«تينغ».. يضع لندن تحت سحره

تجربة آسيوية إنجليزية في الطابق الـ35 بأعلى مبنى في أوروبا

عناية بالتفاصيل و حلويات منمقة
عناية بالتفاصيل و حلويات منمقة
TT

«تينغ».. يضع لندن تحت سحره

عناية بالتفاصيل و حلويات منمقة
عناية بالتفاصيل و حلويات منمقة

لا يزال الشاي الإنجليزي التقليدي من أكثر ما يجذب السياح إلى لندن التي عرفت بهذا التقليد على يد دوقة بيدفورد عام 1840. وعلى مر الزمان تطور هذا التقليد من دون أن يتثاءب لا بل أصبح عصبا حيويا لجني الربح المادي لأفخم الفنادق في لندن لأن تكلفة تحضيره منخفضة وسعره للعموم يتجاوز ستين جنيها إسترلينيا (نحو مائة دولار) للشخص الواحد، ولكن عندما يأتي الأمر على تجربة شيء جديد فلن يكون هناك حاجة للتفكير بالمال خاصة إذا كان الشاي مميزا ويقدم في مكان لا ينسى.
فنوعية الشاي والساندويتشات والحلويات المرافقة له مهمة ولكن الموقع لا يقل أهمية، وبما أننا نتكلم عن الموقع فلن يضاهي أي موقع أو ديكور شموخ مبنى الشارد الأعلى في لندن، حيث يقدم مطعم «تينغ» الواقع في الطابق الخامس والثلاثين في فندق شانغريلا 360 درجة من روعة لندن ومعالمها ولا يفصلك عنها إلا الزجاج وجمالية كيفية تقديم الشاي الإنجليزي في أوان من الفضة وأكواب «التشاينا» الأنيقة.
وقد تكون هذه الفترة من أفضل الأوقات لتناول الشاي الإنجليزي في لندن تزامنا مع احتفال بريطانيا بعيد الملكة التسعين وعيد الأميرة شارلوت الأول؛ إذ تقدم الفنادق في لندن الشاي احتفاء بالملكة والأميرة الصغيرة.
ويتميز «تينغ» إلى جانب موقعه الساحر المطل على نهر التايمز وأشهر معالم لندن وجسورها الرائعة بتقديم خيارين لتناول الشاي الإنجليزي، على الطريقة الإنجليزية أو على الطريقة الآسيوية، ويقدم الشاي «الكلاسيكي» الساندويتشات والحلوى في حين يقدم الشاي الآسيوي لفائف «الدامبلينغس» المطهوة على البخار والبط المشوي وحتى الحلويات مستوحاة من الشرق الأقصى وتدخل فيها المكونات الخاصة بالمطبخ الشرقي.
وقد يختلف اثنان على نوع الشاي في «تينغ» ولكن لا يختلفان على الموقع خاصة إذا قمت بالحجز مسبقا وطلبت طاولة بمحاذاة الواجهة الزجاجية.
يقدم «تينغ» وجبة الفطور والغداء أيضا ويتميز بتصميم ديكوره الذي يعكس الروح الآسيوية تيمنا بملكية مجموعة فنادق شانغريلا العالمية، ونمطها المميز في جميع فروعها.
تصل إلى المطعم مباشرة من المصعد الرئيسي وبمجرد أن تفتح الأبواب يطالعك منظر لندن من فوق وإلى اليمين من الردهة الرئيسية تجد مساحة واسعة تقدم فيها الشاي، وهذا ما يضفي الشعور بالراحة بعيدا عن التكلفة في بعض الأماكن التي تقدم الشاي بعد الظهر في لندن التي تكون فيها الأجواء رسمية بعض الشيء.
يهتم المطعم بكثير من التفاصيل وعلى رأسها الخدمة المميزة وعناية الموظفين بأدق المفردات التي تهم الزبون، بالإضافة إلى تقديم الساندويتشات الخالية من الغلوتين ولكن يجب إعلام موظف الاستعلامات مسبقا عند إجراء الحجز. ومن الضروري تذوق حلوى Chocolate Temptation وPrawn Dumplings وكباقي الأماكن التي تقدم الشاي الإنجليزي يمكنك الحصول على كميات إضافية من الساندويتشات والحلوى وكعكة السكونز بقدر ما تشاء، فالسعر موحد للشاي الكلاسيكي 49 جنيها إسترلينيا (نحو 77 دولارا أميركيا) و54 جنيها إسترلينيا (نحو 95 دولارا أميركيا) للشاي الآسيوي.
ولا تكثر من تناول الساندويتشات لأن الحلوى مميزة جدا فهي من تحضير الطاهي نيكولاس باترسون (الطاهي في فندق كلاردجز سابقا) وهو معروف بتفوقه في تحضير الحلوى خاصة الأنواع التي تدخل فيها الشوكولاته.
وإذا كنت بصحبة صديقة أو شريك أنصحك بطلب شاي كلاسيكي وآخر آسيوي، وبهذه الطريقة يمكنك تذوق النكهتين، فقد يكون الشاي الآسيوي غير ملائم لجميع الذائقات، لا سيما إذا كنت من أنصار الكلاسيكية ولكن المذاق جيد ويختلف تماما عن الساندويتشات التي تقدم مع الشاي الكلاسيكي.
وبالنسبة للشاي عينه، هناك لائحة طويلة من أنواع الشاي مثل «إيرل غراي» التقليدية والشاي الأخضر، بالإضافة إلى أنواع كثيرة أخرى من مختلف خلطات الشاي والأعشاب.
يقدم «تينغ» الشاي بعد الظهر من الساعة 12 ظهرا ولغاية الساعة الرابعة بعد الظهر.

Level 35 Shangri - La Hotel، At The Shard، London، SE19QU



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».