نجاة محافظ عدن ومدير الأمن من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة.. وعيدروس يتهم «القاعدة»

تخريج دفعة جديدة من أفراد اللواء 39 مدرع بحي خور مكسر قوامها 2000 جندي

القوات الموالية للشرعية خلال حفل التخرج في قاعدة عسكرية بخور مكسر - ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)
القوات الموالية للشرعية خلال حفل التخرج في قاعدة عسكرية بخور مكسر - ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

نجاة محافظ عدن ومدير الأمن من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة.. وعيدروس يتهم «القاعدة»

القوات الموالية للشرعية خلال حفل التخرج في قاعدة عسكرية بخور مكسر - ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)
القوات الموالية للشرعية خلال حفل التخرج في قاعدة عسكرية بخور مكسر - ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)

نجا محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، ومدير الشرطة اللواء شلال شائع، أمس (الأحد) من محاولة اغتيال جديدة هي الخامسة منذ تقلدهما منصبيهما بالعاصمة المؤقتة عدن.
وسقط 4 شهداء و8 جرحى في عملية إرهابية جديدة استهدفت موكب مدير أمن العاصمة ومحافظ عدن أثناء عودتهما من مقر قوات التحالف غرب عدن. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»: إن «موكبا لمحافظ العاصمة المؤقتة عدن ومدير أمنها تعرض لعملية إرهابية جديدة بسيارة مفخخة أثناء عودتهما من مقر قيادة التحالف العربي غربي عدن، وأن المحافظ ومدير الأمن لم يصيبا بأي أذى، ونجيا من الموت بأعجوبة».
وفي تصريحات حصرية لـ«الشرق الأوسط» اتهم اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن، تنظيم القاعدة المدعوم من الحوثيين والمخلوع صالح، باستهداف موكبه ومدير الأمن اللواء شلال شائع عند محطة اكسبرس بالمنصورة، في الخط الرئيسي المؤدي إلى إنماء السكنية والبريقة.
وكشف المتحدث باسم الشرطة في عدن، عبد الرحمن النقيب، عن مقتل 4 من طاقم حراسة مدير أمن عدن، وأصيب 8 لدى تصديهم ببسالة نادرة لسيارة مفخخة يقودها انتحاري، وحاولت التوغل وسط موكب المحافظ ومدير الأمن على الطريق الرابط بين مدينتي المنصورة والبريقة شمال عدن.
وأضاف عبد الرحمن النقيب لـ«الشرق الأوسط» «تمكن أحد طقم من حراسة مدير الأمن من الاصطدام المباشر بالسيارة المفخخة التي كان سائقها يحاول الوصول إلى المركبة التي كان مدير أمن عدن شلال شائع يستقلها وعدد من مرافقيه.
وأكد أن محاولة الاغتيال، التي وصفها بالبائسة، تعد هي الثانية التي تستهدف مدير شرطة عدن، وخلال 48 ساعة على العملية الإرهابية الأولى التي وقعت صباح أول من أمس (السبت) بجوار منزل مدير شرطة عدن الكائن بمدينة التواهي حي جولد مور جنوب غربي عدن.
وأوضح النقيب، أن الجماعات الإرهابية التي ثبت تورطها بالأدلة وارتباطها المباشر بالمخلوع صالح وميليشيات الحوثي، وجهات حزبية لا تحمل لعدن إلا الحقد والكراهية، ولا تريد لأهلها العيش بأمن وسلام، تسعى بكل أدواتها الرخيصة إلى النيل من الأمن والاستقرار الذي تحقق تحت قيادة مدير أمن عدن ومحافظها؛ ليسهل عليها بعد ذلك تنفيذ مخططاتها الإرهابية الجبانة وإغراق المدينة في حمامات من الدم والفوضى. وكان مدير أمن عدن أكد مواصلته الحرب على الإرهاب حتى استئصال شأفته واقتلاعه من جذوره من عدن، وكل محافظات الجنوب بمساندة قوات التحالف العربي.
وعلق رئيس نقابة الصحافيين بعدن، محمود ثابت، على محاولة اغتيال المحافظ ومدير الأمن بالقول: «إن العمليات الانتحارية الثلاث التي تعرض لها الزبيدي وشلال كانت اثنتان منها بعد خروجهما من معسكر التحالف بعدن، فيما الثالثة وقعت أثناء ذهابهما إلى المعسكر؛ مما يوحي للمتتبع بأن هناك اختراقات في الجانب الأمني تتبع النظام السابق للمخلوع صالح بعدن، وتنفذه أياد جنوبية مأجورة، باعت نفسها وأخلاقها وضميرها للمادة المدنسة بدم الشرفاء من أبناء عدن الطاهرة.
واستنكر محمود ثابت العملية الانتحارية التي استهدفت موكب محافظ عدن اللواء الزبيدي ومدير أمن عدن اللواء شلال.. معبرا عن إدانة نقابة الصحافيين بعدن مثل هذه العمليات الانتحارية الجبانة، مؤكدا وقوفهم مع قيادة المحافظة وأجهزتها الأمنية في مكافحة هذه الأعمال الإجرامية الخارجة عن القيم الإسلامية، وأخلاقيات أبناء عدن خاصة والجنوب عامة.
من جهة ثانية، شنت قوات التحالف العربي بمعسكر العند وسط لحج فجر أمس ضربة بصاروخين لخلية إرهابية، بحسب مصادر محلية مطلعة. وقال قائد نصر المتحدث الرسمي باسم جبهات العند لـ«الشرق الأوسط»: إن «قوات التحالف العربي بقاعدة العند الجوية أطلقت عند الساعات من فجر أمس صاروخيين أرض أرض استهدفا عناصر من تنظيم القاعدة في الجهة الغربية من محافظة لحج»، على حد قوله.
فيما قالت مصادر متضاربة: إن «الدفاعات الجوية لقوات التحالف العربي بقاعدة العند الجوية (باتريوت) أسقطت فجر الأحد صاروخا معاديا أطلقته ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح من عابرين بالقبيطة على قاعدة العند الجوية»، وهو ما أكده شهود عيان من أهالي المسيمر وكرش عن مشاهدتهم مرور صاروخ نحو قاعدة العند بلحج فجر أمس.
وعلى صعيد متصل، شهد معسكر اللواء 39 مدرع (معسكر بدر) بحي خور مكسر وسط عدن، أمس، تخرج دفعة جديدة من أفراد اللواء وقوامها 2000 جندي، وأقيم بالمناسبة حفل التخرج بحضور قائد اللواء العميد عبد الله الصبيحي وقيادات عسكرية وأمنية، قدمت من خلاله الفرق المتخرجة عروضا عسكرية متعددة.
من جهة أخرى، جدد طيران التحالف العربي غاراته أول من أمس على عدد من مواقع الجماعات الإرهابية بمحافظة أبين (60 كم شرق عدن)، وأوضحت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن غارات مكثفة للتحالف استهدفت أكثر من موقع وتجمع لعناصر من «أنصار الشريعة» جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب بمناطق دوفس وجعار والكود وزنجبار.
العمليات العسكرية التي تقودها قوات التحالف العربي في المكلا وعدن ضد الجماعات الإرهابية تواصل حملاتها الأمنية في ملاحقة الإرهابيين والخلايا النائمة في المكلا والشحر ومدن الساحل، وامتدادها إلى مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت وفي محافظة أبين، فيما وحدات متخصصة في عدن ولحج والمكلا تواصل حملات دهم لأوكار الجماعات الإرهابية بعدد من المدن الجنوبية.
وخلال أشهر من تحرير المدن الجنوبية من ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، شنت قوات التحالف العربي بالاشتراك مع المقاومة الجنوبية وقوات الجيش الوطني حربا ضروسا ضد تنظيم القاعدة، وتمكنت من تطهير عدن ولحج وحضرموت وأجزاء كبيرة من أبين، وسقط مئات القتلى من العناصر الإرهابية، وما زالت العمليات العسكرية مستمرة حتى تطهير كل شبر بالجنوب بحسب مسؤولين محلين وعسكريين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.