالقاهرة، إلى جانب الدراسة.
وأدانت محكمة جنايات القاهرة، أول من أمس، 6 متهمين مصريين، وقضت بمعاقبتهم بالسجن لمدة 7 أعوام، بعد إدانتهم بقتل لانج داخل حجز قسم الشرطة في يونيو (حزيران) 2013.
وتبدو قضية ريجيني أكثر تعقيدا من نظيره الفرنسي، ذلك أن التحريات حول مقتل الشاب الإيطالي الذي تخصص في دراسة النقابات المستقلة، لم تتوصل بعد إلى الكشف عن أي مشتبه به، خاصة بعد أن تراجعت السلطات الأمنية في مصر عن رواية تشير إلى تورط عصابة تخصصت في سرقة الأجانب، وقتل أعضاؤها في تبادل لإطلاق النار.
وفي أبريل (نيسان) الماضي حث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته للقاهرة السلطات المصرية على حسم ملف لانج، كما ناقش مع مضيفه الرئيس عبد الفتاح السيسي ملف ريجيني. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن الحكم هو دليل على صحة الموقف الذي أكدت عليه الوزارة أكثر من مرة في اتصالاتها مع بعض الدول الأجنبية، وفي مقدمتها فرنسا، والداعي إلى ضرورة إتاحة الوقت الكافي للقضاء ليستكمل تناوله للقضايا بكل أبعادها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».