الحكومة التونسية توقع اتفاقًا حول برامج تنمية للنهوض بمدينة الكاف

بعد أن شهدت عدة احتجاجات تطالب بالتشغيل

الحكومة التونسية توقع اتفاقًا حول برامج تنمية للنهوض بمدينة الكاف
TT

الحكومة التونسية توقع اتفاقًا حول برامج تنمية للنهوض بمدينة الكاف

الحكومة التونسية توقع اتفاقًا حول برامج تنمية للنهوض بمدينة الكاف

وقعت الهيئة الإدارية لنقابة العمال بمدينة الكاف (160 كلم شمال غربي)، أمس، اتفاقًا مع الحكومة، يقضي بتمكين الجهة من عدة مشاريع تنمية، من بينها البدء في مشروع منطقة «سراورتان» لإنتاج الفوسفات، وتهيئة الطريق السيّارة الرابطة بين العاصمة تونس والكاف، وإحداث عدد من الإدارات الجهوية الممثلة للحكومة على غرار إدارة للبيئة وأخرى للتطهير، إلى جانب إدارات محلية للخدمات الاجتماعية والإدارية.
وهذه هي المرة الأولى التي تجبر فيها الحكومة على توقيع اتفاق مع إحدى الولايات (المحافظات) بهذا الشكل لتنفيذ برامج تنمية وتشغيل، حيث كانت في السابق تكتفي بتنفيذ المشاريع المبرمجة ضمن مخططات التنمية، وتعقد مجالس وزارية للنظر في مطالب تلك الجهات. ومن هذا المنطلق نبه متابعون للشأن السياسي التونسي إلى خطورة هذه الخطوة، ومخاطر تأثيرها على مطالب الجهات المتعلقة بالتنمية والتشغيل، وإمكانية الضغط على الحكومة عبر الاحتجاجات لتنال هي الأخرى مشاريع تنمية في وقت قياسي.
وإثر توقيع هذا الاتفاق أمس بمقر الحكومة وسط العاصمة التونسية، أفاد توفيق الشابي، الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل (نقابة العمال) بالكاف، بأن ممثلي النقابة قرروا إلغاء الإضراب الذي كان من المزمع تنفيذه اليوم. وقال إن مطالب محافظة الكاف قد ضمنت في محضر جلسة بين الحكومة ونقابة العمال، بحضور وزراء البيئة والفلاحة والطاقة والمناجم، ومستشارين برئاسة الحكومة، يمثلون الطرف الحكومي، فيما مثل نقابة العمال أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف، ونور الدين الطبوبي والمولدي الجندوبي عن المركزية النقابية.
في غضون ذلك، استقبل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، رئيس الحكومة داخل قصر قرطاج، الذي أطلعه على إجراءات وقرارات الحكومة المتعلقة بمشاريع التنمية في الجهات.
وكانت مجموعة من المنظمات النقابية الممثلة لنقابات العمال ورجال الأعمال والفلاحين قد نظمت في 19 من أبريل (نيسان) الماضي مسيرة سلمية في مدينة الكاف، احتجاجا على قرارات رئيس الحكومة التي اتخذها إثر زيارة المنطقة بداية الشهر الماضي. ورفع المحتجون شعارات تطالب بنصيب المنطقة من التنمية والتشغيل، وحملوا لافتات مكتوبا عليها: «إجراءات رئيس الحكومة لا تستجيب إلى تطلعات وانتظارات أبناء الجهة».
وتواجه الحكومة موجة من الاحتجاجات الاجتماعية المطالبة بالتنمية والتشغيل في أكثر من منطقة، وواجهت قبل أسابيع احتجاجات عارمة في جزيرة قرقنة، وسط شرقي تونس، نجمت عنها مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، مما جعل الجيش يتدخل لحفظ الأمن في الجزيرة. ووعدت حكومة الحبيب الصيد بالتدخل لضمان قاعدة تنمية جدية في المنطقة.
وكان الحبيب الصيد رئيس الحكومة قد اتخذ مجموعة من الإجراءات إثر زيارته إلى منطقة الكاف، من أهمها إحداث معتمدية (سلطة محلية) بمنطقة الطويرف، وتكليف والي (محافظ) الجهة بإعداد قائمة كاملة للمشاريع التي تشكو من صعوبات من حيث التمويل، وعرضها على لجنة برئاسة وزير الصناعة للبت فيها في أجل أقصاه شهر. أما بالنسبة للمشاريع العمومية فقد أذن رئيس الحكومة لوزارة المالية بتخصيص اعتمادات تكميلية لإنجازها. كما أقر بمضاعفة مساحة الأراضي السقوية من 20 ألفا إلى 40 ألف هكتار خلال المخطط المقبل للتنمية، ومتابعة مشاريع التنمية الخاصة بالجهة مع مختلف الأطراف، وتقديم المقترحات حولها ورفعها إلى رئاسة الحكومة في إطار مجالس وزارية مضيقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.