استعادت مدينة أريانة التونسية رونقها وجمالها وعاشت خلال الأيام الماضية على ألوان الورود وأريجها الذي فاح وانتشر في معظم شوارع المدينة، وأعادت إلى الأذهان أن الورود موجودة، وأنها تطلق الفرحة في وجوه كل الناس.
إنها الدورة الـ20 لمهرجان عيد الورد التي يعيد كل سنة إلى المدينة تألقها، وتذكر التونسيين بأن الورود موجودة في كل مكان، وبالإمكان التمعن ولو قليلاً في جمالها لنسيان مخاطر الإرهاب وصعوبات الحياة المتنوعة.
الدورة الجديدة لعيد الورود انطلقت في التاسع من مايو (أيار) الحالي لتتواصل إلى يوم 22 من نفس هذا الشهر، وتخلل ذلك توزيع نحو ثلاثة آلاف وردة مجانًا على زوار بئر بلحسن وسط مدينة أريانة، وذلك يوم الجمعة الماضي.
وسيطرت عبارات السلام والمحبة على معظم حوارات الزائرين، حيث أشار كمال بن إبراهيم (مهندس إعلامي) إلى أن المهرجان يعيد إلى الأذهان الألوان الزاهية ويبعث في النفس أملاً جديدًا ويجعل كيمياء المشاعر والأحاسيس في أوجها.
وخلال أيام المهرجان أعلنت هيئة تنظيم هذه الدورة عن تنظيم سوق الغراسات والورود ونباتات الزينة المنتصب بمتنزه بئر بلحسن (وسط مدينة أريانة) وشهد مشاركة 42 عرضًا من مختلف جهات تونس إلى جانب مشاركة فلسطينية وصينية.
وكانت السوق مناسبة لعرض أنواع رائعة من الورود والنباتات ومحامل غراسات الزينة ومستخلصات ماء الزهر والعطرشاء والورد والنعناع ولها معتمدة على الطريقة التقليدية في التقطير، كما شارك أكثر من 30 حرفيًا بفضاء سيدي عمار لعرض المنتجات التقليدية من بينها الفخار والأواني البلورية والخشبية، وأدوات الزينة، والمشغولات الفضية والنحاسية.
وفي وصف ورد أريانة، يقول التونسي عيسى البكوش باعث مهرجان عيد الورود منذ أوائل عقد الثمانينات من القرن الماضي، إن وردة أريانة نبتة حجمها صغير، وهي تتميز بشوكها القصير المعقوف وأوراقها التي بها 25 تويجة، وهي الأكثر شيوعا في استخراج العطور ذات الرائحة الشذية وزيوت التجميل.
ويضيف: «لوردة أريانة استعمالات شتى من بينها معالجة القروح وأمراض الشيخوخة والرمد والالتهابات. وترتبط مدينة أريانة باتفاقيات توأمة مع مدينة سلا المغربية، وبلدية قراس الفرنسية التي تستورد النصيب الأكبر من زيت العطر التونسي».
وبشأن هذه التظاهرة، قال مجدي القاسمي رئيس بلدية أريانة الراعية للمهرجان، إن عيد الورد يرمي بالخصوص إلى إعادة الاعتبار لورود مدينة أريانة التي شكلت على مدار عقود طويلة خصوصية المدينة ورمزها الثقافي والحضاري والتراثي. وأكد على وجود برنامج بلدي لغراسة وردة أريانة ذات الألوان الوردية الرائعة بعدد من شوارع ومفترقات المدينة إلى جانب تخصيص مساحات لغراستها بمؤسسات التعليم.