تجاهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أزمة نقابة الصحافيين مع وزارة الداخلية في أول خطاب رسمي له منذ اندلاعها. وقال السيسي، خلال كلمته أمس بمناسبة بدء حصاد القمح بمشروع 1.5 مليون فدان، التي بثها التلفزيون الرسمي: «اتخذت (ألفين) قرار خلال الفترة اللي فاتت، واللي ياخد القرار ما يخافش»، محذرا ممن سماهم «أهل الشر»، كما وعد بتقديم كشف حساب في شهر يونيو (حزيران) المقبل لما تم تنفيذه خلال العامين الماضيين.
وكانت نقابة الصحافيين قد طالبت، خلال اجتماعها الطارئ أول من أمس، مؤسسة الرئاسة، بتقديم اعتذار واضح عن واقعة اقتحام قوات الأمن مقر النقابة يوم الأحد الماضي والقبض على صحافيين اثنين، بتهمة «التحريض على التظاهر». كما تمسكت بضرورة إقالة وزير الداخلية، ممهلة أسبوعا لتنفيذ طلباتها. وقالت إنه في حال عدم التجاوب معها فستعقد اجتماعا آخر يوم الثلاثاء المقبل «لبحث تنفيذ إضراب عام».
ووجه السيسي كلمة أمس للشعب المصري بمناسبة الاحتفال بإعطاء إشارة البدء لحصاد القمح بمشروع المليون ونصف المليون فدان بمنطقة سهل الغاب في الفرافرة بالوادي الجديد، تطرق فيها بشكل مختصر لقيمة هذا المشروع، والمشروعات القومية الكبرى الأخرى التي يجري تنفيذها بالفعل على أرض الواقع والتي تتكلف مئات المليارات من الجنيهات.
وقال السيسي إنه سيصدر الشهر المقبل كشف حساب عما أنجزه خلال فترة رئاسته منذ يوليو (تموز) 2014. وتولى السيسي الرئاسة عقب احتجاجات شعبية أطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يونيو 2013.
ونوه السيسي بلقائه عددا من المواطنين على كورنيش الإسكندرية الأسبوع الماضي تحدثوا معه، وقالوا له: «ما تخافش.. إحنا معاك»، مضيفا: «أنا بحب أطمنهم اللي يوقف يوم 3 يوليو 2013 ما بيخافش، واللي يدي مهلة 7 أيام ما بيخافش». وأضاف: «أخدت ألفين قرار خلال الفترة اللي فاتت، واللي ياخد القرار ما يخافش».
وتابع: «أنا بس حبيت أطمن المصريين البسطاء، وإن شاء الله الشهر القادم هيكون فيه كشف حساب لما تم تنفيذه خلال العامين الماضيين، وهو غير مسبوق، ويصعب تنفيذه خلال هذه المدة».
وقال السيسي خلال كلمته: «مصر حاليا تقوم بتنفيذ مشروعات عملاقة.. على سبيل المثال اتصرف وهيتصرف على سيناء أكتر من 20 أو 30 مليار جنيه، علشان نعمل شبكة أنفاق وتعمير ومزارع سمكية ومصانع».
وجدد السيسي تحذيره ممن سماهم «أهل الشر» قائلا: «ما كناش بنقول (عن المشروعات القومية) علشان أهل الشر.. لازم نخلي بالنا إن فيه ناس دايما متحفزة وبتشتغل على أنها تخلينا دايما مختلفين».
وأكد أن ما تم تنفيذه خلال العامين الماضيين غير مسبوق، وأنه من الصعب جدا على أي شعب تنفيذه في تلك المدة.
من جهة أخرى، بدأ المجلس القومي لحقوق الإنسان، برئاسة الدكتور محمد فائق، بجهود وساطة بين نقابة الصحافيين ووزير الداخلية لإيجاد مخرج من الأزمة الحالية بين النقابة والوزارة.
وشكل المجلس وفدا ضم عددا من الأعضاء، منهم ياسر عبد العزيز ومحمد عبد العزيز ونيفين مسعد وجورج إسحاق، للوقوف على تبعات الأزمة، حيث قام الوفد بزيارة مقر النقابة أمس للتواصل مع أعضاء مجلسها.
وكان المجلس القومي عقد اجتماعه مساء الأربعاء، وطالب أجهزة الدولة باحترام حقوق التعبير والتنظيم والحريات النقابية التي كفلها الدستور، واستنكر المجلس منع انعقاد المؤتمر العمالي في نقابة الصحافيين، والذي كان سيعقد 1 مايو (أيار) الحالي، وهو المؤتمر الذي دعت لعقده ونظمته دار الخدمات النقابية والعمالية بالتعاون مع عدد من النقابات والاتحادات العمالية، بما يعد تجاوزا لا يستند إلى قانون ولا يساعد على تحقيق الأمن والاستقرار.
وكانت وزارة الداخلية قد أكدت أن إلقاء القبض على الصحافيين داخل مبنى النقابة جاء تنفيذا لقرار النيابة بضبطهما بتهم منها التحريض على التظاهر وترويج الشائعات، ونفت اقتحام المبنى أو استخدام القوة.
وحثت الجمعية العمومية للصحافيين جميع الصحف القومية والخاصة على تسويد الصفحة الأولى لها يوم الأحد المقبل (الذكرى الأسبوعية للاقتحام)، كما دعت الصحف إلى عدم نشر اسم وزير الداخلية والاكتفاء بنشر صورته «نيجاتيف» بالأبيض والأسود فقط.
وهدد يحيى قلاش، نقيب الصحافيين، خلال الاجتماع بأن «كل الإجراءات التصعيدية مفتوحة إلى أن تعود كرامة المهنة وكرامة نقابة الصحافيين»، متابعا: «إذا لم يفك الحصار، فسيكون لنا تصرف آخر». وأضاف: «النقابة ستعلن قائمة سوداء لأعداء حرية الصحافة»، مؤكدا أن «الصحافة هي ضمير الأمة».
السيسي يتجاهل أزمة الصحافيين.. و«القومي لحقوق الإنسان» يبدأ جهودًا للوساطة
الرئيس المصري حذر من «أهل الشر» ووعد بتقديم كشف حساب الشهر المقبل
السيسي يتجاهل أزمة الصحافيين.. و«القومي لحقوق الإنسان» يبدأ جهودًا للوساطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة